موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ السَّادِسُ: قلْبُ الألِفِ واوًا


تُقلَبُ الألِفُ واوًا إذا انْضمَّ ما قبلَها، لِمُناسَبةِ الضَّمَّةِ قبلَها [1641] يُنظر: ((شرح التصريح على التوضيح)) للأزهري (2/ 724). .
قَلْبُ الألِفِ واوًا يأتي على أنواعٍ:
1- أنْ تُقلَبَ الألِفُ واوًا، والألفُ أصْلٌ.
2- أنْ تُقلَبَ الألِفُ واوًا والألفُ مُبْدَلةٌ.
3- أنْ تُقلَبَ الألِفُ واوًا والألِفُ زائِدةٌ [1642] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 227). .
قَلْبُ الألِفِ واوًا، والألِفُ أصْلٌ:
ويكونُ ذلك في التَّثْنيةِ والجَمْعِ بالألِفِ والتَّاءِ لِلحُروفِ إذا سَمَّيتَ بِها، مِثْلُ: (لَدى وإلى وإذا) إذا سُمِّيَ بِها، تقولُ في تَثنيتِها: إلَوَان ولَدَوان وإذَوَان، وفي الجَمْعِ بِالألِفِ والتَّاءِ إن سَمَّيتَ بِها المُؤَنَّثَ: إلَوَات، ولَدَوات، وإذَوَات [1643] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 227، 228). .
قَلْبُ الألِفِ واوًا والألِفُ زائِدةٌ:
تُقلَبُ الألِفُ واوًا إذا كان ما قبلَها مَضْمومًا؛ لِمُناسَبة الضَّمَّةِ قبلَها؛ وذلك إذا وقَعتْ ثانيةً زائِدةً في:
المَبنيِّ لِلمَجْهولِ من وَزْنِ (فَاعَلَ)، مِثْلُ: قاتَلَ وبارَكَ ونادَى، تقولُ: قُوتِل وبُورِك ونُودِيَ، وقولُه تعالى: مَا وُورِيَ عَنْهُمَا [الأعراف: 20] ، والمَبنيُّ للمَعْلومِ منه: وارى، ضُمَّتِ الواوُ في المَبنيِّ للمَفْعولِ، فانقلَبتِ الألِفُ واوًا لِمُناسَبةِ الضَّمَّةِ قبلَها.
وإذا وقَعتِ الألِفُ ثانِيةً في تَصْغيرِ وَزْنِ (فَاعِلٍ)، مِثْلُ: كاتِب وشاعِر وخادِم، تقولُ: كُوَيْتِب وشُوَيْعِر، وخُوَيْدم؛ أو تَصْغيرِ وَزْنِ (فاعِلَة)، مِثْلُ: شاهِدَة وقاعِدَة، تقولُ: شُوَيْهِدة وقُوَيْعدة؛ وفي تَصْغيرِ وَزْنِ (فاعَلٍ)، مِثْلُ: خاتَم وطابَع، تقولُ: خُوَيتِم، وطُوَيبِع؛ وفي تَصْغيرِ وَزْنِ (فاعِلاء)، مِثْلُ: قاصِعاء وراهِطاء -وهُما اسمانِ لِجحرةِ اليَربوعِ- تقولُ: قُوَيْصِعاء ورُوَيهطاء؛ وفي تَصْغيرِ وَزْنِ (فاعال)، مِثْلُ: ساباط، تَصْغيرُه على: سُوَيْبيط [1644] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 230، 231). .
حمَلوا تَكْسيرَ الأوْزانِ السَّابِقةِ على التَّصغيرِ فيها؛ فقلَبوا الألِفَ واوًا في الجَمْعِ على فَوَاعِل؛ إذْ تقَعُ ألِفُ الجَمْعِ ثالثةً بعدَ ألفِ المُفْرَدِ الثَّانيةِ الزَّائِدةِ، فتُقلَبُ ألِفُ المُفْرَدِ واوًا في الجَمْعِ، حمَلوا في ذلك التَّكسيرَ على التَّصغيرِ لِما بينَهما مِن مُناسَبةٍ، ولأنَّ التَّصغيرَ والتَّكْسيرَ من وادٍ واحِدٍ، مِثْلُ: قاعِدَة وشاهِدَة وناصِيَة، وكاهِل وخاتَم وقالَب، وقاصِعاء وراهِطاء، وحامِل وحائِض، وساباط؛ تقولُ في الجَمْعِ: قَواعِد وشَواهِد ونَواصٍ، وكَواهِل وخَواتِم وقَوالِب، وقَواصِع ورَواهِط، وحَوامِل وحَوائِض، وسَوابِيط [1645] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 230، 231). .
قَلْبُ الألِفِ واوًا والألِفُ مُبْدلَةٌ:
الألِفُ مُبْدلَةٌ مِن هَمْزةٍ:
تُبدَلُ الألِفُ مِنَ الهَمْزةِ إبْدالًا لازِمًا في مِثْل: آدَم وآخَر؛ فقلَبوها واوًا في التَّصغيرِ والتَّكسيرِ، فقالوا في التَّصغيرِ: أُوَيْدِم وأُوَيْخِر، وفي التَّكسيرِ: أَوادِم وأَواخِر، وذلك أنَّ البدَلَ لازِمٌ [1646] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 259). .
الألِفُ مُبْدلَةٌ مِنْ واوٍ أو مِن ياءٍ:
تُقلَبُ الألِفُ واوًا في الاسمِ المَقْصورِ عندَ النَّسَبِ إليه مهْما كان أصْلُها، واويًّا كان، مِثْلُ: عصًا وقَطًا، أو يائِيًّا، مِثْلُ: فتًى وهدًى؛ تقولُ في النَّسَبِ إليها: عَصَوِيٌّ وقَطَوِيٌّ، وفَتَوِيٌّ وهُدَوِيٌّ [1647] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 229، 230). .

انظر أيضا: