موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الخامِسُ: إبْدالُ الدَّالِ


إبْدالُ الدَّالِ مِنَ التَّاءِ
تُقلَبُ تاءُ (افْتعل) دالًا إذا كانتِ الفاءُ جِيمًا بِغيرِ اطِّرادٍ، والقَلْبُ هُنا لِتَناسُبِ الصَّوتِ، والأكْثرُ فيها أنْ تكونَ بالتَّاءِ؛ قالوا في: اجْتمَعوا، واجْتزَّ: اجْدَمعوا، اجْدزَّ، كقَولِه مِنَ الوافِر:
فقُلتُ لِصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا
بِنَزعِ أصُولِهِ واجدَزَّ شِيحَا
يَقصِدُ: واجْتزَّ، وهُو مَحْفوظٌ لا يُقاسُ عليه، فلا يُقالُ مَثلًا في اجْتَرأ واجْتَرَح: اجْدَرَأَ، واجْدَرَحَ .
أُبدِلتِ الدَّالُ مِنَ التَّاءِ في غيرِ صِيغةِ (افْتَعل) بِغيرِ اطِّرادٍ في قَولِهم: دَوْلَجَ، في تَوْلَجَ، فأبَدْلوا الدَّالَ مِنَ التَّاءِ المُبدَلةِ مِنَ الواوِ، فالأصْلُ: وَولَج؛ لأنَّه مِنَ الوُلوجِ، ولا تُجعَلُ الدَّالُ بَدَلًا مِنَ الواوِ مُباشرةً؛ لأنَّه لم يَثبُتْ إبْدالُ الدَّالِ مِنَ الواوِ في مَوضِعٍ مِنَ المَواضِعِ، في حِينِ ثبَت الإبْدالُ مِنَ التَّاءِ في (افْتعل) .
أُبدِلتِ الدَّالُ مِنَ التَّاءِ في قولِهم: (فُزْدُ، وجُدْدُ) في: فُزْتُ وجُدْتُ، وهِيَ لُغةٌ لِبعضِ بَني تَمِيمٍ، يُبدِلون الدَّالَ مِن تاءِ المُتكلِّمِ أوِ المُخاطَبِ بعْدَ الزَّايِ والدَّالِ، يَقولون: جَلَدُّ في جَلَدْتُ، وقد ذكَر أبو القاسِمِ السَّعديُّ أنَّ إبْدالَ تاءِ الضَّميرِ دالًا بعْدَ الدَّالِ لُغةُ أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه .
إبْدالُ الدَّالِ مِنَ الذَّالِ:
أُبدِلتِ الدَّالُ مِنَ الذَّالِ في كَلِمةِ (ذِكَر) جَمْعُ (ذِكْرَة) فقالوا فيها: دِكَر، وكأنَّ الَّذي سَهَّل عليهم ذلك أنَّهم قلَبوا في (ادَّكر ومُدَّكِر)، فأصبَح القَلْبُ فيها مَألوفًا، فقلَبوه دَالًا حتَّى بعْدَ زَوالِ مُوجِبِ القَلْبِ، وهُو الإدْغامُ في (ادَّكر ومُدَّكِر)؛ قال ابنُ مُقبِلٍ مِنَ البَسيط:
يا لَيتَ لِي سَلوةً تَشفَى النُّفوسُ بِها
مِنْ بعضِ ما يَعْتري قَلبي مِنَ الدِّكَرِ
بِإبْدالِ الدَّالِ مِنَ الذَّالِ في (الدِّكَرِ) .
إبْدالُ الدَّالِ مِنَ الطَّاءِ
أُبدِلتِ الدَّالُ مِنَ الطَّاءِ في قولِهم: المُرَيدَاءُ، أي: المُرَيطَاءُ، وهِيَ مِنَ السُّرَّةِ إلى العانَةِ .

انظر أيضا:

  1. (1)  أي: لا تحبِسَنَّا عن شَيِّ اللَّحْمِ بقَلْعِك أصولَ الشَّجَرِ، بل خُذْ ما تيسَّرَ من قُضْبانِه وعِيدانِه، والشِّيحُ: نبتٌ مشهورٌ، يُقال له بالفارسية: دِرَمْنَهْ. ينظر: ((شرح الشواهد الكبرى)) للعيني (4/ 2126).
  2. (2) يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (3/ 228).
  3. (3) يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 326).
  4. (4) يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 237)، ((المساعد)) لابن عقيل (4/221، 222).
  5. (5) يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 237).
  6. (6) يُنظر: ((تمهيد القواعد)) لابن ناظر الجيش (10/ 5246).