موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّاني: حُروفُ الإبْدالِ


وهِيَ على ثَلاثةِ أقْسامٍ:
- ما يُبدَلُ إبْدالًا شائِعًا لِلإدْغامِ: وهُو كلُّ الحُروفِ خلا الألِفِ.
- ما يُبدَلُ إبْدالًا نادِرًا: وهُو في أَحْرُفِ: الحاءِ والخاءِ، والذَّالِ والظَّاءِ، والضَّادِ والغَينِ والقافِ؛ فالإبْدالُ في مِثلِ هذه الحُروفِ إمَّا أنْ يكونَ شاذًّا أو يُحمَلَ على أنَّه لُغتانِ عنِ العَربِ؛ يقولون في وُكْنة: وُقْنة، وفي أغَن: أخَن، وفي رَبع: ربح، وفي خَطَر: عَطَر، وفي جَلَد: جَضَد، وفي تَلَعْثمَ: تَلَعْذَم.
- ما يُبدَلُ إبْدالًا شائِعًا لِغيرِ إدْغامٍ، وهُو اثنانِ وعِشرونَ حَرْفًا مُجموعةً في: (لجِدٍّ صَرْفُ شَكْسٍ آمِنٍ طَيَّ ثَوبِ عِزَّتِهـ)، الضَّروريُّ مِنها في التَّصريفِ تِسعَةٌ يَجْمعُها: (هَدَأْتَ مُوطيًا)، وما سِواها فهُو غيرُ ضَروريٍّ في التَّصْريفِ .
فَائِدةٌ:
اختُلِف في عَدَدِ حُروفِ الإبْدالِ؛ فمَذْهبُ سِيبَوَيهِ: أنَّ حُروفَ الإبْدالِ أحَدَ عَشَرَ حرْفًا؛ مِنها ثَمانِيَةٌ مِن أحْرُفِ الزِّيادة؛ هي: الألِفُ، والياءُ، والواوُ، والهَمْزةُ، والنُّونُ، والمِيمُ، والتَّاءُ، والهاءُ، وثَلاثَةٌ مِن خارِجِ أحْرُفِ الزِّيادَةِ؛ هي: الطَّاءُ، والدَّالُ، والجِيمُ ، وزاد بعضُهم اللَّامَ ، فتُجْمعُ في: (طال يَوْمٌ أنْجَدْتَهـ)، والسِّيرافيُّ وابنُ الحاجِبِ والرُّمَّانيُّ: عَدُّوا الصَّادَ والزَّايَ ضِمنَ حُروفِ الإبدْالِ، وجمَعوه في قولِهم: (أنَصَت يومَ جدُّ طاهٍ زلَّ)، والزَّمَخْشريُّ: زاد على الأحَدَ عَشَرَ حرْفًا السِّينَ واللَّامَ، وجمَعها في قولِه: (استنجَدَه يومَ طالَ)، وابنُ الخَبَّازِ أوْصَلها لِخَمْسةَ عَشَرَ حرْفًا ، وابنُ مالِكٍ اختَلَف قولُه فيها في كُتُبِه؛ فقد جعَلها في التَّسهيلِ ثَمانِيَةً يَجْمَعُها (طَويْتَ دائمًا)، لكنَّ الأشْهرَ عنه الَّذي قاله في ألْفيَّتِه تِسعةُ أحْرفٍ، تُجمَعُ في: "هَدَأْتَ مُوطِيًا".
وقد رأى المُراديُّ أنَّه لا سَبيلَ إلى حَصْرِها إلَّا بِالاسْتِقراءِ .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((توضيح المقاصد)) للمرادي (3/ 1562)، ((المساعد)) لابن عقيل (4/ 86، 87).
  2. (2) يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 237).
  3. (3) يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 268).
  4. (4) يُنظر: ((توضيح المقاصد)) للمرادي (3/ 1563).
  5. (5) يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (4/ 87).
  6. (6) يُنظر: ((المقاصد الشافية)) للشاطبي (9/ 1).
  7. (7) يُنظر: ((توضيح المقاصد)) للمرادي (3/ 1563).
  8. (8) يُنظر: ((توضيح المقاصد)) للمرادي (3/ 1562)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (3/ 199، وما بعدها).