موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: تَعْريفُ الإِبدالِ


لُغةً:
البَدَلُ والبِدْلُ لُغتانِ... وتَبْديلُ الشَّيءِ تَغْييرُه وإنْ لم تأتِ بِبَدَلٍ عنه... والأصْلُ في التَّبديلِ تَغْييرُ الشَّيءِ عن حالِه، والأصْلُ في الإبْدالِ جَعْلُ شيءٍ مَكانَ شيءٍ آخَرَ .
اصْطِلاحًا:
هو جَعْلُ حرْفٍ مَكانَ حرْفٍ آخرَ مُطْلقًا، وبِهذا فهُو يَختلِفُ عن مُصطَلَحَيِ القَلْبِ والعِوَضِ:
فالقَلْبُ يَختَصُّ بِحُروفِ العِلَّةِ -ومعَها الهَمْزةُ- ؛ ومِن ثَمَّ فإنَّ الإبْدالَ أعَمُّ مِن القَلْبِ، فكلُّ قَلْبٍ إبْدالٌ، وليس كلُّ إبْدالٍ قَلْبًا .
وفَرَّق الشَّاطِبيُّ بينَ الإبْدالِ والقَلْبِ: أنَّ الإبْدالَ يُطْلَقُ على إزالَةِ الحرْفِ وجَعْلِ غيرِه في مَوضِعِه، أمَّا القَلْبُ فيُطلَقُ على إحالَةِ ونَقْلِ الحرْفِ مِن صُورةٍ إلى أخرى، وتَغْييرُ الصُّورةِ لا يكونُ إلَّا في الأشْياءِ المُتَماثِلةِ؛ لِذا اختُصَّ القَلْبُ بِحُروفِ العِلَّةِ، ثُمَّ قال: (وقد يُوقِعُ النَّحْويُّون أحَدَ اللَّفْظينِ مَكانَ الآخَرِ، ولا مُشَاحَّةَ في الإطْلاقِ إذا فُهِم المُرادُ) .
والعِوَضُ قد يكونُ في غيرِ مَكانِه، مِثْلُ: تاءِ عِدَة، فهِيَ عِوَضٌ عن فاءِ الكَلِمةِ، وليست في مَكانِها .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 48).
  2. (2) يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (3/ 67).
  3. (3) يُنظر: ((توضيح المقاصد)) للمرادي (3/ 1561).
  4. (4) يُنظر: ((المقاصد الشافية)) للشاطبي (9/ 3).
  5. (5) يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 689).