المَبْحَثُ الأوَّلُ: الفِعْلُ الجامِدُ
                                        
                                    
                                    
                                        (هو الذي يدُلُّ على معنًى مُجَرَّدٍ مِنَ الزَّمانِ الذي يُعتَبَرُ في دَلالةِ الفِعْلِ) 
 [770] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 206).  ، مِثْلُ: الرَّجاءِ في (عَسَى) لا يختَلِفُ المعنى باختِلافِ الأزمِنَةِ 
 [771] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 206).  ، وهو أيضًا: (ما لازَمَ صُورةً واحِدةً) 
 [772] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 85).  .
أقسامُه:يُقسَّمُ الفِعلُ الجامِدُ ثلاثةَ أقسامٍ، هي:
أن يكونَ ملازِمًا لصِيغةِ الماضي:مِثْلُ: (ليس) من أخواتِ كان، و(كَرَب) من أفعالِ المقارَبةِ، و(عسى وحَرَى واخْلَوْلَقَ) من أفعالِ الرَّجاءِ، و(أنشَأَ وطَفِق وأخَذَ وجَعَل وعَلِق) من أفعالِ الشُّروعِ، و(خلا وعدا وحاشا) في الاستِثناءِ 
 [773] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 85).  ، وتبارَكَ، ووَهَب، ونِعْمَ، وبِئْسَ، وسائِرِ أفعالِ المَدْحِ والذَّمِّ (حَبَّذا - ساء) 
 [774] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 206).  ، وفِعْلَيِ التعَجُّبِ، و(ما دام) من أخواتِ كان 
 [775] يُنظر: ((هداية الطالب في علم الصرف)) لأحمد مصطفى المراغي بك (ص: 54).  .
هدَّكَ، أي: كفاك، تقولُ: مررتُ بامرأةٍ هدَّتْكَ مِنِ امرأةٍ.
عَمَرْتُك اللهَ: أي: أسأَلُ اللهَ تعميرَك.
كَذَبَ المُستعمَلُ في الإغراءِ؛ قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (كذَبَ عليكم ثَلاثةُ أسفارٍ؛ كذَبَ عليكم الحجُّ والعُمرةُ والجِهادُ في سَبيلِ اللهِ...؛ يقول: عَليكُم بالحَجِّ والعُمرةِ والجِهادِ) 
 [776] أخرجه عبدُالرزاق (9276) واللفظ له، وابن أبي شيبة (22626) بلفظ: "كتبت عليكم".  ، معناه: الْزَموا الحَجَّ والعُمْرةَ والجِهادَ. والعَرَبُ تقولُ: كَذَبَك التَّمرُ واللَّبَنُ 
 [777] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2036، 2037).  .
وسُقِطَ في يَدِه؛ بمعنى: النَّدَمِ والتخَلِّي عمَّا كان يتعَلَّقُ به، لم يُستعمَلْ في هذا المعنى إلَّا ماضيًا مبنيًّا للمَفعولِ 
 [778] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2038).  .
أن يكونَ مُلازِمًا لصيغةِ الأمرِ:مِثْلُ: هاتِ (أَعْطِ)، وتَعالَ (أقْبِلْ)، وهَبْ (بمعنى الظَّنِّ)، وتعلَّمْ (اعْلَمْ)، وهلُمَّ (أحْضِرْ).
ذكَرَ 
ابنُ مالكٍ في الأفعالِ التي لا تتصَرَّفُ (عِمْ صِباحًا)، بمعنى: أنْعِمْ صباحًا، وذكر 
أبو حَيانَ أنَّه وَهْمٌ؛ لأنَّه يُقالُ: وَعَمَ يَعِمُ بمعنى: نَعِمَ يَنْعِمُ، ويكونُ منه المُتَعَدِّي، مِثْلُ: وَعَّمْتُ الدَّارَ، أي: قُلتُ لها: انْعِمِي، ومنه اللَّازِمُ، كقَولِ امرئِ القَيْسِ من الطويل:
ألَا عِمْ صَباحًا أيُّها الطَّلَلُ البالي
وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُرِ الخالي 
 [779] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2038).  تنبيهاتٌ:(هَلُمَّ) في لغةِ الحِجازِ اسمُ فِعلِ أمرٍ، وبها نَزَل القرآنُ في قَولِه تعالى: 
قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ [الأنعام: 150] ، أمَّا في لُغةِ تميمٍ فهو فِعلٌ؛ ذلك أنَّهم يُلحِقونَ به الضَّمائِرَ، فيقولون: هَلُمَّا وهَلُمِّي وهَلُمُّوا، وذلك الذي نُدرِجُه تحت بابِ الجامِدِ؛ قال 
أبو حَيَّانَ: (و"هَلُمَّ" التميميَّةُ لم تَستعمِلْ بنو تميمٍ لها ماضيًا ولا مُضارِعًا) 
 [780] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2037).  .
(هاتِ، وتعالَ) ذهب 
الزَّمخشريُّ إلى أنَّهما اسما فِعْلٍ 
 [781] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (3/ 3).  ، ويُرَدُّ عليه باتِّصالِهما بالضَّمائِرِ؛ قال تعالى: 
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة: 111] ، وقال تعالى: 
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ [آل عمران: 61] ، وقال امرُؤُ القَيسِ من الطويل:
إذا قُلْتُ هَاتِي نَوِّليني تَمَايَلَتْ
عليَّ هَضيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ 
 [782]  ناوِلِيني: أعطِيني، هَضِيمَ الكَشْحِ: أي: ضامِرةً ما بين الضُّلوعِ والخاصِرةِ، ريَّا: مؤنَّثُ: ريَّان، والمُخَلْخَلِ: مَوضِعِ الخَلْخَالِ مِنَ السَّاقِ، يريدُ أنَّها أعطَتْه ما يريدُ منها في حالِ كان كَشْحُها هَضِيمًا، وساقُها ممتَلِئةً باللَّحْمِ، وعَبَّر عن امتلاِء السَّاقِ باللَّحْمِ بالرِّيِّ. ينظر: ((شرح المعلقات السبع)) للزوزني (ص: 52).  - من الأفعالِ التي لازَمَت صِيغةَ الماضي (قَلَّ)، بشَرطِ أن يكونَ للنَّفيِ المحْضِ، لا أن يكونَ (قَلَّ) الذي هو ضِدُّ (كثُر)، يقولونَ: قلَّ رَجُلٌ يَقولُ ذلك، أي: ما رجُلٌ يقولُ ذلك، وتتَّصِلُ به (ما) الزَّائِدةُ الكافَّةُ، ولا يأتي بَعْدَها إلَّا فِعلٌ، فنقولُ: (قَلَّما ينجَحُ الكَسُولُ)، ولا يأتي بعدها اسمٌ إلَّا في الضَّرورةِ، كقَولِ عُمَرَ بنِ أبي ربيعةَ من الطويل:
صَدَدْتِ فأطوَلْتِ الصُّدودَ وقلَّما
وِصالٌ على طُولِ الصُّدودِ يدومُ 
 [783] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2035).  أن يكونَ ملازمًا لصيغة المُضارِع: مثل: يَهِيطُ، والهِياطُ: العَجاجُ والصِّياحُ، يقولون: ما زال منذ اليومَ يَهيطُ هَيطًا.
أَهَلُمَّ، تقولُ: إلامَ أَهَلُمَّ، وأَهَلُمَّ، ولا أَهَلُمَّكَهُ 
 [784] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2037).  .