الموسوعة العقدية

 النَّاصِرُ وَالنَّصِيرُ

 يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الناصرُ والنَّصيرُ، وأنَّ النَّصرَ بِيَدِه، وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، و(النَّصِير) مِن أسماءِ اللهِ تعالى، بخلافِ (النَّاصِر) فهو ليس مِن أسمائِه تعالى.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تعالى: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ [محمد: 7] .
2- قولُه سُبحانَه: نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال: 40] .
3- قوله عَزَّ وجَلَّ: بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران: 150] .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضيَ اللهُ عنهما مرفوعًا: ((... صَدَق الله وعْدَه، ونَصَرَ عَبْدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه )) .
قال الزَّجَّاجيُّ: (النَّصيرُ والنَّاصِرُ والمَولى: سَواءٌ؛ فجاز الجَمعُ بينهما؛ لاختلافِ الألفاظِ) .
وقال الخطَّابيُّ: (المَوْلى: النَّاصِرُ: والمُعِينُ، وكذلك النَّصيرُ: فَعيلٌ بمعنى فاعِلٍ، كما تقولُ: قديرٌ وقادِرٌ، وعليمٌ وعالمٌ. كقَولِه تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج: 78] ) .
وقال الحليميُّ: (منها النَّصيرُ: وهو الموثوقُ منه بألَّا يُسلِمَ وَلِيَّه ولا يَخْذُلَه) .
وقال الشِّنقيطيُّ: («النَّصيرُ»: «فَعيلٌ» بمعنى «فاعِلٍ»، بمعنى النَّاصِرِ، وأصلُ النَّصرِ في لغةِ العَرَبِ: إعانةُ المظلومِ، وتخليصُه بالإعانةِ مِن الظُّلمِ؛ فإنَّه جَلَّ وعلا كأنَّه في هذه الآيةِ بيَّن الثَّناءَ على نَفْسِه الثَّناءَ الكامِلَ الذي يستحِقُّه في وَلايتِه لأوليائِه، ونَصْرِه لهم) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (1797)، ومسلم (1344).
  2. (2) يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 145).
  3. (3) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 101).
  4. (4) يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 205).
  5. (5) يُنظر: ((العذب النمير)) (5/ 11).