الموسوعة العقدية

 المُمَاحَلَةُ وَالْمِحَالُ

مِن صِفاتِ اللهِ الثَّابتةِ بالكِتابِ العزيزِ.
الدَّليلُ:
قولُه تَعالَى: وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد: 13] .
قال الواحدي: (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد: 13] قال مجاهِدٌ، والسُّدِّيُّ: المِحَالُ القُوَّةُ. أي: شديدُ القُوَّةِ. وقال الزَّجَّاجُ: يقالُ: ماحَلْتُه مِحالًا: إذا قاوَيْتَه حتى يتبيَّنَ أيُّكما أشَدُّ، والمَحْلُ في اللُّغةِ: الشِّدَّةُ) .
وقال السَّمعانيُّ: (قَولُه: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ قال ابنُ عبَّاسٍ: شديدُ الحَولِ، ومنه قَولُه: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، وقيل: شديدُ المِحالِ: شديدُ الانتِقامِ. وعن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: شديدُ الأخذِ. وقيل: شديدُ الإهلاكِ. وقيل: شديدُ المكْرِ) .
وقال الشَّوكانيُّ: (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ قال ابنُ الأعرابيِّ: المِحَالُ: المَكْرُ، والمكْرُ من اللهِ: التَّدبيرُ بالحَقِّ. وقال النَّحَّاسُ: المكْرُ مِنَ اللهِ: إيصالُ المكروهِ إلى مَن يستَحِقُّه مِن حيثُ لا يَشعُرُ. وقال الأزهريُّ: المِحالُ: القُوَّةُ والشِّدَّةُ، والميمُ أصليَّةٌ، وماحَلْتُ فلانًا مِحالًا أيُّنا أشَدُّ. وقال أبو عُبَيدٍ: المِحَالُ: العُقوبةُ والمكروهُ. قال الزَّجَّاجُ: يقالُ: ماحَلْتُه مِحالًا: إذا قاوَيْتَه حتى يتبيَّنَ أيُّكما أشَدُّ. والمَحْلُ في اللُّغةِ: الشِّدَّةُ) .
وقال السَّعْديُّ: (شديدُ المِحَالِ: أي: شَديدُ الحَولِ والقُوَّةِ فلا يريدُ شَيئًا إلَّا فَعَلَه، ولا يتعاصى عليه شَيء، ولا يفوتُه هارِبٌ) .
ونقَل الأزهريُّ قولَ القُتيبيِّ في قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ، أي: شديدُ الكيدِ والمكْرِ، وقولَ سفيانَ الثوريِّ: شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ قال: شديدُ الانتقامِ، وقولَ أبي عُبَيدٍ: الْمِحَالِ: الكيدُ والمَكْرُ، وقولَ الفرَّاءِ: الْمِحَالِ: المُمَاحلةُ، وغيرَها مِن الأقوالِ .
وفي (الصَّحاح): (المُمَاحلةُ: المُماكرةُ والمُكايدةُ) .
وقال الخَطَّابيُّ: (الْمِحَالِ: الكَيْدُ، ومنه قولُ اللهِ تعالى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) .
وقدِ استشهدَ ابنُ تيميَّةَ بهذه الآيةِ على إثباتِ هذه الصِّفةِ مع الآياتِ التي فيها صفةُ المَكْرِ والكيدِ .
وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرِ هذه الآيةِ: (هذه الآيةُ شبيهةٌ بقولِه تَعالَى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [النمل: 50] ) .
وقال زيدُ بنُ فَيَّاض: (في هذه الآياتِ إثباتُ وصْفِ اللهِ بالمَكْرِ والكيدِ والمُمَاحلةِ، وهذه صِفاتٌ فِعليَّةٌ تُثبَتُ للهِ كما يَليقُ بجلالِه وعَظمتِه. قَولُه: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ، أي: الأخْذِ بشِدَّةٍ وقوَّةٍ، والمِحَالُ والمُمَاحلةُ: المماكرةُ والمغالَبةُ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((التفسير الوسيط)) (3/ 10).
  2. (2) يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (3/ 85).
  3. (3) يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (3/ 87).
  4. (4) يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 415).
  5. (5) يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (5/62).
  6. (6) يُنظر: ((الصَّحاح)) للجوهري (2/161).
  7. (7) يُنظر: ((غريب الحديث)) (3/152).
  8. (8) يُنظر: ((العقيدة الواسطية)) (ص: 122).
  9. (9) يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/445).
  10. (10) يُنظر: ((الرَّوضة النديَّة شرح العقيدة الواسطية)) (ص: 114).