الموسوعة العقدية

 المُحِيطُ

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه مُحيطٌ، قدْ أحاطَ بكلِّ شيءٍ، وهو صِفةٌ ذاتيَّةٌ، و(المحيطُ) اسمٌ من أسمائِه تعالى، ثابتٌ بالكِتابِ العَزيزِ.
الدَّليلُ:
1- قولُه تَعالَى: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ [البقرة: 19] .
2- قَولُه: وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق: 12] .
قال أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: (معنى قَولِ اللهِ جَلَّ ثناؤه: وَهُوَ اللَّهُ في السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ [الأنعام: 3] . يقولُ: هو إلهُ مَن في السَّمَواتِ وإلهُ مَن في الأرضِ، وهو على العَرشِ، وقد أحاط عِلْمُه بما دونَ العَرْشِ، ولا يخلو من عِلمِ اللهِ مكانٌ، ولا يكونُ عِلمُ اللهِ في مكانٍ دونَ مكان، فذلك قَولُه: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق: 12] ، ومن الاعتبارِ في ذلك: لو أنَّ رجلًا كان في يديه قَدَحٌ من قواريرَ صافٍ وفيه شرابٌ صافٍ، كان بَصَرُ ابنِ آدَمَ قد أحاط بالقَدَحِ مِن غيرِ أن يكونَ ابنُ آدمَ في القَدَحِ، فاللهُ -وله المثَلُ الأعلى- قد أحاط بجميعِ خَلْقِه، من غير أن يكونَ في شيءٍ من خَلْقِه) .
وقال الزَّجَّاجيُّ: (المحيطُ في اللُّغةِ اسمُ الفاعِلِ مِن قَولِهم: أحاط فُلانٌ بالشَّيءِ فهو محيطٌ به: إذا استولى عليه، وضَمَّ جميعَ أقطارِه ونواحيه، حتى لا يمكِنَ التخَلُّصُ منه، ولا فَوتُه، فاللهُ عَزَّ وجَلَّ محيطٌ بالأشياءِ كُلِّها) .
وقال البيهقيُّ: (المحيطُ: هو الذي أحاطتْ قُدرتُه بجَميعِ المقدوراتِ، وأحاطَ عِلمُه بجَميعِ المعلوماتِ، والقُدرةُ له صِفةٌ قائِمةٌ بذاتِه، والعِلمُ له صفةٌ قائمةٌ بذاتِه) .
وقال أبو القاسِمِ الأصبهانيُّ: (المحيطُ: هو الذي أحاطَتْ قُدرتُه بجَميعِ خَلْقِه، وهو الذي أحاطَ بكلِّ شَيءٍ عِلمًا، وأحْصَى كُلَّ شيءٍ عدَدًا) .
وممَّن أَثبَتَ اسمَ (المُحِيِط) للهِ عزَّ وجلَّ: الخَطَّابيُّ ، وابنُ العربيِّ ، وابنُ القيِّم ، وابنُ حَجرٍ ، والسَّعْديُّ ، وابنُ عُثَيمين .

انظر أيضا:

  1. (1) )) يُنظر: ((الرد على الجهمية والزنادقة)) (ص: 148).
  2. (2) يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 46).
  3. (3) يُنظر: ((الاعتقاد)) (ص: 67).
  4. (4) يُنظر: ((الحجة في بيان المحجة)) (1/163).
  5. (5) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 102).
  6. (6) يُنظر: ((الأمد الأقصى)) (1/551).
  7. (7) يُنظر: ((الكافية الشافية)) (3/709).
  8. (8) يُنظر: ((فتح الباري)) (11/219).
  9. (9) يُنظر: ((تفسير السعدي)) (5/302).
  10. (10) يُنظر: ((القواعِد المُثْلَى)) (ص: 19).