الموسوعة العقدية

 الرِّفْقُ

صِفةٌ ذاتيَّةٌ فِعليَّةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ بالسُّنَّةِ الصَّحيحةِ، و(الرَّفيقُ) اسمٌ مِن أسمائِه تعالى.
الدَّليلُ:
1- حديثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا: ((يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه ... )) .
2- حديثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا: ((اللَّهمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فرفَقَ بهم، فارفُقْ به )) .
قال أبو يَعْلى الفرَّاءُ: (اعلَمْ أنَّه غيرُ ممتَنِعٍ وَصْفُه بالرِّفقِ؛ لأنَّه ليس في ذلك ما يُحيلُ على صِفاتِه؛ وذلك أنَّ الرِّفقَ هو الإحسانُ والإنعامُ، وهو موصوفٌ بذلك؛ لِما فيها مِن المدحِ، ولأنَّ ذلك إجماعُ الأمَّةِ) .
وقال عِياضٌ: (الرِّفْقُ في صِفاتِ اللهِ تعالى وأسمائِه بمعنى اللَّطيفِ الذي في القُرآنِ، والرِّفقُ واللُّطفُ: المبالَغةُ في البِرِّ على أحسَنِ وُجوهِه، وكذلك في كُلِّ شَيءٍ، وكذلك الرِّفقُ، والرِّفقُ في كُلِّ أمرٍ أخْذُه بأحسَنِ وُجوهِه وأقرَبِها، وهو ضِدُّ العُنفِ) .
وقال النَّوويُّ: (الصَّحيحُ: جَوازُ تَسميةِ اللهِ تعالى رفيقًا وغيرَه مِمَّا ثبت بخبَرِ الواحِدِ) .
وقال ابنُ القيِّمِ:
(وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أَهْلَ الرِّفْقِ بَلْ             يُعْطِيهِمُ بِالرِّفْقِ فَوْقَ أَمَانِ)
قال محمد خليل هرَّاس شارحًا هذا البيتَ: (مِن أسمائِه: الرَّفيقُ، وهو مأخوذٌ مِن الرِّفقِ، الَّذي هو التَّأنِّي في الأمورِ، والتَّدرُّجُ فيها، وضِدُّه العُنفُ، الَّذي هو الأخذُ فيها بشِدَّةٍ واستعجالٍ) .
وقال الأزهريُّ: (قال اللَّيثُ: الرِّفقُ: لِينُ الجانبِ، ولَطافةُ الفِعلِ، وصاحبُه رَفيقٌ) .
وممَّن أَثبتَ اسمَ (الرَّفِيِق) للهِ عزَّ وجلَّ: ابنُ مَنْدَه ، وابنُ حزمٍ ، والقُرطبيُّ ، وابنُ القيِّمِ ، وابنُ عُثَيمين .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (6927) ومسلم (4027).
  2. (2) أخرجه مسلم (1828).
  3. (3) يُنظر: ((إبطال التأويلات)) (ص: 467).
  4. (4) يُنظر: ((مشارق الأنوار على صحاح الآثار)) (1/ 296).
  5. (5) يُنظر: ((شرح مسلم)) (16/ 146).
  6. (6) يُنظر: ((الكافية الشافية)) (3/719).
  7. (7) يُنظر: ((شرح القصيدة النونية)) (2/86).
  8. (8) يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (9/109).
  9. (9) يُنظر: ((التوحيد)) (2/51).
  10. (10) يُنظر: ((المحلى)) (6/282).
  11. (11) يُنظر: ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (1/556).
  12. (12) يُنظر: ((مدارج السالكين)) (2/ 270).
  13. (13) يُنظر: ((القواعِد المُثْلَى)) (ص: 19).