الموسوعة العقدية

 الدَّيَّانُ

يوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الدَّيَّانُ الَّذي يُجازي عبادَه بعمَلِهم، وهو اسمٌ له ثابتٌ بالسُّنَّةِ الصَّحيحةِ.
الدَّليلُ:
حديثُ عبدِ اللهِ بنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ -أو قال: العبادُ- عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، قال: قُلْنا: وما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شَيءٌ، ثمَّ يُناديهم بصَوتٍ يَسمَعُه مَن بعُدَ كَمَا يسمَعُه مَن قرُبَ: أنا الملِكُ، أنا الدَّيَّانُ، ولا ينبغي لأحَدٍ مِن أهلِ النَّارِ أن يدخُلَ النَّارَ وله عند أحَدٍ مِن أهلِ الجنَّةِ حقٌّ حتَّى أقُصَّهُ... )) .
قال الأزهَريُّ: (الدَّيَّانُ مِن أسماءِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ، معناه الحَكَمُ القاضي. وسُئِلَ بعضُ السَّلَفِ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، فقال: كان دَيَّانَ هذه الأُمَّةِ بَعْدَ نَبيِّها، أي: كان قاضِيَها وحاكِمَها، والدَّيَّانُ: القَهَّارُ) .
وقال الخَطَّابيُّ: (الدَّيَّانُ: وهو المجازي. يقال: دِنْتُ الرَّجُلَ: إذا جزَيْتَه، أَدِينُه. والدِّينُ: الجَزاءُ. ومنه المَثَلُ: «كما تَدِينُ تُدانُ». والدَّيَّانُ أيضًا: الحاكِمُ. ويقالُ: مَن دَيَّانُ أرضِكم؟ أي: مَن الحاكِمُ بها؟
وقال أعشى بني مازنٍ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قَدِمَ عليه:
يا سَيِّدَ النَّاسِ ودَيَّانَ العَرَبِ) .
وقال الجَوهريُّ: (قَولُه تعالى: أَئِنَّا لَمَدِينُونَ [الصافات: 53] ، أي: مَجزيُّونَ مُحاسَبونَ، ومنه: الدَّيَّانُ في صِفةِ اللهِ تعالى) .
وقال الحليميُّ: (الدَّيَّانُ: أُخِذُ مِن مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة: 4] ، وهو الحاسِبُ والجازي لا يُضيعُ عَمَلًا، ولكِنَّه يجزي بالخَيرِ خيرًا وبالشَّرِّ شَرًّا) .
وقال ابنُ سِيْدَهْ: (الدَّيَّانُ) المجازي، والدِّينُ بمعنى الجزاءِ معروفٌ في اللُّغةِ، يقالُ: كما تَدِينُ تُدانُ، أي: كما تَجزي تُجزَى) .
وقال ابنُ منظورٍ: (الدَّيَّانُ: مِن أسماءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، معناه: الحَكَمُ القاضي...، والدَّيَّانُ: القهَّارُ... وهو فعَّالٌ مِن: دان النَّاسَ، أي: قهَرَهم على الطَّاعةِ، يُقالُ: دِنْتُهُم فدانوا، أي: قَهَرْتُهم فأطاعوا) .
وممَّن أَثبَت اسمَ (الدَّيانِ) للهِ عزَّ وجلَّ: الخطابيُّ ، وابنُ مَنْدَه ، والبيهقيُّ ، والقُرطبيُّ ، وابنُ القَيِّم .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه البخاري معلقاً بصيغة التضعيف قبل حديث (7481) مختصراً، ورواه موصولاً أحمد (16042) واللفظ له صححه الألباني في تخريج ((كتاب السنة)) (514)، وحسنه ابن القيم في ((مختصر الصواعق المرسلة)) (489)، وصحح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (3638)، وحسنه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/218)، والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (5/283)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/354)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (16042).
  2. (2) يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (14/ 130).
  3. (3) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (1/ 104).
  4. (4) يُنظر: ((الصَّحاح)) (5/2118).
  5. (5) يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 206).
  6. (6) يُنظر: ((المخصص (5/ 228).
  7. (7) يُنظر: ((لسان العرب)) (13/166).
  8. (8) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 105).
  9. (9) يُنظر: ((التوحيد)) (2/118).
  10. (10) يُنظر: ((الأسماء والصفات)) (1/194).
  11. (11) يُنظر: ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (1/417).
  12. (12) في مواضع كثيرة من كتابه ((الكافية الشافية)) منها: (1/104)، (2/494)، (3/699) وغيرها.