الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأوَّلُ: من أسبابِ التبَرُّكِ الممنوعِ: الجَهلُ بالدِّينِ

إنَّ الجَهلَ بالدِّينِ وبأحكامِه آفةٌ خَطيرةٌ تحجُبُ عن مَعرفةِ الحَقِّ، وتُبعِدُ عن سُنَنِ الهُدى، وتؤدِّي إلى الضَّلالِ والوُقوعِ في البِدَعِ، فالجَهلُ سَبَبٌ في حُصولِ كثيرٍ مِن صُوَرِ التبَرُّكِ الممنوعِ [665] يُنظر: ((التبرك أنواعه وأحكامه)) لناصر الجديع (ص: 467). .
قال ابنُ تيميَّةَ: (ما أُحدِثَ في الإسلامِ مِن المساجِدِ والمشاهِدِ على القُبورِ والآثارِ، فهو مِنَ البِدَعِ المُحدَثةِ في الإسلامِ؛ مِن فِعلِ مَن لم يَعرِفْ شريعةَ الإسلامِ، وما بَعَث اللهُ به محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من كمالِ التَّوحيدِ، وإخلاصِ الدِّينِ للهِ، وسَدِّ أبوابِ الشِّرْكِ التي يفتَحُها الشَّيطانُ لبني آدَمَ؛ ولهذا يوجَدُ أنَّ من كان أبعَدَ عن التَّوحيدِ، وإخلاصِ الدِّينِ للهِ، ومَعرفةِ دينِ الإسلامِ: هم أكثَرُ تعظيمًا لمواضِعِ الشِّركِ؛ فالعارفون بسُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحديثِه أَولى بالتَّوحيدِ وإخلاصِ الدِّينِ للهِ، وأهلُ الجَهلِ بذلك أقرَبُ إلى الشِّرْكِ والبِدَعِ) [666] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (17/497). .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (فإنْ قيل: فما الذي أوقع عُبَّادَ القُبورِ في الافتِتانِ بها، مع العِلمِ بأنَّ ساكِنيها أمواتٌ، لا يملِكونَ لهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا؟
قيل: أوقَعَهم في ذلك أمورٌ:
منها: الجَهلُ بحقيقةِ ما بَعَث اللهُ به رسولَه بل جميعَ الرُّسُلِ؛ مِن تحقيقِ التَّوحيدِ، وقَطْعِ أسبابِ الشِّركِ؛ فقَلَّ نصيبُهم جدًّا من ذلك، ودعاهم الشَّيطانُ إلى الفِتنةِ، ولم يكُنْ عِندَهم من العِلمِ ما يُبطِلُ دَعوتَه، فاستجابوا له بحسَبِ ما عِندَهم مِن الجَهلِ، وعُصِموا بقَدْرِ ما معهم مِنَ العِلمِ) [667] يُنظر: ((إغاثة اللهفان)) (1/387). .

انظر أيضا: