الْمَطْلَبُ الرَّابِعُ: من أقوالِ أهلِ العِلمِ في طُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها
1- قال
الطَّحاويُّ : (نُؤمِنُ ب
أشراطِ السَّاعةِ ؛ من خُروجِ الدَّجَّالِ، ونُزولِ عيسى بنِ مَريَم عليه السَّلامُ مِنَ السَّماءِ، ونُؤمِنُ بطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، وخُروجِ دابَّةِ الأرضِ من مَوضِعِها)
.
2- قال ابنُ أبي زَمَنِين: (أهلُ السُّنةِ يُؤمِنونَ بطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها)
.
3- قال
أبو عَمْرو الدَّاني : (مِن قَولِهم: إنَّ الإيمانَ واجِبٌ بما جاءَ عَن رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وثَبَت بالنَّقلِ الصَّحيحِ، وتَداوَلَ حَمْلَه الْمُسلِمونَ من ذِكرِ وعيدِ الآخِرةِ، وذِكرِ الطَّوامِّ، و
أشراطِ السَّاعةِ ، وعَلاماتِها، واقتِرابِها؛ فمِن ذلك:... طُلوعُ الشَّمسِ من مَغرِبِها، فإذا طَلَعت أُغلِقَ بابُ التَّوبةِ. قال عَزَّ من قائِلٍ:
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُها الآيةُ. وصَحَّ عَنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:
((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ من مَغرِبِها، فإذا طَلَعَت فرآها النَّاسُ آمَنوا أجمَعونَ، وذلك حينَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُهَا لَم تَكُن آمَنَتْ من قَبلُ أو كسَبت في إيمانِها خَيْرًا ))
.
4- قال أبو العَبَّاس القُرطُبيُّ: (مَذهَبُ أهلِ السُّنةِ حَمْلُ طُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها وغَيرِها مِنَ الآياتِ على ظاهِرِها؛ إذ لا إحالةَ فيها، وهيَ أمورٌ مُمكِنةٌ في نَفسِها، وقَد تَظاهَرَتِ الأخبارُ الصَّحيحةُ بها مَعَ كثرَتِها وشُهرَتِها؛ فيَجِبُ التَّصديقُ بها، ولا يُلتَفَتُ لشَيءٍ من تَأويلاتِ الْمُبتَدِعةِ لَها)
.
5- قال
ابنُ تَيميَّةَ : (كذلك ما يُحدِثُه من
أشراطِ السَّاعةِ ؛ كظُهورِ الدَّجَّالِ، ويَأجوجَ ومَأجوجَ، وظُهورِ الدَّابَّةِ، وطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، بَل والنَّفخِ في الصُّورِ، وغَيرِ ذلك- هو من آياتِ الأنبياءِ؛ فإنَّهم أخبَروا به قَبلَ أن يَكونَ، فكَذَّبَهم الْمُكَذِّبونَ، فإذا ظَهَرَ بَعدَ مِئِينَ أو ألوفٍ مِنَ السِّنينَ، كما أخبَروا به، كان هذا من آياتِ صِدْقِهم، ولَم يَكُنْ هذا إلَّا لنَبيٍّ، أو لِمَن يُخبِرُ عَن نَبيٍّ)
.
6- قال
ابنُ القَيِّمِ : (ومَن هو العاقِبُ للمَسيحِ، والشَّاهِدُ لِما جاءَ به والمُصدِّقُ لَه بمَجيئِه؟! ومَن ذا الذي أخبَرَنا بالحَوادِثِ والأزمِنةِ الْمُستَقبَلةِ كُخُروجِ الدَّجَّالِ، وظُهورِ الدَّابَّةِ، وطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، وخُروجِ يَأجوجَ ومَأجوجَ، ونُزولِ الْمَسيحِ ابنِ مَريَمَ، وظُهورِ النَّارِ الَّتي تَحشُرُ النَّاسَ، وأضعافِ أضعافِ ذلك مِنَ الغُيوبِ الَّتي قَبلَ يَومِ القيامةِ، والغُيوبِ الواقِعةِ يَومَ القيامةِ مِنَ الصِّراطِ والميزانِ والحِسابِ، وأخذِ الكُتُبِ بالأيمانِ والشَّمائِلِ، وتَفاصيلِ ما في الجَنةِ والنَّارِ ممَّا لَم يُذكَرْ في التَّوراةِ والإنجيلِ، غَيرُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟!)
.
7- قال
ابنُ بازٍ : (هَذِه الآيةُ هيَ أكبَرُ الآياتِ: «طُلوعُ الشَّمسِ من مَغرِبِها»، فإذا طَلَعَت لَم يُقبَل مِنَ الإنسانِ دُخولٌ في الإسلامِ ولا الزِّيادةُ في العَمَلِ، لَيسَ لَه إلَّا ما قَدَّم، الْمَقصودُ: الواجِبُ الحَذَرُ، وأن يَستَعِدَّ لِلقاءِ اللهِ، وألَّا يَتَساهَلَ)
.
8- قال
ابنُ عُثَيمين : (طُلوعُ الشَّمسِ من مَغرِبِها ثابِتٌ بالكِتابِ والسُّنةِ)
.
وقال أيضًا: (الشَّمسُ الآنَ تُشاهِدُها تَطلُعُ مِنَ الْمَشرِقِ، وتَغرُبُ في الْمَغرِبِ، مُنذُ خَلقَها اللهُ إلى اليَومِ، لَكِن في آخِرِ الزَّمانِ تَسجُدُ تَحت عَرشِ الله عَزَّ وجَلَّ وتَستَأذِنُ أن تَخرُجَ فلا يُؤذَنُ لَها، فتَرجِعُ من حَيثُ جاءَت، وكَيفَ التَّصَوُّرُ لَو أصبَحنا والشَّمسُ قَد خَرَجَت مِنَ الْمَغرِبِ لحَصَلَ انزِعاجُ النَّاسِ، ولَعَلِموا أنَّ هذا هو الحَقُّ الْمُبينُ، فيَتَوبون إلى الله، فيَتوبُ العُصاةُ ويُؤمِنُ الكُفَّارُ، ولَكِنَّ الله قال:
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158] ،... إذَن خُروجُها من مَغرِبِها يَعني نِهايةَ الدُّنيا، فيَختَلُّ سَيرُها وتَخرَبُ الأفلاكُ بإذْنِ الله عَزَّ وجَلَّ؛ لأنَّ اتِّجاهَ الأفلاكِ كُلُّه للغَربِ، فإذا انعَكَسَتِ القَضيَّةُ فمَعنى ذلك أنَّ نِظامَ الكَونِ قَد تَغَيَّرَ، وآنَ انقِضاؤُه. فيَكونُ طُلوعُ الشَّمسِ مِنَ الْمَغرِبِ من
أشراطِ السَّاعةِ الكِبَارِ)
.
انظر أيضا:
عرض الهوامش
(1) يُنظر: ((متن الطحاوية)) (ص: 84). (2) يُنظر: ((أصول السنة)) (ص: 184). (3) يُنظر: ((الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات)) (ص: 243-245). (4) يُنظر: ((المفهم)) (1/ 373). (5) يُنظر: ((النبوات)) (1/ 495). (6) يُنظر: ((هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)) (1/ 337). (7) يُنظر: ((فتاوى نور على الدرب)) (4/ 273). (8) يُنظر: ((شرح لمعة الاعتقاد)) (ص: 110). (9) يُنظر: ((شرح العقيدة السفارينية)) (ص: 462).