الموسوعة العقدية

الفَرعُ الثَّالِثُ: جِبالُ الخُبزِ واللَّحمِ الَّتي لَدَيه 

عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ما سَأَلَ أَحَدٌ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ ممَّا سَأَلْتُهُ، قالَ: وَما سُؤَالُكَ؟ قالَ: قُلتُ: إنَّهُمْ يقولونَ: معهُ جِبَالٌ من خُبْزٍ وَلَحْمٍ، وَنَهرٌ من مَاءٍ، قالَ: ((هو أَهْوَنُ علَى اللهِ من ذلكَ )) . وفي رواية: معهُ أَنْهَارُ المَاءِ، وَجِبَالُ الخُبْزِ .
قال عياضٌ: (قَولُه في هذا الحَديثِ: قُلتُ: إنَّهم يَقولونَ: إنَّ مَعَه الطَّعامَ والأنهارَ، قال: هو أهونُ على الله من ذلك، أي: من أن يَجعَلَ ما يَخلُقُه على يَدِه مُضِلًّا للمُؤمِنينَ ومُشكِّكًا لقُلوبِ الْمَوقِنين، بَل ليَزدادَ الذينَ آمَنوا إيمانًا ولِيَرتابَ الذينَ في قُلوبِهم مَرَضٌ والكافِرون، كما قال لَه الذي قَتلَه ثُمَّ أحياه: ((ما كُنت قَطُّ فيكَ أشَدَّ بصيرةً مِنِّي الآنَ )) لا أنَّ قَولَه: ((هو أهونُ على اللهِ من ذلك)) أي: أنَّه لَيسَ شىءٌ من ذلك مَعَه، بَل أن يَجعَلَ ذلك آيةً على صِدْقِه، فكَيفَ وقَد جَعَلَ الآيةَ على كَذِبِه وكُفرِه ظاهِرةً بقِراءةِ من لا يَقرَأُ، زيادةً على شَواهِدِ كَذِبِه من صِدْقِه ونَقْصِهـ) .
وقال ابنُ عُثَيمين: (لَمَّا سَأل أبو هُرَيرةَ رَضِيَ الله عَنه أنَّهم يَقولونَ: إنَّ مَعَه جَبَلًا من خُبزٍ، قال: إنَّه أهونُ على الله من ذلك، يَعني: حَتَّى لَو كان مَعَه هذا الشَّيءُ فإنَّه أهونُ على الله من ذلك، أو أنَّ الْمَعنى أنَّه لا يَكونُ مَعَه هذا لَكِنَّه مُمَوِّهٌ. وعلى كُلِّ حالٍ فإنَّنا نُؤمِنُ أنَّه سَيَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ رَجُلٌ يَخرُجُ يُسَمَّى الدَّجَّالَ، من أوصافِه ما ذُكِرَ في هذا البابِ وغَيرِهـ) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (7122)، ومسلم (2939) واللَّفظُ له.
  2. (2) أخرجها مسلم (2152).
  3. (3) أخرجه مُطَولًا البخاري (1882)، ومسلم (2938) واللَّفظُ له من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
  4. (4) يُنظر: ((إكمال المعلم)) (8/ 492).
  5. (5) يُنظر: ((شرح رياض الصالحين)) (6/ 624).