الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّاني: مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

عَن عَوفِ بن مالِكٍ رَضيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اعْدُدْ سِتًّا بينَ يَدَيِ السَّاعةِ: موتي )) .
قال ابنُ الملكِ: ( ((اعْدُدْ سِتًّا)) أي: سِتَّ عَلاماتٍ. ((بينَ يَدَيِ السَّاعةِ)) أي: قَبلَ قيامِ القيامةِ) .
وقال علي القاري: ( ((اعدُدْ)) أي: احسُب وعُدَّ ((سِتًّا)) أي: مِنَ العَلاماتِ الواقِعةِ ((بينَ يَدَيِ السَّاعةِ)) أي: قُدَّامَها؛ ((موتي)) أي: فَوْتي بانتِقالي مِن دارِ الدُّنيا إلَى الأُخرَى؛ لِأنَّه أوَّلُ زَوالِ الكَمالِ بحِجاب الجَمالِ) .
قال القُرطُبيُّ: (أوَّلُ أمرٍ دَهمَ الإسلامَ مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ بَعدَه مَوتُ عُمَرَ؛ فبموتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم انقَطَعَ الوحيُ وماتَتِ النُّبوءةُ، وكانَ أوَّلُ ظُهورِ الشَّرِّ بارتِدادِ العَرَب وغَيرِ ذلك، وكانَ أوَّلُ انقِطاعِ الخَيرِ وأوَّلُ نُقصانِهـ) .
وقال البَرزنجيُّ: (الأماراتُ البَعيدةُ الَّتي ظَهَرَت وانقَرَضَت، وهيَ كَثيرةٌ؛ فمِنها: مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو مِن أعظَمِ المَصائِب في الدِّينِ، بَل أعظَمُها) .
قال السَّفارينيُّ: (اعلَمْ أنَّ أشراطَ السَّاعةِ وأماراتِها تَنقَسِمُ إلَى ثَلاثةِ أقسامٍ:
قِسمٌ ظَهَرَ وانقَضَى: وهيَ الأماراتُ البَعيدةُ، وقِسمٌ ظَهَرَ ولَم يَنقَضِ، بَل لا يَزالُ في زيادةٍ حَتَّى إذا بَلَغَ الغايةَ ظَهرَ. القِسمُ الثَّالِثُ: وهيَ الأماراتُ القَريبةُ الكَبيرةُ الَّتي تَعقبُها السَّاعةُ، وأنَّها تَتابَعُ كِنِظامِ خَرَزاتٍ انقَطَعَ سِلكُها.
«فالأُولَى» أعني: الَّتي ظَهَرَت ومَضَت وانقَضَت «مِنها»: بَعثةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وموتُه...) .
وقال الصَّنعانيُّ: (قَد جَعل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موتَه مِن أشراطِها، وهَذا يَدُلُّ على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بُعِثَ وقَد قَرُبَت أشراطُ السَّاعةِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (3176) مُطَوَّلًا.
  2. (2) يُنظر: ((شرح المصابيح)) (5/ 520).
  3. (3) يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) (8/ 3411).
  4. (4) يُنظر: ((التذكرة الآخرة)) (2/ 342).          
  5. (5) يُنظر: ((الإشاعة لأشراط الساعة)) (ص: 31).
  6. (6) يُنظر: ((لوامع الأنوار البهية)) (2/ 66).
  7. (7) يُنظر: ((الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة)) لصديق حسن خان (ص: 55).