الموسوعة العقدية

المطلبُ التاسعُ: تعاقُبُ المَلائِكةِ في العِبادِ

المَلائِكةُ الطَّوَّافون في الطُّرُقاتِ يَلتَمِسون الذِّكرَ، ويشهدون الجُمَعَ والجماعاتِ يتعاقبون في النَّاسِ؛ فطائفةٌ تأتي، وطائفةٌ تذهَبُ، ويجتمعون في صلاةِ الصُّبحِ، وصلاةِ العَصرِ.
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يتعاقبون فيكم مَلائِكةٌ باللَّيلِ ومَلائِكةٌ بالنَّهارِ، ويجتَمِعون في صلاةِ الفَجرِ وَصلاةِ العَصرِ، ثم يعرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألُهم وهو أعلَمُ بهم: كيف تركتُم عبادي؟ فيقولون: ترَكْناهم وهم يُصَلُّون، وأتيناهم وهم يُصَلُّون )) [4092] رواه البخاري (555) واللَّفظُ له، ومسلم (632). .
ولعلَّ هؤلاء هم الذين يرفعون أعمالَ العِبادِ إلى رَبِّهم؛ فعن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قام فينا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخَمسِ كَلِماتٍ، فقال: ((إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يخفِضُ القِسطَ ويَرفَعُه، يُرفَعُ إليه عَمَلُ اللَّيلِ قبل عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قبل عَمَلِ اللَّيلِ )) [4093] رواه مسلم (179). .
وقد عظَّم اللهُ شأنَ صَلاةِ الفَجرِ، وأخبر أنَّ المَلائِكةَ تَشهَدُها، فقال: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء: 78] .
قال ابنُ جريرٍ: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا يقول: إن ما تقرأُ به في صلاةِ الفَجرِ مِن القرآنِ، كان مشهودًا؛ يشهَدُه -فيما ذُكِرَ- مَلائِكةُ اللَّيل ِومَلائِكةُ النَّهارِ) [4094] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/ 33). .
 وقال الشوكانيُّ: (تَشهَدُه مَلائِكةُ اللَّيلِ ومَلائِكةُ النَّهارِ، كما ورد ذلك في الحديثِ الصَّحيحِ، وبذلك قال جُمهورُ المفَسِّرين) [4095] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (3/ 298). .

انظر أيضا: