الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّامِنُ: منازِلُ المَلائِكةِ

مَنازِلُ المَلائِكةِ ومَساكِنُها هي السَّماءُ.
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهَا سَمِعَتْ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ المَلَائِكَةَ تَنْزِلُ في العَنَانِ: وهو السَّحَابُ، فَتَذْكُرُ الأمْرَ قُضِيَ في السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إلى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ معهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ مِن عِندِ أنْفُسِهِمْ )) .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قالَ أحَدُكُمْ: آمِينَ، وقالتِ المَلائِكَةُ في السَّماءِ: آمِينَ، فَوافَقَتْ إحْداهُما الأُخْرَى غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ )) .
وعنه رَضِيَ اللهُ عنه يبلُغُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ كالسِّلْسِلَةِ علَى صَفْوانٍ... )) .
وفي حديثِ المعراجِ: ((... ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِن أبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أهْلُ السَّمَاءِ مَن هذا؟ فَقالَ: جِبْرِيلُ. قالوا: ومَن معكَ؟ قالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالوا: فَمَرْحَبًا به وأهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ به أهْلُ السَّمَاءِ، لا يَعْلَمُ أهْلُ السَّمَاءِ بما يُرِيدُ اللَّهُ به في الأرْضِ حتَّى يُعْلِمَهُمْ،... الحديث )) .
قال ابنُ كثيرٍ: (ما من موضعٍ في السَّمَواتِ السَّبعِ إلَّا وهو مشغولٌ بالمَلائِكةِ، وهم في صُنوفٍ من العبادةِ؛ منهم من هو قائم أبدًا، ومنهم من هو راكعٌ أبدًا، ومنهم من هو ساجدٌ أبدًا، ومنهم من هو في صُنوفٍ أُخَرَ اللهُ أعلَمُ بها) .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (المَلائِكةُ أجسامٌ لطيفةٌ أُعطِيَت قُدرةً على التشَكُّلِ بأشكالٍ مختلفةٍ، ومَسكَنُها السَّمَواتُ) .
وقال السيوطيُّ: (السَّمَواتُ التي هي مساكِنُهم وأماكِنُهم كالجِنانِ والبساتينِ الطَّيِّبةِ بالنِّسبةِ إلى الأرضِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (3210) واللَّفظُ له، ومسلم (2228) بنحوه.
  2. (2) أخرجه البخاري (781) واللَّفظُ له، ومسلم (410).
  3. (3) أخرجه البخاري (4701) مطولًا.
  4. (4) أخرجه البخاري (7517) من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه.
  5. (5) يُنظر: ((البداية والنهاية)) (1/ 96).
  6. (6) يُنظر: ((فتح الباري)) (6/ 306).
  7. (7) يُنظر: ((الحبائك في أخبار الملائك)) (ص: 213).