موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: دَرَجاتُ الكَرَمِ والجُودِ والسَّخاءِ والبَذْلِ


تتفاوَتُ دَرَجاتُ هذه الصِّفاتِ؛ فمنها التَّرفُّعُ عمَّا عندَ الغيرِ والتَّورُّعُ عنه، وهذا معنى قولِ بعضِهم: السَّخاءُ أن تكونَ بمالِك متبَرِّعًا، وعن مالِ غَيرِك مُتوَرِّعًا. ومن أهلِ العِلمِ مَن جعله أرفَعَ من درجةِ البَذْلِ؛ قال ابنُ المبارَكِ: (سخاءُ النَّفسِ عمَّا في أيدي النَّاسِ أعظَمُ مِن سخاءِ النَّفسِ بالبَذْلِ) .
ومن ذلك العطاءُ بلا مَنٍّ، والفَرَحُ بالإعطاءِ. وأرفَعُ دَرَجاتِ الكَرَمِ والسَّخاءِ هي دَرَجةُ إيثارِ الغيرِ على النَّفسِ مع شِدَّةِ الحاجةِ إلى المبذولِ، وقد أثنى اللهُ على أصحابِ رَسولِ اللهِ، فقال: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: 8] .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظَر: ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (4/357).
  2. (2) يُنظَر: ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص: 205).