موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ مِن التَّودُّدِ عندَ العُلماءِ المُعاصِرينَ


1- قال ناصِرُ بنُ مُسفِرٍ الزَّهرانيُّ: (لقد عُرِف عن سماحةِ الشَّيخِ ابنِ بازٍ الحِلمُ، والتَّواضُعُ، والعَطفُ، والشَّفقةُ، والبساطةُ، وحُبُّ الخيرِ، ولينُ العَريكةِ، فلم يكنْ يُعنِّفُ أحدًا، ولم يكنْ يُقابِلُ الإساءةَ بالإساءةِ، بل يعفو ويصفَحُ، ويُقابِلُ الإساءةَ بإحسانٍ، ولم أسمَعْ منه طيلةَ ستَّ عشرةَ سنةً كلمةً تُعابُ، بل كان دأبَه الرِّفقُ، والرَّحمةُ بالنَّاسِ وبمَن يعمَلونَ معَه [2542] ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز)) (ص: 79). .
2- ويقولُ مُحمَّدُ بنُ عبدِ السَّتَّارِ: (ولعلِّي لا أنسى مَوقِفًا حدَث للشَّيخِ ابنِ بازٍ معَ أحدِ الزُّمَلاءِ، عندَما أخبَره مُرافِقُ الشَّيخِ أنَّ هذا الزَّميلَ يضعُ في إصبعِه خاتمًا مِن ذهبٍ، فما كان مِن فضيلتِه إلَّا أن تحدَّث إلى هذا الزَّميلِ بلغةٍ هادِئةٍ ومُحبَّبةٍ مُبيِّنًا له فيها حُكمَ الشَّرعِ في استخدامِ الذَّهبِ للرِّجالِ بطريقةٍ لا تخلو مِن الوُدِّ، الأمرُ الذي جعَل زميلنَا يُسارِعُ على الفورِ بخلعِ خاتمِ الذَّهبِ مِن إصبعِه، ويتقدَّمُ بخالِصِ الشُّكرِ لفضيلتِه على هذه النَّصيحةِ الثَّمينةِ [2543] ((مجلة العالم الإسلامي))، العدد (4)، 1420هـ، مواقف مضيئة في حياة الإمام ابن باز، لحمود بن عبد الله المطر (ص: 76(. .
3- ويقولُ مُحمَّدٌ المجذوبُ: (وذاتَ ليلةٍ احتدَم النِّقاشُ حَولَ إحدى القضايا المطروحةِ، وتبايَنَت الآراءُ فيها، وكأنِّي بالشَّيخِ ابنِ بازٍ قد خشِي أن يكونَ في إبدائِه وِجهةَ نَظرِه إحراجٌ للآخَرينَ، فقال بلهجةٍ مِلؤُها الوُدُّ: أرى يا إخوانُ أن يأتيَ رأيي ورأيُ نائِبي آخِرَ الآراءِ؛ لئلَّا يكونَ في غَيرِ ذلك حَرَجٌ لكم، وهي كلمةٌ عميقةُ الدَّلالةِ على سماحةِ الرَّجلِ، واحتِرامِه النَّبيلِ للعامِلينَ معَه، ورغبتِه الصَّادِقةِ في الانتفاعِ بخِبراتِهم إلى أقصى الحُدودِ) [2544] ((علماء ومفكرون عرفتهم)) محمد المجذوب (ص: 90،91). .
4- وتقولُ منى بنتُ مُحمَّدِ بنِ حَمدٍ العُثَيمينُ: (كنَّا نلعبُ في فِناءِ منزِلِ الشَّيخِ ابنِ عُثَيمينَ معَ أبنائِه، فمرَّ بنا وسلَّم علينا وداعَبَنا بكلماتِه اللَّطيفةِ، ولفَت نَظرَه لباسُ أخي الذي يبلُغُ مِن العُمرِ أربعَ سنينَ؛ إذ كان عليه قطعةُ بلاستيكٍ على صورةِ أسدٍ، فجلَس بجانِبِ أخي، وأمسَك به بيدٍ حانيةٍ، وأخَذ يتحدَّثُ معَنا، حتَّى استأنس أخي، ثُمَّ أخرَج له قطعةَ نُقودٍ، وقال له: أُعطيك هذه النُّقودَ، وأنزِعُ هذه الصُّورةَ؛ لأنَّها لا تُرضي اللهَ تعالى، ففرِح أخي بالنُّقودِ، وأزال الشُّيخُ المُنكَرَ بحكمةٍ، واستفَدْنا جميعًا، فتجنَّبْنا لُبسَ المُصوَّراتِ إلى اليومِ) [2545] ((مجلة الدعوة)) العدد (1776).

انظر أيضا: