ثامنًا: موانِعُ اكتسابِ التَّودُّدِ
1- الكِبرُ والخُيَلاءُ؛ فهُما مِن الصِّفاتِ المُنافِيةِ للتَّودُّدِ، أنشَد البَغداديُّ:
خالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسَنٍ
لا تكنْ كلبًا على النَّاسِ يَهِر
والقَهم منك ببِشرٍ ثُمَّ صُنْ
عنهمُ عِرضَك عن كُلِّ قَذِر
2- العُبوسُ في وُجوهِ النَّاسِ؛ فهو مانِعٌ لكَسبِ وُدِّهم.
3- الغِلظةُ في الكلامِ، والفَظاظةُ، وفُحشُ الألفاظِ، والاستِطالةُ، والمُؤاخَذةُ، واستعمالُ الغَضبِ، والسَّلاطةُ
.
4- الشُّحُّ والبُخلُ؛ فهُما يتنافَيانِ معَ التَّودُّدِ للخَلقِ.
5- غِلظةُ الطَّبعِ، والشِّدَّةُ في التَّعامُلِ، وقد قيل: (بإحياءِ المُلاطَفةِ تُستمالُ القُلوبُ العارِفةُ)
.
6- الجَفاءُ وتَركُ التَّواصُلِ بَينَ النَّاسِ؛ فهو سببٌ يحولُ دونَ استِدامةِ الوُدِّ وازديادِه في القُلوبِ.
7- الخُصوماتُ والنِّزاعاتُ، وكثرةُ الخِلافِ والعِتابِ، وقد قيل: (استدِمْ مودَّةَ أخيك بتركِ الخِلافِ عليه، ما لم تكنْ عليك مَنقَصةٌ أو غَضاضةٌ)
، وقيل:
وَهَبْه ارعوى بَعدَ العِتابِ ألم يكنْ
تودُّدُه طَبعًا فصار تكلُّفًا
.
8- الطَّمعُ فيما عند النَّاسِ.
9- إيذاءُ النَّاسِ، وعَدمُ تحمُّلِ أذاهم.
10- الانتِصافُ مِن النَّاسِ، وعَدمُ إنصافِهم مِن نَفسِه، والاستعانةُ بهم، وعَدمُ إعانتِهم.
11-سوءُ القَصدِ؛ قال
الغَزاليُّ: (لا يكونُ التَّحابُّ والتَّوادُدُ إلَّا إن كان مَقصَدُهم الآخرةَ، ولا يكونُ إلَّا التَّحاسُدُ والتَّباغُضُ إن كان مَقصَدُهم الدُّنيا)
، وقال
ابنُ الجَوزيِّ: (تأمَّلْتُ التَّحاسُدَ بَينَ العُلماءِ، فرأَيتُ مَنشَأَه مِن حُبِّ الدُّنيا؛ فإنَّ عُلماءَ الآخِرةِ يتوادُّونَ ولا يتحاسَدونَ، كما قال عزَّ وجلَّ:
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر: 9] )
.
12- تركُ الجُمَعِ والجماعاتِ؛ قال البُهوتيُّ: (شُرِعَت صلاةُ الجماعةِ لأجلِ التَّواصُلِ والتَّوادُدِ وعَدمِ التَّقاطُعِ)
.