موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ التَّودُّدِ


1- التَّودُّدُ طريقٌ موصِلٌ للحُبِّ والأُلفةِ؛ ممَّا يُقوِّي روابِطَ التَّقارُبِ بَينَ الأفرادِ، ويزيدُ اللُّحمةَ بَينَهم.
2- التَّودُّدُ وتقويةُ العلاقاتِ بَينَ النَّاسِ أساسٌ لبِناءِ مُجتمَعٍ قويٍّ، مبنيٍّ على الولاءِ والتَّناصُرِ والتَّعاضُدِ والتَّعاوُنِ والمُواساةِ.
3- التَّودُّدُ يعكِسُ الجمالَ الرُّوحيَّ، والجانِبَ الأخلاقيَّ الفاضِلَ الذي جاء الإسلامُ لتكميلِه وتعزيزِه؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ)) .
4- التَّودُّدُ للنَّاسِ، وكَسبُ محبَّتِهم وثِقتِهم مَدعاةٌ لتقبُّلِ ما يُطرَحُ عليهم مِن أفكارٍ، أو ما يدعونَ إليه.
وقد قيل:
 وإن تودَّدْتَهم لانوا وإن شُهِموا
كشَّفْتَ أذمارَ حربٍ غَيرَ أغمارِ
5- التَّودُّدُ والتَّحبُّبُ إلى الخَلقِ وسيلةٌ لكَسبِ قُلوبِهم، وكَسبُ القُلوبِ مَدعاةٌ للثَّناءِ وحُسنِ الذِّكرِ.
6- مِن فوائِدِ التَّودُّدِ التَّراحُمُ بَينَ المُسلِمينَ، والتَّراحُمُ موجِبٌ لرحمةِ اللهِ سبحانَه وتعالى؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ)) .
7- التَّودُّدُ سبيلٌ إلى زوالِ الخُصوماتِ والأحقادِ، ويُؤدِّي إلى تصفيةِ القُلوبِ ونقائِها مِن الأدرانِ النَّفسيَّةِ، مِن الحسدِ والكُرهِ والتَّباغُضِ، كما يُؤدِّي إلى حُصولِ الأمنِ؛ قال بعضُ الحُكماءِ: (تودَّدْ إلى النَّاسِ؛ فإنَّ التَّودُّدَ إليهم أمنٌ، ومُعاداتَهم خَوفٌ) .
وقال ابنُ الرُّوميِّ:
فكثِّرْ مِن الإخوانِ ما اسطَعْتَ إنَّهمُ
بُطونٌ إذا استنجَدْتَهم وظُهورُ
وليس كثيرًا ألفُ خِلٍّ وصاحِبٍ
وإنَّ عدُوًّا واحِدًا لَكَثيرُ .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه أحمد (8952) واللفظ له، والحاكم (4221)، والبيهقي (21303). صحَّحه الحاكم وقال: على شرطِ مسلمٍ، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (24/333)، وابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (7/152)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (2349)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (14/ 513).
  2. (2) هيجوا ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 223).
  3. (3) الذَّمِرُ: الشُّجاعُ ((تهذيب اللغة)) للأزهري (14/ 310).
  4. (4) ((الحيوان)) للجاحظ (2/ 89). الأغمارُ جمعُ غُمرٍ، وهو من لم يجَرِّبِ الأمورَ، وهو الجاهِلُ الغِرُّ، ويقال: رجلٌ غُمرٌ: لا تجربةَ له بحَربٍ، ولم تحنِّكْه التَّجارِبُ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (13/ 256).
  5. (5) رواه أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وأحمد (6494) مطوَّلًا من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما. صحَّحه الترمذي، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (127)، والعراقي في ((الأربعون العشارية)) (125)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4941)، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4941)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((الإمتاع)) (1/62)، والسخاوي في ((البلدانيات)) (47)، وقال: بل صحَّحه غيرُ واحدٍ.
  6. (6) ((نثر الدر في المحاضرات)) للآبي (7/11).
  7. (7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 181).