موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: دَرجاتُ التَّودُّدِ


التَّودُّدُ على دَرجتَينِ:
1-تودُّدُ مُداراةٍ: يتكلَّفُ الإنسانُ في هذه الدَّرجةِ استعمالَ المكارِمِ، فيتودَّدُ إلى بَغيضِه بما استطاع اتِّقاءَ شرِّه، وقد يرجو بذلك أن تتحوَّلَ العداوةُ بَينَهما إلى مودَّةٍ؛ قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34] ، فيصيرُ المُسيءُ إليك الذي بَينَك وبَينَه عداوةٌ كأنَّه مِن مُلاطَفتِك إيَّاه وبِرِّك له وليٌّ لك مِن بَني أعمامِك، قريبُ النَّسبِ بك .
قال مُحمَّدُ بنُ الحَنفيَّةِ: (ليس بحكيمٍ مَن لم يُعاشِرْ بالمعروفِ مَن لا يجِدُ مِن مُعاشَرتِه بُدًّا، حتَّى يجعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن أمرِه مَخرَجًا) .
2-تودُّدُ صفاءٍ: يجيءُ التَّودُّدُ في هذه الدَّرجةِ مِن غَيرِ تكلُّفٍ؛ لزوالِ التَّنافُرِ بَينَ المُتوادِّينَ؛ قال بعضُ الحُكماءِ: (عِمادُ المودَّةِ المُشاكَلةُ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (20/ 433).
  2. (2) ((المعجم)) لابن المقرئ (ص: 166) رقم (491).
  3. (3) ((العزلة)) للخطابي (ص: 100).