موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: حُكمُ العُدوانِ وما يُباحُ منه


العُدوانُ محَرَّمٌ في الإسلامِ منهيٌّ عنه، ويُباحُ من العُدوانِ الرَّدُّ على المبتدِئِ به على سبيلِ مجازاتِه:
قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة: 194] .
قال الطَّبَريُّ: (فالعُدوانُ الأوَّلُ ظُلمٌ، والثَّاني جزاءٌ لا ظُلمٌ، بل هو عَدلٌ؛ لأنَّه عقوبةٌ للظَّالمِ على ظُلمِه، وإن وافَق لَفظُه لَفظَ الأوَّلِ) [4920] ((جامع البيان)) (1/314). .
قال السَّمعانيُّ: (وإنَّما سمَّى الجزاءَ على الظُّلمِ اعتداءً، على ازدواجِ الكلامِ، ومِثلُه قَولُه تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40] ، وتقولُ العَرَبُ: ظلَمَني فلانٌ فظلَمْتُه، أي: جازَيتُه على الظُّلمِ. ويقالُ: جَهِل فلانٌ علَيَّ فجَهِلتُ عليه) [4921] ((تفسير السمعاني)) (1/194). .
وقال الرَّاغِبُ: (أي: قابَلوه بحَسَبِ اعتدائِه، وتجاوَزوا إليه بحَسَبِ تجاوُزِه... ومن العُدوانِ الذي هو على سبيلِ المجازاةِ، ويَصِحُّ أن يُتعاطى مع مَن ابتدأَ؛ قَولُه: فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة: 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا [النساء: 30] ) [4922] يُنظَر: ((مفردات القرآن)) (ص: 554). .

انظر أيضا: