موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن القرآنِ الكريمِ


وردَت عدَّةُ آياتٍ في ذمِّ الشَّراهةِ:
1- قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ [محمد: 12] ، أي: إنَّهم يأكلونَ بالشَّرَهِ والنَّهَمِ كالأنعامِ؛ لأنَّهم جُهَّالٌ يأكلونَ للشَّهوةِ فقط .
2- قال تعالى: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة: 42] ، كأنَّ بالمُستَرشي وآكِلِ الحرامِ مِن الشَّرَهِ إلى ما يُعطى مِثلَ الذي بالمسحوتِ المَعِدةِ مِن النَّهَمِ والشَّرَهِ إلى الطَّعامِ، فلا يشبَعُ أبدًا .
3- قال تعالى: يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ [البقرة: 273] ، أحسَن الثَّناءَ عليهم بنَفيِ الشَّرَهِ عنهم .
4- قال تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا [المعارج: 19] ، قيل: هو الشَّرِهُ الحريصُ الذي لا يشبَعُ مِن جَمعِ المالِ .
5- قال تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف: 20] .
 قال الحليميُّ: (هذا الوعيدُ مِن اللهِ، وإن كان للكُفَّارِ والذين يُقدِمونَ على الطَّيِّباتِ المحظورةِ؛ ولذلك قال: فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ، فقد يُخشى مِثلُه على المُنهمِكينَ في الطَّيِّباتِ المُباحةِ؛ لأنَّ مَن تعوَّدها مالت نَفسُه إلى الدُّنيا، فلم يُؤمَنْ أن يرتَبِكَ في الشَّهواتِ والملاذِّ، كُلَّما أجاب إلى واحِدةٍ منها دعَته إلى غَيرِها، فيصيرُ إلى ألَّا يُمكِنَه عِصيانُ نَفسِه في هوًى قطُّ، وينسَدُّ بابُ العِبادةِ دونَه، وإذا آل به الأمرُ إلى هذا لم يبعُدْ أن يُقالَ: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ، فلا ينبغي أن تُعوَّدَ النَّفسُ بما يميلُ بها إلى الشَّرَهِ، ثُمَّ يصعُبُ تدارُكُها، ولْتُرَضْ مِن أوَّلِ الأمرِ على السَّدادِ؛ فإنَّ ذلك أهوَنُ مِن أن يَدْرَبَ على الفسادِ، ثُمَّ يجتهِدَ في إعادتِها إلى الصَّلاحِ. واللهُ أعلَمُ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((شرح البخاري)) لابن بطال (9/ 474).
  2. (2) يقال: فلانٌ مسحوتُ المَعِدةِ: إذا كان أكولًا لا يُلفَى أبدًا إلَّا جائعًا، ويقال: رجلٌ مسحوتُ الجوفِ، أي: لا يشبَعُ. يُنظر: الخليل في ((العين)) (3/ 132)، ((جامع البيان)) للطبري (8/ 435).
  3. (3) يُنظر: ((جامع البيان)) للطبري (8/ 435)، ((الكشف والبيان)) للثعلبي (11/ 102)، ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (2/ 193).
  4. (4) ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (5/ 31).
  5. (5) يُنظر: ((التفسير)) لعبد الرزاق (3/ 346) رقم (3330)، ((الدر المنثور)) للسيوطي (8/ 284).
  6. (6) ((المنهاج في شعب الإيمان)) (3/ 61، 62).