موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: آثارُ الحِقْدِ


إنَّ الحِقْدَ حِملٌ ثقيلٌ يُتعِبُ حامِلَه، يحمِلُه الجاهِلُ في صَدرِه فيُشقي به نفسَه، ويُفسِدُ به فِكرَه، ويُشغِلُ به بالَه، ويَقُضُّ به مضجَعَه، ويُكثِرُ به هَمَّه وغَمَّه، إنَّه كحِملٍ من أحمالِ الشَّوكِ الملتَهِبِ الحارِّ، المحشوِّ بصُخورٍ ثقيلةٍ محميَّةٍ تَنفُثُ السُّمومَ التي تلتَهِبُ منها الصُّدورُ، ويَظَلُّ الجاهِلُ الأحمقُ يحمِلُ هذا الحِملَ الخبيثَ مهما حَلَّ أو ارتحَلَ، حتَّى يَشفيَ حِقدَه بالانتقامِ ممَّن يَحقِدُ عليه . ومِن آثارِه:
1- أنَّه (يُثمِرُ الحَسَدَ، وهو أن يحمِلَك الحِقْدُ على أن تتمنَّى زوالَ النِّعمةِ عنه؛ فتغتَمَّ بنعمةٍ إن أصابَها، وتُسَرَّ بمُصيبةٍ إن نزَلَت به.
2- الشَّماتةُ بما أصابه من البلاءِ.
3- الهِجرانُ والمقاطَعةُ.
4- الإعراضُ عنه استِصغارًا له.
5- التَّكلُّمُ فيه بما لا يَحِلُّ؛ مِن كَذِبٍ وغِيبةٍ، وإفشاءِ سِرٍّ، وهَتْكِ سِترٍ، وغيرِه.
6- محاكاتُه استهزاءً به، وسُخريةً منه.
7- إيذاؤه بالضَّربِ وما يُؤلِم بَدَنَه.
8- مَنْعُه من حَقِّه من قضاءِ دَينٍ، أو صلةِ رَحِمٍ، أو ردِّ مَظلَمةٍ) .
9- الحِقْدُ من مظاهِرِ دُنُوِّ الهِمَّةِ؛ فهو لا يَصدُرُ من النُّبَلاءِ، ولا يليقُ بالعُقلاءِ .
10- الحِقْدُ يُنبِتُ سُوءَ الظَّنِّ، وتتبُّعَ العَوْراتِ، والهَمزَ واللَّمزَ، والنَّميمةَ، وتعييرَ النَّاسِ بعاهاتِهم، أو خصائِصِهم البَدَنيَّةِ والنَّفسيَّةِ .
11- من مَضارِّ الحِقْدِ أيضًا أنَّه يقتضي التَّشَفِّيَ والانتِقامَ.
12- جَحدُ الحَقِّ وعَدَمُ اتِّباعِه.
13- الحِقْدُ يُفضي إلى التَّنازُعِ والتَّقاتُلِ، واستغراقِ العُمُرِ في غَمٍّ وحُزنٍ.
14- الحِقْدُ يُغضِبُ الرَّبَّ عزَّ وجَلَّ، ويؤدِّي بصاحِبِه إلى الخُسرانِ المُبينِ في الدُّنيا والآخِرةِ.
15- الحِقْدُ يُظهِرُ عُيوبَ الإنسانِ .

انظر أيضا:

  1. (1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/723).
  2. (2) انظر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/181).
  3. (3) ((الهمة العالية)) لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 55).
  4. (4) ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص: 92).
  5. (5) ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) (10/ 4440).