موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الحِقْدِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ المَوجِدةِ والحِقْدِ:
ذكَر ابنُ القَيِّمِ فُروقًا بَيْنَ المَوجِدةِ والحِقْدِ، فقال: (إنَّ الوَجْدَ: الإحساسُ بالمُؤلِمِ، والعِلمُ به، وتحرُّكُ النَّفسِ في رَفعِه؛ فهو كَمالٌ.
 وأمَّا الحِقْدُ فهو إضمارُ الشَّرِّ وتوقُّعُه كُلَّ وقتٍ فيمن وَجَدْتَ عليه، فلا يزايِلُ القَلبَ أثَرُه.
وفرقٌ آخَرُ: وهو أنَّ المَوجِدةَ لِما ينالُك منه، والحِقْدَ لِما ينالُه منك؛ فالمَوجِدةُ: وَجْدُ ما نالك من أذاه، والحِقْدُ: توقُّعُ وُجودِ ما ينالُه من المقابلةِ؛ فالمَوجِدةُ سَريعةُ الزَّوالِ، والحِقْدُ بَطيءُ الزَّوالِ، والحِقْدُ يجيءُ مع ضِيقِ القَلبِ، واستيلاءِ ظُلمةِ النَّفسِ ودُخَانِها عليه، بخلافِ المَوجِدةِ؛ فإنَّها تكونُ مع قوَّتِه وصَلابتِه، وقُوَّةِ نُورِه وإحساسِه) [2807] ((الروح)) لابن القيم (ص: 251). .
الفَرْقُ بَيْنَ الحِقْدِ والحَسَدِ:
أنَّ الحَسَدَ -وهو تمنِّي زَوالِ النِّعمةِ عن المحسودِ- ثمَرةٌ من ثمَراتِ الحِقْدِ، ونتيجةٌ من نتائِجِه، فالذي يحمِلُ على الحَسَدِ بهذا المعنى هو الحِقْدُ [2808] يُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 181)، ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر (1/83). .
الفَرْقُ بَيْنَ الحِقْدِ والعَداوةِ:
أنَّ الحِقْدَ عَداوةٌ مع طَلَبِ الانتقامِ وإضمارِ الشَّرِّ، ودوامِ ذلك وبقائِه.

انظر أيضا: