موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


1- قال تعالى: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران: 188] .
وعن عِكرمةَ مولى ابنِ عَبَّاسٍ: قولُه: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا: (أن يقولَ النَّاسُ لهم: عُلَماءُ، وليسوا بأهلِ عِلمٍ، لم يحمِلوهم على خيرٍ ولا هُدًى، ويحبُّون أن يقولَ النَّاسُ: قد فعَلوا) .
قال ابنُ عاشورٍ: (ومعنى: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا أنَّهم يحبُّون الثَّناءَ عليهم بأنَّهم حَفَظةُ الشَّريعةِ وحُرَّاسُها والعالِمون بتأويلِها، وذلك خلافُ الواقِعِ) .
قال ابنُ كثيرٍ: (قولُه تعالى: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران: 188] الآية، يعني بذلك المُرائين المُتكَثِّرين بما لم يُعطَوا) .
2- قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا [الإسراء: 36 - 38] .
عن قتادةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه في قولِه: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ: (لا تقُلْ: سَمِعتُ، ولم تسمَعْ، ولا تقُلْ: رأيتُ، ولم تَرَ؛ فإنَّ اللَّهَ سائِلُك عن ذلك كُلِّهـ) .
قال ابنُ عاشورٍ: (أي: أنَّك أيُّها الإنسانُ تُسألُ عما تُسنِدُه إلى سمعِك وبصَرِك وعَقلِك، بأنَّ مَراجِعَ القَفْوِ المنهيِّ عنه إلى نسبةٍ لسَمعٍ أو بصرٍ أو عقلٍ في المسموعاتِ والمُبصَراتِ والمُعتَقَداتِ، وهذا أدَبٌ خُلُقيٌّ عظيمٌ.
وهو أيضًا إصلاحٌ عقليٌّ جليلٌ يُعَلِّمُ الأمَّةَ التَّفرقةَ بَينَ مراتِبِ الخواطِرِ العقليَّةِ بحيثُ لا يختَلِطُ عندها المعلومُ والمظنونُ والموهومُ.
ثمَّ هو أيضًا إصلاحٌ اجتماعيٌّ جليلٌ يجنِّبُ الأمَّةَ من الوقوعِ والإيقاعِ في الأضرارِ والمهالكِ، من جرَّاءِ الاستنادِ إلى أدلَّةٍ موهومةٍ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((تفسير القرآن)) لابن أبي حاتم (3/ 840).
  2. (2) ((التحرير والتنوير)) (4/ 193).
  3. (3) ((تفسير القرآن العظيم)) (2/ 181).
  4. (4) ((تفسير القرآن)) لابن أبي حاتم (7/ 2331).
  5. (5) ((التحرير والتنوير)) (15/ 101).