ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
1- قال
زُفَرُ: (من قعَد قبلَ وَقتِه ذَلَّ)
.
2- وقال أبو الطَّيِّبِ الصُّعلوكيُّ النَّيسابوريُّ: (من تصدَّر قبلَ أوانِه فقد تصدَّى لهوانِهـ)
.
3- وقال
أبو حنيفةَ: (من طلَب الرِّياسةَ في غيرِ حينِه، لم يزَلْ في ذُلٍّ ما بَقِيَ)
.
4- وقال أبو الذَّيَّالِ: (تعلَّمْ: لا أدري، ولا تعلَّمْ: أدري؛ فإن قُلتَ: أدري، يسألوك حتَّى لا تدريَ، وإن قُلتَ: لا أدري، عَلَّموك حتى تدريَ)
.
5- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (من العِلمِ ألَّا تتكلَّمَ فيما لا تعلَمُ بكلامِ مَن يعلَمُ؛ فحَسْبُك جهلًا مِن عَقلِك أن تنطِقَ بما لا تفهَمُ)
.
6- وقال
ابنُ جماعةَ الكِنانيُّ في آدابِ العالِمِ في درسِه: (ألَّا ينتَصِبَ للتَّدريسِ إذا لم يكُنْ أهلًا له، ولا يَذكُرَ الدَّرسَ مِن عِلمٍ لا يعرِفُه؛ ... فإنَّ ذلك لَعِبٌ في الدِّينِ وازدراءٌ بَينَ النَّاسِ... واللَّبيبُ من صان نفسَه عن تعرُّضِها لما يُعَدُّ فيه ناقِصًا، وبتعاطيه ظالِمًا، وبإصرارِه عليه فاسِقًا)
.
7- وقيل: (لسانُ الدَّعوى إذا نَطَق فضَحَه الامتحانُ)
.
8- رُوِيَ عن مجاهدٍ أنَّه قال: (جاء بشيرٌ العَدَويُّ إلى
ابنِ عَبَّاسٍ، فجعل يحدِّثُ، ويقولُ: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجعل
ابنُ عبَّاسٍ لا يأذَنُ لحديثِه، ولا ينظُرُ إليه، فقال: يا
ابنَ عبَّاسٍ، ما لي لا أراك تسمَعُ لحديثي، أحَدِّثُك عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا تَسمَعُ؟! فقال
ابنُ عبَّاسٍ: إنَّا كُنَّا مرَّةً إذا سَمِعْنا رجلًا يقولُ: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ابتدَرَتْه أبصارُنا، وأصغَينا إليه بآذانِنا، فلمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعبَ والذَّلولَ، لم نأخُذْ من النَّاسِ إلَّا ما نَعرِفُ!)
.
9- وقال
الحَسَنُ البَصريُّ في شأنِ هؤلاء المتعالِمين وأمثالِهم: (اللَّهُمَّ إليك نشكو هذا الغُثاءَ الذي كنَّا نُحَدَّثُ عنه!)
.
10- وقال
محمَّدُ بنُ سيرينَ: (إنَّ هذا العِلمَ دينٌ؛ فانظُروا عمَّن تأخُذون دينَكم)
.
11- وعن سُفيانَ أنَّه كان يقولُ: (تعوَّذوا باللَّهِ من فتنةِ العابدِ الجاهِلِ، وفتنةِ العالِمِ الفاجِرِ؛ فإن فِتنَتَهما فتنةٌ لكُلِّ مفتونٍ)
.
12- وقال الشَّعبيُّ: (ما جاءك من أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخُذْه، ودَعْ ما يقولُ هؤلاء الصَّعافقةِ. قيل: الصَّعافِقةُ: الذين يدخُلون السُّوقَ بلا رأسِ مالٍ، وقيل: هم رذالةُ النَّاسِ، أراد الذين لا عِلمَ لهم، فهم بمنزلةِ التُّجَّارِ الذين ليس لهم رأسُ مالٍ)
.
13- وعن شُعبةَ قال: (قال لي ابنُ عَونٍ: يا أبا بِسطامٍ ما يحمِلُ هؤلاء الذين يَكذِبون في الحديثِ على الكَذِبِ؟ قال: يريدون أن يُعَظَّموا بذلك)
.
14- وقال بعضُ السَّلَفِ: (عِلمٌ لا يَعبُرُ معك الوادي لا تَعمُرُ معه النَّادي، إذا ازدحَم الجوابُ خَفِي الصَّوابُ، اللَّغَطُ يكونُ معه الغَلَطُ، لو سكت من لا يعلَمُ سَقَط الاختِلافُ)
.
15- وقال
مالِكُ بنُ أنَسٍ: (لا تأخُذِ العِلمَ من أربعةٍ، وخُذْه ممَّا سوى ذلك: مِن مُعلِنٍ للسِّفلةِ، وإن كان أروى النَّاسِ، ولا من كذَّابٍ يكذِبُ في حديثِ النَّاسِ، وإن كان لا تتَّهِمُه بكَذِبٍ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا من صاحِبِ هوًى يدعو إلى هواه، ولا من شيخٍ له فضلٌ وعبادةٌ إذا كان لا يَعرِفُ ما يحَدِّثُ بهـ)
.
16- وقال
الشَّافعيُّ: (الواجِبُ على العالِمين أن لا يقولوا إلَّا من حيثُ عَلِموا، وقد تكلَّم في العِلمِ مَن لو أمسك عن بعضِ ما تكلَّم فيه منه لكان الإمساكُ أولى به، وأقرَبَ من السَّلامةِ له إن شاء اللَّهُ)
.
17- وقال
ابنُ حزمٍ: (لا آفةَ على العلومِ وأهلِها أضَرُّ من الدُّخَلاءِ فيها وهم من غيرِ أهلِها؛ فإنَّهم يَجهَلون ويظنُّون أنَّهم يَعلَمون، ويُفسِدون ويُقَدِّرون أنَّهم يُصلِحون)
.
وقال في موضعٍ آخَرَ: (إنَّ قومًا قَوِيَ جَهلُهم، وضَعُفَت عقولُهم، وفسَدت طبائعُهم، يظنُّون أنَّهم من أهلِ العلمِ، وليسوا من أهلِه، ولا شيءَ أعظَمُ آفةً على العلومِ وأهلِها -الذين هم أهلُها بالحقيقةِ- من هذه الطَّبقةِ المذكورةِ؛ لأنَّهم تناولوا طرَفًا من بعضِ العلومِ يسيرًا، وكان الذي فاتهم من ذلك أكثَرَ ممَّا أدركوا منه، ولم يكُنْ طَلَبُهم لِما طلَبوا من العلمِ للهِ تعالى، ولا ليَخرُجوا من ظُلمةِ الجهلِ، لكن ليزدروا بالنَّاسِ زَهوًا وعَجَبًا، وليماروا لِجاجًا وشَغبًا، وليَفخَروا أنَّهم من أهلِه تطاوُلًا ونَفَجًا، وهذه طريقٌ مُجانبةٌ الفلاحَ؛ لأنَّهم لم يُحصِّلوا على الحقيقةِ، وضَيَّعوا سائِرَ لوازمِهم؛ فعَظُمت خيبتُهم، ولم يكُنْ وَكْدُهم أيضًا مع الازدراءِ بغيرِهم إلَّا الازدراءَ بسائرِ العُلومِ وتنقيصَها؛ لظَنِّهم الفاسِدِ أنَّه لا عِلمَ إلَّا الذي طلبوا فقط. وكثيرًا ما يَعرِضُ هذا لمبتدئٍ في علمٍ من العلومِ، وفي عُنفوانِ الصِّبا وشِدَّةِ الحداثةِ، إلَّا أنَّ هؤلاء لا يُرجى لهم البرءُ من هذا الدَّاءِ، مع طولِ النَّظَرِ والزِّيادةِ في السِّنِّ)
.
18- وقال
ابنُ حَجَرٍ العَسقلانيُّ: (إذا تكلَّم المرءُ في غيرِ فَنِّه أتى بهذه العجائِبِ!)
.
19- وقال مصطفى صادق الرَّافعي: (من فَرَض على النَّاسِ أن يَعرِفوه نابغةً، فقد فرَض عليهم أن يَعرِفوه معتوهًا أو مغرورًا)
.