موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- آثارُ الشُّحِّ


1- الشُّحُّ من صِفاتِ المُنافِقين:
قال تعالى في وَصفِ المُنافِقين-: أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [الأحزاب: 19] .
قال الطَّبريُّ: (إنَّ اللهَ وصَف هؤلاء المُنافِقين بالجُبنِ والشُّحِّ، ولم يَخصُصْ وَصفَهم من معاني الشُّحِّ بمعنًى دونَ معنًى، فهم كما وصفَهم اللهُ به: أشِحَّةٌ على المُؤمِنين بالغنيمةِ والخيرِ، والنَّفقةِ في سبيلِ اللهِ على أهلِ مَسكَنةِ المُسلِمين) [1072] يُنظَر: ((جامع البيان)) (20/31). .
2- الإنسانُ الشَّحيحُ لا خيرَ فيه ولا عِندَه:
قَولُه تعالى: أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ، قال ابنُ كثيرٍ: (وهم مع ذلك أشِحَّةٌ على الخيرِ، أي: ليس فيهم خيرٌ، قد جمعوا الجُبنَ والكَذِبَ وقِلَّةَ الخيرِ) [1073] يُنظَر: ((تفسير القرآن العظيم)) (6/391). .
3- الشُّحُّ أسوَأُ صِفاتِ الإنسانِ:
قولُه تعالى: أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ، قال السَّعديُّ: (أشِحَّةً على الخيرِ الذي يرادُ منهم، وهذا شَرُّ ما في الإنسانِ أن يكونَ شحيحًا بما أُمِر به، شحيحًا بمالِه أن ينفِقَه في وَجهِه، شحيحًا في بدَنِه أن يجاهِدَ أعداءَ اللهِ، أو يدعوَ إلى سبيلِ اللهِ، شحيحًا بجاهِه، شحيحًا بعِلمِه ونصيحتِه ورأيِه) [1074] يُنظَر: ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 660). .
4- الشُّحُّ سَبَبٌ في الهلاكِ وفَسادِ المجتَمَعِ:
عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اتَّقوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلَك مَن كان قَبلَكم؛ حمَلَهم على أنْ سَفَكوا دِماءَهم، واستحَلُّوا محارِمَهم)) [1075] أخرجه مسلم (2578). .
5- يوقِعُ الإنسانَ في كبائِرِ الذُّنوبِ:
ومن ذلك سَفكُ الدِّماءِ واستِحلالُ المحارِمِ، كما مرَّ في حديثِ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ السَّابقِ.
6- سَبَبٌ للخُسرانِ في الدُّنيا والآخِرةِ:
قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] .
قال السَّعديُّ: (لعَلَّ ذلك -الوقايةَ من الشُّحِّ- شامِلٌ لكُلِّ ما أُمِرَ به العبدُ، ونُهِي عنه؛ فإنَّه إن كانت نفسُه شحيحةً لا تنقادُ لِما أُمِرت به ولا تُخرِجُ ما قِبَلَها، لم يُفلِحْ، بل خَسِر الدُّنيا والآخِرةَ) [1076] يُنظَر: ((تسير الكريم الرحمن)) (ص: 868). .

انظر أيضا: