موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من النَّظافةِ عِندَ السَّلَفِ


- عُلَماءُ مُزَينةَ وحِرصُهم على الاغتسالِ والتَّنظُّفِ والثِّيابِ الحَسَنةِ والطِّيبِ يومَ الجُمُعةِ:
عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ قال: (أدركتُ ثلاثينَ مِن مُزَينةَ، كُلُّهم قد طَعَن أو طُعِن، أو ضَرَب أو ضُرِب، إذا كان يومُ الجُمُعةِ اغتَسَلوا ولَبِسوا من أحسَنِ ثيابِهم وتطَيَّبوا، ثمَّ راحوا وصلَّوا ركعتينِ، ثمَّ جلسوا فبَثُّوا عِلمًا) .
- ابنُ عَونٍ واهتمامُه بنظافتِه:
 كان ابنُ عَونٍ يغتَسِلُ الجُمُعةَ والعيدينِ، ويتطَيَّبُ للجُمُعةِ والعيدينِ، ويرى ذلك سُنَّةً، وكان طيِّبَ الرِّيحِ في سائِرِ الأيَّامِ، لَيِّنَ الكِسوةِ، وكان يَلبَسُ في الجُمُعةِ والعيدَينِ أنظَفَ ثيابِه .
- الرَّبيعُ واهتمامُه بنظافةِ دارِه:
عن سُرِّيَّةِ الرَّبيعِ قالت: (كان الرَّبيعُ يأمُرُ بالدَّارِ أن تُنظَّفَ كُلَّ يومٍ) .
- أبو حنيفةَ واهتمامُه بنظافتِه وحُسنِ هيئتِه وثيابِه وتعَطُّرِه:
عن عُمَرَ بنِ حمَّادِ بنِ أبي حنيفةَ، أنَّ أبا حنيفةَ كان طُوالًا تعلوه سُمرةٌ، وكان لبَّاسًا حسَنَ الهيئةِ، كثيرَ التَّعطُّرِ، يُعرَفُ بريحِ الطِّيبِ إذا أقبَلَ وإذا خرج من منزِلِه قبلَ أن تراه .
- مالِكُ بنُ أنَسٍ لا يُحَدِّثُ بحديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا على طهارةٍ:
عن ابنِ أبي أُوَيسٍ قال: كان مالِكٌ إذا أراد أن يحَدِّثَ توضَّأَ وجلَس على فراشِه وسَرَّح لحيتَه وتمكَّنَ في الجلوسِ بوقارٍ وهيبةٍ، ثمَّ حَدَّث، فقيل له في ذلك، فقال: (أحِبُّ أن أعَظِّمَ حديثَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا أُحَدِّثَ به إلَّا على طهارةٍ متَمَكِّنًا) .
وعن مَعنِ بنِ عيسى القَزَّازِ قال: (كان مالِكُ بنُ أنسٍ إذا أراد أن يجلِسَ للحديثِ اغتَسَل وتبخَّرَ وتطَيَّبَ، فإن رفع أحدٌ صوتَه في مجلِسِه زَبَره وقال: قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ [الحجرات: 2] ، فمن رفَع صوتَه عِندَ حديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكأنَّما رفَع صوتَه فوقَ صوتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم!) .
- مالِكُ بنُ أنَسٍ واهتمامُه بنظافةِ ثيابِه:
قال ابنُ أبي أُوَيسٍ: (ما رأيتُ في ثوبِ مالِكٍ حِبرًا قَطُّ) .
- أحمدُ بنُ حنبَلٍ واهتمامُه بنظافةِ جَسَدِه وثَوبِه:
عن الميمونيِّ قال: (ما أعلَمُ أنِّي رأيتُ أحدًا أنظَفَ ثَوبًا، ولا أشَدَّ تعاهُدًا لنفسِه في شاربِه وشَعرِ رأسِه وشَعرِ بَدَنِه، ولا أنقى ثوبًا وشِدَّةَ بياضٍ، من أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ) .
- محمَّدُ بنُ يحيى الذُّهْليُّ واشتهارُه بحُسنِ ثيابِه ونظافتِها:
قال صالِح جَزَرة: (لمَّا خرَجْتُ من الرَّيِّ قُلتُ لفَضْلَك : عمَّن أكتُبُ بنيسابورَ؟ قال: إذا قَدِمتَ نيسابورَ فانظر إلى شَيخٍ بَهيٍّ حَسَنِ الوجهِ، حَسَنِ الثِّيابِ، راكِبًا حمارًا، وهو محمَّدُ بنُ يحيى، فاكتُبْ عنه؛ فإنَّه من قَرنِه إلى قَدَمِه فائدةٌ، فلمَّا قَدِمتُ نَيسابورَ استقبَلَني محمَّدُ بنُ يحيى فعرَفْتُه بهذه الصِّفةِ، فذَهَبتُ معه وانتخَبْتُ عليه مجلِسًا وقرأتُه عليه) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((المصنف)) لابن أبي شيبة (1/481).
  2. (2) ((الطبقات الكبير)) لابن سعد (9/ 263).
  3. (3) ((المصنف)) لابن أبي شيبة (5/ 264).
  4. (4) ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (15/444).
  5. (5) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (6/318).
  6. (6) ((أدب الإملاء والاستملاء)) للسمعاني (ص: 27).
  7. (7) ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (1/123).
  8. (8) ((مناقب الإمام أحمد)) لابن الجوزي (ص: 293).
  9. (9) فَضْلَكُ الصائغُ: أبو بكرٍ الفَضلُ بنُ العبَّاسِ الرَّازيُّ، صاحِبُ التَّصانيفِ. يُنظَر: ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (12/630).
  10. (10) ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (4/656).