موسوعة الأخلاق والسلوك

 أ - مِن الشِّعرِ


1- قال العَرجيُّ:
وإذا غَضِبتَ فكُنْ وَقورًا كاظِمًا
للغَيظِ تُبصِرُ ما تقولُ وتسمَعُ
فكفى به شَرَفًا تصبُّرُ ساعةٍ
يرضى بها عنك الإلهُ وتُرفَعُ
أي: يُرفَعُ قَدرُك .
2- وقال آخَرُ:
إذا المرءُ لم يحمِلْ على النَّفسِ ضَيمَها
فليس إلى حُسنِ الثَّناءِ سَبيلُ
يقولُ: إذا المَرءُ لم يحمِلْ ظُلمَ نَفسِه عليها، ولَم يُصبِّرْها على مَكارِهِها، فليس له طَريقٌ إلى الثَّناءِ الحَسَنِ. وهذا يُشيرُ إلى كظمِ الغَيظِ، واستِعمالِ الحِلمِ، وتَركِ الظُّلمِ والبَغيِ مَعَ ذَويه، والصَّبرِ على المَشاقِّ، وإهانَةِ النَّفسِ في طَلَبِ الحُقوقِ؛ لأنَّ من تَعَوَّد هذه الأشياءَ عَلا ذِكرُه، وحَسُن ثَناؤُه .
3- وقال آخَرُ:
وكَظْمهُمو للغَيظِ عندَ اسِتعارِهْ
إذا عزَّ بينَ النَّاسِ كَظمُ المغائِظِ
وأخلاقُهم محمودةٌ إن خَبَرْتَها
فليست بأخلاقِ فِظاظٍ غلائِظِ
4- وقال مَعنُ بنُ أَوسٍ:
وصبري على أشياءَ منه تَريبُني
وكظمي على غيظي وقد ينفَعُ الكَظمُ
لأستَلَّ منه الضِّغنَ حتَّى استلَلْتُه
وقد كان ذا ضِغنٍ يضيقُ به الجُرمُ
رأيتُ انثِلامًا بينَنا فرقَعْتُه
برفقي وإحيائي وقد يُرقَعُ الثَّلمُ
وأبرأتُ غِلَّ الصَّدرِ منه توسُّعًا
بحِلمي كما يشفى بأدويةٍ سُقمُ
5- وقال آخَرُ:
واصفَحْ عن العوراءِ إن قيلَت وعُدْ
بالحِلمِ منك على السَّفيهِ المُعوِرِ
وكِلِ المسيءَ إلى إساءتِه ولا
تتعقَّبِ الباغي ببَغيٍ تُنصَرِ
وادفَعْ بكَظمِ الغيظِ آفةَ غَيِّه
فإن استخفَّك مرَّةً فاستغفِرْ
6- وقال آخَرُ:
وكنتُ إذا الصَّديقُ أراد غيظي
وشرَّقني على ظَمَأٍ بريقي
غفرتُ ذُنوبَه وكظَمتُ غيظي
مخافةَ أن أعيشَ بلا صَديقِ
7- وقال آخَرُ:
اتَّضِعْ للنَّاسِ إن رُمتَ العُلا
واكظِمِ الغيظَ ولا تُبدي الضَّجَرْ
واجعَلِ المعروفَ ذُخرًا إنَّه
للفتى أفضَلُ شيءٍ يُدَّخَرْ
احمِلِ النَّاسَ على أخلاقِهم
فبه تملِكُ أعناقَ البشَرْ

انظر أيضا:

  1. (1) ((الكشف والبيان)) للثعلبي (3/166).
  2. (2) الضَّيمُ: هو الظُّلمُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) للرازي (1/187).
  3. (3) ((شرح ديوان الحماسة)) للمرزوقي (ص: 83).
  4. (4) أي: توقُّدِه. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 685).
  5. (5) ((موارد الظمآن لدروس الزمان)) لعبد العزيز السلمان (5/265).
  6. (6) الثُّلمةُ، بالضَّمِّ: فُرجةُ المكسورِ والمهدومِ، وهو الموضِعُ الذي قد انثلَم، وقيل: الثُّلمةُ: الخلَلُ في الحائطِ وغيرِه. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (31/357).
  7. (7) ((أمالي القالي)) (2/103).
  8. (8) المُعورُ: أي: القبيحُ السَّريرةِ. يُنظَر: ((لسان العرب)) (4/616).
  9. (9) ((الحماسة المغربية)) للجراوي (2/1275).
  10. (10) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص: 132).
  11. (11) ((مجاني الأدب)) لرزق الله شيخو (3/128).