ب- من الأمثالِ والحِكَمِ
1- إنَّ من البَيانِ لَسِحرًا.
والبيانُ: اجتماعُ الفَصاحةِ والبلاغةِ وذكاءِ القَلبِ مع اللِّسانِ. وإنَّما شُبِّه بالسِّحرِ لحِدَّةِ عَمَلِه في سامِعِه، وسرعةِ قَبولِ القَلبِ له.
يُضرَبُ في استِحسانِ المنطِقِ وإيرادِ الحُجَّةِ البالغةِ
.
2- أفصَحُ مِن العِضَّينِ.
وهما دَغفَلٌ وزَيدُ بنُ الكَيِّسِ اللَّذانِ قال الشَّاعِرُ فيهما:
أحاديثُ عن أبناءِ عادٍ وجُرْهُمٍ
يُثَوِّرُها العِضَّانِ زَيدٌ ودَغْفَلُ.
والعِضُّ الرَّجُلُ المتعَرِّضُ للأمورِ، وهو العِرِّيضُ أيضًا، ويُقالُ للدَّاهيةِ من الرِّجالِ: العِضُّ
.
3- اقلِبْ قَلَّابُ.
قال
الزَّمخشريُّ: (يُضرَبُ للفصيحِ الذي يَقلِبُ لسانَه فيَضَعُه حيثُ شاء)
.
4- أبلَغُ مِن سَحْبانَ.
وهو رجُلٌ من باهِلةَ، وهو سَحبانُ بنُ زُفَرَ بنِ إياسِ بنِ عبدِ شَمسٍ، دخَل على
معاويةَ وعِندَه خُطباءُ القبائِلِ، فلمَّا رأوه خرجوا؛ لعِلمِهم بقُصورِهم عنه
.
(وممَّا رُوِي من خُطَبِه البليغةِ: إنَّ الدُّنيا دارُ بلاغٍ، والآخِرةَ دارُ قرارٍ. أيُّها النَّاسُ فخُذوا من دارِ ممَرِّكم لدارِ مَقَرِّكم، ولا تهتِكوا أستارَكم عِندَ من لا تخفى عليه أسرارُكم، وأخرِجوا من الدُّنيا قلوبَكم قبل أن تخرُجَ منها أبدانُكم؛ ففيها حَيِيتُم، ولغَيرِها خُلِقْتُم. إنَّ الرَّجُلَ إذا هلك قال النَّاسُ: ما تَرَك؟ وقالت الملائكةُ: ما قَدَّم؟)
.
5- أبلَغُ من قُسٍّ.
هو قُسُّ بنُ ساعِدةَ الإياديِّ، وكان أبلَغَ العَرَبِ
.
6- فلانٌ يَغرِفُ مِن بَحرٍ.
يُقالُ لِمَن يُذكَرُ بالفَصاحةِ
.
7- وقيل: (من عُرِف بفصاحةِ اللِّسانِ، لحَظَتْه العيونُ بالوَقارِ)
.
8- وقال رجُلٌ لبنيه: (يا بَنِيَّ أصلِحوا ألسِنَتَكم؛ فإنَّ الرَّجُلَ تنوبُه النَّائبةُ يحِبُّ أن يتجمَّلَ فيها، فيَستعيرُ من أخيه دابَّتَه وثوبَه، ولا يجِدُ مَن يُعيرُه لِسانَه!)
.