موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (المروءةُ مروءتانِ: مروءةٌ ظاهرةٌ، ومروءةٌ باطنةٌ؛ فالمروءةُ الظَّاهرةُ الرِّياشُ، والمروءةُ الباطنةُ العفافُ) .
- وقال عثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه وهو على المنبرِ: (لا تُكَلِّفوا الأَمَةَ غيرَ ذاتِ الصَّنعةِ الكَسبَ؛ فإنَّكم متى كلَّفتُموها ذلك كسَبَتْ بفَرجِها، ولا تُكَلِّفوا الصَّغيرَ الكَسبَ؛ فإنَّه إذا لم يجِدْ يسرِقْ، وعفُّوا إذا أعفَّكم اللهُ، وعليكم من المطاعِمِ بما طاب منها) .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (نحن -معشَرَ قُرَيشٍ- نَعُدُّ الحِلمَ والجُودَ السُّؤدُدَ، ونَعُدُّ العَفافَ وإصلاحَ المالِ المروءةَ) .
- وقَدِم وفدٌ على معاويةَ فقال لهم: (ما تَعُدُّون المروءةَ؟ قالوا: العفافَ وإصلاحَ المعيشةِ، قال: اسمعْ يا يزيدُ) .
- وقال محمَّدُ ابنُ الحنَفيَّةِ: (الكمالُ في ثلاثةٍ: العِفَّةُ في الدِّينِ، والصَّبرُ على النَّوائبِ، وحُسنُ التَّدبيرِ في المعيشةِ) .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (خمسٌ إذا أخطأ القاضي منهنَّ خَصلةً كانت فيه وَصمةً: أن يكونَ فَهِمًا حليمًا عفيفًا صليبًا ، عالـمًا سؤولًا عن العِلمِ) .
- وقال أيُّوبُ السَّختيانيُّ: (لا يَنبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يكونَ فيه خصلتانِ: العِفَّةُ عن أموالِ النَّاسِ، والتَّجاوُزُ عمَّا يكونُ منهم) .
- وقال الحسنُ البَصريُّ: (لا يزالُ الرَّجُلُ كريمًا على النَّاسِ حتَّى يطمَعَ في دينارِهم، فإذا فعَلَ ذلك استخفُّوا به، وكَرِهوا حديثَه وأبغضوهـ) .
- وعن شُعبةَ قال: سمعتُ حبيبًا التَّميميَّ يقولُ: سأل معاويةُ رجلًا من عبدِ القيسِ، فقال معاويةُ: ما تعدُّونَ المروءةَ فيكم؟ قال: (الحِرفةُ، والعِفَّةُ) . قال ابنُ حِبَّانَ: (أي: يَعِفُّ عمَّا حرَّم اللهُ، ويحترِفُ فيما أحلَّ اللهُ) .
- وعن الجُنيدِ قال: سمِعتُ السَّرِيَّ يقولُ: (أربعُ خصالٍ ترفَعُ العبدَ: العلمُ، والأدبُ، والعِفَّةُ، والأمانةُ) .
- ولمَّا حضرَت عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ الوفاةُ دعا ابنَه محمَّدًا فقال له: (يا بُنيَّ، أرى داعيَ الموتِ لا يُقلِعُ، ومن مضى منَّا لا يرجِعُ، ومن بقيَ فإليه ينزِعُ، وليس أحدٌ عليه بممتَنعٍ، وإني أوصيك يا بُنيَّ بوصيَّةٍ فاحفَظْها: عليك بتقوى اللهِ العظيمِ... وليَكُنْ إخوانُك وأهلُ بطانتِك أُولي الدِّينِ والعفافِ، والمروءاتِ والأخلاقِ الجميلةِ؛ فإني رأيتُ إخوانَ المرءِ يَدَه التي يبطِشُ بها، ولسانَه الذي يصولُ به، وجناحَه الذي ينهضُ به؛ فاصحَبْ هؤلاء تجِدْهم إخوانًا، وعلى الخيرِ أعوانًا) .
- أوصى عبدُ الملكِ بنُ صالحٍ ابنًا له، فقال: (أي بُنيَّ، احلُمْ؛ فإنَّ مَن حَلُم ساد، ومن تفهَّم ازدادَ... وحُسنُ التَّدبيرِ مع الكفافِ خيرٌ من الكثيرِ مع الإسرافِ... واليأسُ خيرٌ من الطَّلَبِ إلى النَّاسِ. والعِفَّةُ مع الحِرفةِ خيرٌ من الغنى مع الفُجورِ. ارفُقْ في الطَّلَبِ، وأجمِلْ في المكسَبِ؛ فإنَّه رُبَّ طلبٍ قد جرَّ إلى حربٍ) .
- اجتمَع عامرُ بنُ الظَّرِبِ العُدوانيُّ وحُمَمةُ بنُ رافعٍ الدَّوسيُّ عندَ مَلِكٍ من ملوكِ حِميَرٍ، فقال: تساءلا حتى أسمعَ ما تقولان، قال: قال عامِرٌ لحُمَمةَ: ... مَن أنعَمُ النَّاسِ عَيشًا؟ قال: من تحلَّى بالعَفافِ، ورضِيَ بالكَفافِ، وتجاوَز ما يخافُ إلى ما لا يخافُ .
- وقال الأحنفُ بنُ قيسٍ: (لا يتِمُّ أمرُ السُّلطانِ إلَّا بالوُزراءِ والأعوانِ، ولا ينفعُ الوُزراءُ والأعوانُ إلَّا بالمودَّةِ والنَّصيحةِ، ولا تنفَعُ المودَّةُ والنَّصيحةُ إلَّا بالرَّأيِ والعِفَّةِ) .
- وقال الشَّافعيُّ: (الفضائلُ أربعٌ: إحداها: الحِكمةُ، وقِوامُها الفِكرةُ. والثَّانيةُ: العِفَّةُ، وقِوامُها الشَّهوةُ.
والثَّالثةُ: القُوَّةُ، وقِوامُها الغضَبُ. والرَّابعةُ: العَدلُ، وقِوامُه في اعتدالِ قوى النَّفسِ) .
- وقال ابنُ حِبَّانَ: (أعظمُ المصائبِ: سوءُ الخلُقِ، والمسألةُ من النَّاسِ، والهمُّ بالسُّؤالِ نِصفُ الهَرَمِ، فكيف المباشَرةُ بالسُّؤالِ، ومن عزَّت عليه نفسُه صَغُرت الدُّنيا في عينيه، ولا يَنبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يَعِفَّ عمَّا في أيدي النَّاسِ، ويتجاوَزَ عمَّا يكونُ منهم، والسُّؤالُ من الإخوانِ مِلالٌ، ومن غيرِهم ضِدُّ النَّوالِ) .
- وقال ابنُ الجوزيِّ: (لقد غفَل طلَّابُ الدُّنيا عن اللَّذَّةِ فيها، وما اللَّذَّةُ فيها إلَّا شرفُ العِلمِ، وزَهرةُ العِفَّةِ، وأنَفةُ الحَميَّةِ، وعِزُّ القناعةِ، وحلاوةُ الإفضالِ على الخَلقِ) .
- وقال محمَّدٌ الغزاليُّ: (الحقُّ أنَّ كِفلًا ضخمًا مِن تصدُّعِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ يرجِعُ إلى ضياعِ العِفَّةِ وشُيوعِ الملَذَّاتِ، وقد حذَّر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّتَه من هذا الانحلالِ النَّفسيِّ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/150).
  2. (2) رواه مالك (2/981)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (2/86)، والبيهقي (16203). صحَّح إسناده على شرطهما شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح مشكل الآثار)) (2/86).
  3. (3) ((الآداب الشرعية)) لابن مُفلِح (2/215).
  4. (4) ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/150).
  5. (5) رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (3079).
  6. (6) فَهِمًا: من صِيَغِ المبالغةِ، ويجوزُ تسكينُ الهاءِ أيضًا. يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (13/149).
  7. (7) صليبًا: من الصَّلابةِ بوَزنِ عظيمٍ، أي: قويًّا شديدًا يَقِفُ عِندَ الحَقِّ ولا يميلُ مع الهوى، ويستخلِصُ حقَّ المحِقِّ من المبطِلِ ولا يتهاوَنُ فيه ولا يُحاميه. يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (13/149)، ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (24/ 242).
  8. (8) رواه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم قبل حديث (7163) واللفظ له، ورواه موصولًا ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6709)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (57/370).
  9. (9) يُنظَر: ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص: 28)، ((الترغيب والترهيب)) لقوام السنة (3/ 228) (2410).
  10. (10) ((منتهى السؤل)) لعبد الله عبادي اللحجي (3/293).
  11. (11) أخرجه ابن المرزبان في ((المروءة)) (21)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (10/ 329). ويُنظَر: ((إصلاح المال)) لابن أبي الدنيا (239)، ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (3/ 187) و (7/ 331) و (8/ 36).
  12. (12) ((روضة العقلاء)) (ص: 231).
  13. (13) ((طبقات الصوفية)) لأبي عبد الرحمن السلمي (ص: 55)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 120).
  14. (14) ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص: 22-27).
  15. (15) ((البيان والتبيين)) للجاحظ (3/ 306، 307).
  16. (16) ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/ 276، 277).
  17. (17) ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (24/ 347)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (4/ 95).
  18. (18) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (4/425).
  19. (19) ((روضة العقلاء)) (ص: 146).
  20. (20) ((صيد الخاطر)) (ص: 279).
  21. (21) ((خلق المسلم)) (ص: 151).