تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
1- قال أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه لخالدِ بنِ الوليدِ: (احرِصْ على الموتِ تُوهَبْ لك الحياةُ) . 2- وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (الجُبنُ والشَّجاعةُ غرائزُ في النَّاسِ، تلقى الرَّجُلَ يقاتِلُ عمَّن لا يَعرِفُ، وتلقى الرَّجُلَ يَفِرُّ عن أبيه!) . 3- وخطَب عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ رَضِيَ اللهُ عنه النَّاسَ لَمَّا بلغه قَتلُ أخيه مُصعَبٍ، فقال: (إنْ يُقتَلْ فقد قُتِل أبوه وأخوه وعَمُّه، إنَّا واللهِ لا نموتُ حَتفًا ، ولكِنْ نموتُ قَعْصًا بأطرافِ الرِّماحِ، وموتًا تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ، وإن يُقتَلْ مُصعَبٌ فإنَّ في آلِ الزُّبيرِ خَلَفًا منهـ) . 4- وكتب زيادٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ: أنْ صِفْ لي الشَّجاعةَ والجُبْنَ والجُودَ والبُخلَ، فكَتَب إليه: كتَبتَ تسألُني عن طبائِعَ رُكِّبَت في الإنسانِ تركيبَ الجوارحِ، اعلَمْ أنَّ الشُّجاعَ يقاتِلُ عمَّن لا يَعرِفُه، والجبانَ يَفِرُّ عن عِرسِه، وأنَّ الجوادَ يعطي من لا يلزَمُه، وأنَّ البخيلَ يمسِكُ عن نفسِهـ) . 5- وقال أبو حامدٍ الغَزاليُّ: (الفضائِلُ وإن كانت كثيرةً فتجمَعُها أربعةٌ تشمَلُ شُعَبَها وأنواعَها، وهي الحكمةُ، والشَّجاعةُ، والعِفَّةُ، والعدالةُ؛ فالحِكمةُ فضيلةُ القُوَّةِ العقليَّةِ، والشَّجاعةُ فضيلةُ القُوَّةِ الغَضَبيَّةِ، والعِفَّةُ فضيلةُ القُوَّةِ الشَّهوانيَّةِ، والعدالةُ عبارةٌ عن وقوعِ هذه القوى على التَّرتيبِ الواجِبِ فيها، فبها تَتِمُّ جميعُ الأمورِ...، وأمَّا الشَّجاعةُ فهي فضيلةٌ للقُوَّةِ الغَضَبيَّةِ؛ لكونِها قويَّةً، ومع قوَّةِ الحَميَّةِ منقادةٌ للعَقلِ المتأدِّبِ بالشَّرعِ في إقدامِها وإحجامِها، وهي وَسَطٌ بَيْنَ رذيلتَيها المُطيفتينِ بها، وهما التَّهوُّرُ والجُبنُ) . - وقال ابنُ تَيميَّةَ: (ولمَّا كان صلاحُ بني آدَمَ لا يَتِمُّ في دينِهم ودنياهم إلَّا بالشَّجاعةِ والكَرَمِ، بَيَّنَ اللهُ سُبحانَه أنَّه من تولَّى عنه بتركِ الجِهادِ بنفسِه أبدَلَ اللهُ به من يقومُ بذلك، ومن تولَّى عنه بإنفاقِ مالِه أبدَل اللهُ به من يقومُ بذلك) . - وقال ابنُ القَيِّمِ: (الجُبنُ والشَّجاعةُ غرائزُ وأخلاقٌ؛ فالجبانُ يَفِرُّ عن عِرسِه، والشُّجاعُ يقاتِلُ عمَّن لا يعرِفُه، كما قال الشَّاعِرُ: يَفِرُّ جبانُ القومِ مِن أمِّ نَفسِه ويحمي شُجاعُ القومِ مَن لا يُناسِبُه والشُّجاعُ ضِدُّ البخيلِ؛ لأنَّ البخيلَ يَضَنُّ بمالِه، والشُّجاعُ يجوُد بنفسِه، كما قال القائلُ: كم بَيْنَ قومٍ إنَّما نفقاتُهم مالٌ وقومٌ يُنفِقون نُفوسًا) - وقال ابنُ القَيِّم أيضًا: (الشَّجاعةُ جُنَّةٌ للرَّجُلِ من المكارِهِ، والجُبنُ إعانةٌ منه لعَدُوِّه على نفسِه، فهو جندٌ وسلاحٌ يعطيه عدوَّه ليحاربَه به، وقد قالت العرَبُ: الشَّجاعةُ وقايةٌ، والجبنُ مَقتَلةٌ، وقد أكذب اللهُ سُبحانَه أطماعَ الجُبناءِ في ظنِّهم أنَّ جُبنهَم يُنجيهم من القَتلِ والموتِ، فقال اللهُ تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا[الأحزاب: 16] ) . - وقال الذَّهبيُّ: (الشَّجاعةُ والسَّخاءُ أخوانِ، فمن لم يَجُدْ بمالِه فلن يجودَ بنَفسِهـ) .