موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ الحِكَمِ والأمثالِ


- قيل: (لا تَضعوا الحِكمةَ في غيرِ أهلِها فتَظلِموها، ولا تمنَعوا أهلَها فتَظلِموهم) .
- وكان عَرَبُ اليَمَنِ تكتُبُ الحِكمةَ في الحجارةِ طَلَبًا لبقائِها .
- الحِكمةُ مشاعةٌ بَيْنَ الخلقِ، لا تُنسَبُ إلى جيلٍ، ولا تقِفُ على قبيلٍ، وإنما حظوظُ الخَلقِ فيها على قَدْرِ مَشارِبِهم منها .
- قيل: (أرسِلْ حكيمًا ولا توصِهـ). أي: هو مستغنٍ بحِكمتِه عن الوصيَّةِ؛ لأنَّه يَعرِفُ ما فيه صلاحُك فيتوصَّلُ إليه، فعَقلُه وأدَبُه يُغنيك عن وصايتِه بعد أن يعرِفَ الحاجةَ .
قال الزُّبَيرُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ:
إذا كنتَ في حاجةٍ مُرِسَلًا
فأرسِلْ حكيمًا ولا تُوصِهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليك التَوى
فشاوِرْ لبيبًا ولا تَعْصِهِ
ولا تنطِقِ الدَّهرَ في مجلِسٍ
حديثًا إذا أنت لم تُحصِهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ
فإنَّ الوثيقةَ في نَصِّهِ
وذو الحَقِّ لا تنتَقِصْ حَقَّه
فإنَّ القطيعةَ في نَقصِهِ
- وقيل: (أرسِلْ حكيمًا وأوصِهـ). أي: إنَّه مفتَقِرٌ إلى معرفةِ غَرَضِك وإن كان حكيمًا، فإذا أرسَلْتَه ولم توصِه ولم تُعَرِّفْه ما في نفسِك وما تحتاجُ إليه من حوائجِك وكلَّفْتَه أن يُبلِّغَ مرادَك فيها، فقد سُمْتَه عِلمَ الغيبِ .
قال بعضُهم:
إذا أرسَلْتَ في أمرٍ رَسولَا
فأفهِمْه وأرسِلْه حكيمَا
وقالت الحُكَماءُ: (الرَّسولُ دليلٌ على عقلِ مُرسِلِهـ) .
- لو أنَّك صَعصَعةُ بنُ صوحانَ لَما زِدْتَ.
يقال لمدَّعي الحِكمةِ .
- إنَّه لألمعيٌّ .
ومِثلُه لَوذَعيٌّ. يُضرَبُ للرَّجُلِ المصيبِ بظُنونِه، قال أوسُ بنُ حَجَرٍ:
الألمعيُّ الذي يظُنُّ بك الـــــ
ظنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا
وأصلُه مِن لَمَع: إذا أضاء، كأنَّه لمع له ما أظلَمَ على غيرِه .
- إنِّي إذا حكَكْتُ قَرْحةً أَدمَيْتُها.
ويقال: نكَأْتُها، يعني: أنَّه قد كان يظُنُّ هذا الأمرَ واقعًا، فكان كما ظَنَّ، وهذا من الحِكمةِ والعقلِ .
- إنَّه لشَرَّابٌ بأنقُعٍ.
أي: أنَّه معاوِدٌ للخيرِ والشَّرِّ، ويُضرَبُ في الرَّجُلِ المجرِّبِ الذي قد جرَّسَتْه الأمورُ وأحكَمَتْه، وأكسَبَتْه الحِكمةَ .
والشَّرَّابُ: الشَّارِبُ بكثرةٍ، والأنقُعُ: جمعُ نَقْعٍ، بفتحٍ فسُكونٍ، وهو يُطلَقُ على الغبارِ، ويُطلَقُ على محبِسِ الماءِ المُستنقَعِ، وعلى الأرضِ الحُرَّةِ الطِّينِ يُستنقَعُ فيها الماءُ، قيل: وأصلُه في الدَّليلِ، وهو أنَّه إذا كان بصيرًا بالفَلَواتِ حَذَف في الطَّريقِ وعَلِم أين يَسلُكُ إلى الأنقُعِ حتى يَرِدَها. والأنقُعُ هنا: المياهُ المُستنقَعةُ أو محالُّها بحَسَبِ ما فيها من الماءِ. فصار مثَلًا لكُلِّ بصيرٍ بالأمورِ يَصِلُ منها إلى مُرادِه.
وقيل: أصلُه أنَّ الطَّائِرَ إذا كان حَذِرًا مُنكَرًا لم يَرِدِ المياهَ التي يَرِدُها النَّاسُ مخافةَ الأشراكِ التي تُنصَبُ بحضرتِها، وإنَّما يَرِدُ الأنقاعَ التي في الفَلَواتِ، أي: المياهَ المُستنقَعةَ .
- أحكَمُ من لقمانَ
- أحكَمُ من الزَّرقاءِ .
- قال بعضُهم: (من اتَّخَذ الحِكمةَ لجامًا، اتخَذَه النَّاسُ إمامًا) .



انظر أيضا:

  1. (1) ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 260).
  2. (2) ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/252).
  3. (3) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (2/163).
  4. (4) يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 252)، ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 37)، ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 303)، ((المستقصى)) للزمخشري (1/ 140).
  5. (5) ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (1/ 98).
  6. (6) يُنظَر: ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (1/ 98)، ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 37)، ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 303)، ((المستقصى)) للزمخشري (1/ 140).
  7. (7) ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (1/ 99).
  8. (8)  يُنظَر: ((الأمثال المولدة)) لأبي بكر الخوارزمي (ص: 166).
  9. (9)  يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 104).
  10. (10)  يُنظَر: ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 33).
  11. (11)  يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 104).
  12. (12)  يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 105).
  13. (13) يُنظَر: ((زهر الأكم في الأمثال والحكم)) لليوسي (1/ 122).
  14. (14)  يُنظَر: ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (1/ 405).
  15. (15)  يُنظَر: ((جمهرة الأمثال)) للعسكري (1/ 405).
  16. (16) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (1/ 8).