موسوعة الأخلاق والسلوك

 أ- من القُرآنِ الكريمِ


وردت عِدَّةُ آياتٍ في الحَثِّ على حُسْنِ السَّمْتِ؛ منها:
1- قال تعالى: سِيمَاهْم فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 29] ، رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: (السَّمْتُ الحَسَنُ) .
 قال ابنُ جريرٍ بعد أنْ ذكَرَ الأقوالَ في معنى الآيةِ: (وأَولى الأقوالِ في ذلك بالصَّوابِ أن يقالَ: إنَّ اللهَ تعالى ذِكْرُه أخبَرَنا أنَّ سِيما هؤلاء القومِ الذين وَصَف صِفتَهم في وجوهِهم من أثرِ السُّجودِ، ولم يخُصَّ ذلك على وَقتٍ دونَ وَقتٍ، وإذ كان ذلك كذلك، فذلك على كُلِّ الأوقاتِ، فكان سيماهم الذي كانوا يُعرَفون به في الدُّنيا أثَرَ الإسلامِ، وذلك خشوعُه وهَديُه وزُهدُه وسَمتُه، وآثارُ أداءِ فرائِضِه وتطوُّعِه، وفي الآخِرةِ ما أخبر أنَّهم يُعرَفون به، وذلك الغُرَّةُ في الوَجهِ، والتَّحجيلُ في الأيدي والأرجُلِ من أثَرِ الوُضوءِ، وبياضُ الوُجوهِ من أثَرِ السُّجودِ) .
2- قال تعالى: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ [الأعراف: 26] ، رُوِيَ عن عُثمانَ بنِ عَفَّانَ وابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قالا: (لباسُ التَّقوى: السَّمْتُ الحَسَنُ) . قال الطَّبَريُّ بعد أن ذَكَر الأقوالَ في معنى الآيةِ: (وأَولى الأقوالِ بالصِّحَّةِ في تأويلِ قَولِه: وَلِبَاسُ التَّقْوَى استشعارُ النُّفوسِ تقوى اللهِ في الانتهاءِ عمَّا نهى اللهُ عنه من معاصيه، والعَمَلِ بما أمر به من طاعتِه، وذلك يجمَعُ الإيمانَ والعَمَلَ الصَّالحَ، والحياءَ وخَشيةَ اللهِ، والسَّمْتَ الحسَنَ؛ لأنَّ مَن اتقى اللهَ كان به مُؤمِنًا، وبما أمره به عامِلًا، ومنه خائفًا، وله مراقِبًا، ومِن أن يُرى عِندَ ما يكرَهُه مِن عبادِه مُستحييًا. ومَن كان كذلك ظهَرَت آثارُ الخيرِ فيه؛ فحَسُنَ سَمتُه وهَدْيُه، ورُئِيَت عليه بهجةُ الإيمانِ ونورُهـ) .
3- وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفَرْقان: 74] .
من صفاتِ عبادِ الرَّحمنِ أنَّهم يدعون رَبَّهم، يسألونَه أن يكونوا على أكمَلِ حالٍ في العِلمِ والعَمَلِ والاستقامةِ، يقتدي بهم فيها المتَّقون؛ فمن الدِّينِ الاقتداءُ بأهلِ العِلمِ والعمَلِ والاستقامةِ في الهَدْيِ والسَّمْتِ .

انظر أيضا:

  1. (1) ((جامع البيان)) للطبري (21/ 323)، ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (5/ 376).
  2. (2) ((جامع البيان)) للطبري (21/ 326).
  3. (3) ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (10/ 126)، ((تفسير القرآن العظيم)) لابن أبي حاتم (5/ 1458) رقم (8342).
  4. (4) ((جامع البيان)) للطبري (10/ 130).
  5. (5) ((مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)) لابن باديس (ص: 237، 238) بتصرُّفٍ.