موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: حُسنُ الخُلُقِ


يَنبَغي أن يَكونَ الرَّئيسُ حَسَنَ الخُلُقِ مَعَ مرؤوسيه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أكمَلُ المُؤمِنينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا، وخيرُكُم خيرُكُم لنِسائِهم)) [32] أخرجه أبو داود (4682) مختصرًا، والترمذي (1162) واللفظ له، وأحمد (7402) باختلاف يسير صحَّحه ابن حبان في ((صحيحهـ)) (4176)، والحاكم على شرط مسلم في ((المستدرك)) (2)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (7402)، وقال الترمذي، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1162): حسن صحيح .
2- عن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((لم يكُنْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاحِشًا ولا مُتَفحِّشًا، وإنَّه كان يَقولُ: إنَّ خيارَكُم أحاسِنُكُم أخلاقًا)) [33] أخرجه البخاري (6035) واللفظ له، ومسلم (2321). .
3- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقَلُ مِن حُسنِ الخُلُقِ، وإنَّ صاحِبَ حُسنِ الخُلُقِ ليَبلُغُ به دَرَجةَ صاحِبِ الصَّومِ والصَّلاةِ)) [34] أخرجه أبو داود (4799)، والترمذي (2003) واللفظ له، وأحمد (27496). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحهـ)) (481)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2003)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1041)، وصحَّح إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (27496). .
وفي رِوايةٍ: ((إنَّ أثقَلَ ما وُضِعَ في ميزانِ المُؤمِنِ يَومَ القيامةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وإنَّ اللَّهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البَذيءَ)) [35] أخرجها من طرق أبو داود (4799)، وأحمد (27555) مختصرًا، والترمذي (2002) واللفظ له. صححها ابن حبان في ((صحيحهـ)) (481)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2002)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1041)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (27555)، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. .
4- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كُنتَ، وأتبِعِ السِّيِّئةَ الحَسَنةَ تَمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)) [36] أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21354) حسنه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2655)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (21354) وذهب إلى تصحيحه الحاكم في ((المستدرك)) (179) وقال: على شرط الشيخين، وابنُ العربي في ((عارضة الأحوذي)) (4/349)، وحَسَّنه ابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (131) .
5- عن أُسامةَ بنِ شَريكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((شَهِدتُ الأعرابَ يسألون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أعلينا حَرَجٌ في كذا؟ أعلينا حَرَجٌ في كذا؟ فقال لهم: عبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحَرَجَ، إلَّا من اقتَرَض مِن عِرضِ أخيه شيئًا، فذاك الذي حَرِجَ. فقالوا يا رَسولَ اللهِ: هل علينا جُناحٌ أن لا نَتَداوى؟ قال: تَداوَوا عِبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللَّهَ سُبحانَه لم يَضَعْ داءً إلَّا وضَع مَعَه شِفاءً، إلَّا الهَرَمَ [37] الهرم: هو الزيادة في كبر السن المؤدية إلى ضعف الأعضاء. ينظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (9/ 210). . قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما خيرُ ما أُعطيَ العَبدُ؟ قال: خُلُقٌ حَسَنٌ)) [38] أخرجه من طرق أبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436) واللفظ له. صححه ابن حبان في ((صحيحهـ)) (6064)، والحاكم في ((المستدرك)) (421)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (5/281)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (95)، وقال الترمذي: حسن صحيح وقَولُه: ((فإنَّ اللَّهَ سُبحانَه لم يَضَعْ داءً إلَّا وضَع مَعَه شِفاءً)) أخرجه البخاري (5678) مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، ولفظُه: ((ما أنزَل اللهُ داءً إلَّا أنزَل له شِفاءً)). .
وفي رِوايةٍ عن أسامةَ بنِ شَريكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((خَرَجتُ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجًّا، فكان النَّاسُ يَأتونَه، فمَن قال: يا رَسولَ اللهِ، سَعيتُ قَبل أن أطوفَ، أو قَدَّمتُ شيئًا أو أخَّرتُ شيئًا، فكان يَقولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ، إلَّا على رَجُلٍ اقتَرَضَ عِرضَ رَجُلٍ مُسلمٍ وهو ظالمٌ، فذلك الذي حَرِجَ وهَلَك)) [39] أخرجها أبو داود (2015) واللفظ له، وابن خزيمة (2774)، والطبراني (1/182) (474). صحَّحها ابن خزيمة، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2015)، وصحَّح إسنادها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (2015) .
وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اقتَرَضَ عِرضَ رَجُلٍ مُسلمٍ)) أي: نال مِنه، وعابَه، وقَطعَه بالغِيبةِ [40] يُنظر: ((شرح السنة)) للبغوي (12/ 139). وقال ابنُ الأثيرِ: (الاقتِراضُ: افتِعالٌ مِنَ القَرضِ، وهو القَطعُ، كأنَّه يَقطَعُ بالمِقراضِ، والمُرادُ به: الغِيبةُ). ((جامع الأصول)) (3/ 304). .
وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((فذلك الذي حَرِجَ)): أي: وقَعَ مِنه حَرَجٌ ((وهلك)) أي: بالإثمِ [41] يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (5/ 1834). .

انظر أيضا: