موسوعة التفسير

سورةُ التَّوبةِ
الآيتان (7 - 8)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ

غريب الكلمات:

يَرْقُبُوا: أي: يَحفَظُوا ويُراعُوا، وأصلُ (رقب): يدلُّ على انتصابٍ لِمُراعاةِ شَيءٍ .
إِلًّا: الإلُّ: الحِلْفُ والقَرابةُ والعهد والعقد، ويأتي أيضًا بمعنى الله، وأصلُ (ألل) هنا يدلُّ على السَّبَبِ يُحافَظُ عليه .
ذِمَّةً: الذِّمَّةُ: العَهدُ والمِيثاقُ، وما يجِبُ أن يُحفَظَ ويُحمى، وأصلُ (ذمم): خلافُ الحَمدِ، وسُمِّي العَهْدُ ذِمامًا؛ لأنَّ الإنسانَ يُذَمُّ على إضاعتِه منه .

المعنى الإجمالي:

يقول الله تعالى: كيف يكونُ للمُشرِكينَ عهدُ أمانٍ عندَ اللهِ وعندَ رَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم؟ هذا أمرٌ مُستبعَدٌ، إلَّا الذينَ عاهَدْتُم- أيُّها المُؤمِنونَ- عند المسجِدِ الحرامِ يومَ الحُدَيبيَة، فما دامُوا مُستقيمينَ لكم على ما تعاهَدْتُم عليه، فاستَقِيموا لهم كذلك، إلى انتهاءِ مُدَّةِ العَهدِ، ولا تَبدَؤُوهم بنَقضِه؛ إنَّ اللهَ يُحِبُّ المتَّقينَ.
كيف يكونُ للمُشرِكينَ عَهدُ أمانٍ، وهم إن يغلِبُوكم- أيُّها المُؤمِنونَ- لا يَرحَموكم، ولا يُراعُوا فيكم الله ولا قَرابةً ولا عَهدًا؟ يقولونَ لكم بألسِنَتِهم كلامًا طيِّبًا يُرضِيكم، ولكِنَّ قُلوبَهم تَمتنِعُ أن تُوافِقَ ما يتكَلَّمونَ به، وأكثَرُهم فاسِقونَ.

تفسير الآيتين:

كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبلَها:
لَمَّا قال تعالى: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وقال: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وقال: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ فلعلَّ بعضَ قبائِلِ العَرَبِ مِنَ المشركينَ يتعجَّبُ مِن هذه البراءةِ، ويسألُ عن سَبَبِها، وكيف أُنهِيَت العُهودُ، وأُعلِنَتِ الحَربُ؟! فكان المقامُ مقامَ بيانِ سَبَبِ ذلك، والحِكمةِ المُوجِبةِ لِأن يتبَرَّأَ اللهُ ورَسولُه مِن المُشرِكينَ، وأنَّه حُكمٌ واقِعٌ في مَحلِّه، وأنَّ نَبْذَ العُهودِ إلى المُشرِكينَ أمرٌ في غايةِ الإحكامِ والصَّوابِ .
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ.
أي: كيف يكونُ للمُشرِكينَ بِرَبِّهم عهدُ أمانٍ عندَ اللهِ وعندَ رَسولِه مُحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟! هذا أمرٌ مُستبعَدٌ؛ فهؤلاءِ قَومٌ يُضمِرونَ الغَدرَ، والواجِبُ على المؤمِنينَ قَتلُهم أينَما وَجَدُوهم؛ لِكُفرِهم باللهِ ورسولِه، ومُحارَبتِهم أولياءَه .
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
أي: لا ينبغي أن يكونَ للمُشرِكينَ عَهدٌ يأمَنونَ به عَدا الذينَ عاهَدْتُموهم - أيُّها المُؤمِنونَ- يومَ الحُدَيبيَةِ عند المسجِدِ الحرامِ، وهم مُوفُونَ بعَهدِهم، مُستقيمونَ عليه .
فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ.
أي: فما دامَ المُشرِكونَ مُستَقيمينَ لكم- أيُّها المُؤمِنونَ- على ما تعاهَدْتُم عليه، متمسِّكينَ  بما عاقَدْتُموهم عليه، فاستَقِيموا لهم كذلك إلى انتهاءِ مُدَّةِ العَهدِ، وأوْفُوا لهم بعهدِهم، ولا تَبدَؤُوهم بنَقضِه .
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ.
أي: إنَّ اللهَ يُحِبُّ الذين يتَّقونَ اللهَ، فيَمتَثِلونَ أوامِرَه، ويجتَنِبونَ نَواهِيَه، ومن ذلك أنَّهم يُوفُونَ بالعُهودِ، ولا يَغدِرونَ .
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبلَها:
أنَّه لَمَّا أنكَرَ سُبحانَه أن يكونَ للمُشرِكينَ غَيرِ المُستَثنَينَ عَهدٌ؛ بيَّن السَّبَبَ المُوجِبَ للإنكارِ ، فقال تعالى:
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً.
أي: كيفَ يكونُ للمُشرِكينَ عَهدُ أمانٍ، والحالُ أنَّهم إن يغلِبُوكم- أيُّها المُؤمِنونَ- لا يَرحَموكم، ولا يُراعُوا فيكم اللهَ، ولا قَرابةً، ولا عَهدًا ؟!
يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ.
مُناسَبتُها لِما قَبلَها:
لَمَّا ذكَرَ سُبحانَه حالَهم مع المُؤمِنينَ إن ظَهَروا عليهم، ذَكَرَ حالَهم معهم إذا كانوا غيرَ ظاهِرينَ، فقال تعالى :
يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ.
أي: يَقولُ لكم المُشرِكونَ بألسِنَتِهم كلامًا طَيِّبًا يُرضيكم- أيُّها المُؤمِنونَ- لكِنَّ قُلوبَهم تمتَنِعُ أن تُوافِقَ ما يَنطِقونَ به؛ فهي مُنطَوِيةٌ على بُغضِكم وعَداوَتِكم، والامتناعِ عَن محبَّتِكم، والدُّخولِ في دِينِكم .
كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 118-120].
وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ.
أي: وأكثَرُ أولئك القَومِ خارِجونَ عَن طاعةِ اللهِ، ناقِضونَ للعُهودِ، لا ديانةَ لهم، ولا مُروءةَ .

الفوائد التربوية :

الوفاءُ بالعَهدِ مِن أخلاقِ المُتَّقينَ؛ يُرشِدُ إلى ذلك قَولُ الله تعالى: فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قال الله تعالى: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ. في وَصفِهم بالمُشرِكينَ إيماءٌ إلى عِلَّةِ الإنكارِ على دوامِ العَهدِ مَعَهم .
2- دلَّ قولُه تعالى: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً على أنَّ مَن كانت حالُه أنَّه إذا ظهَرَ لم يَرقُبْ ما بيننا وبينه مِن العَهدِ- لم يكُنْ له عَهدٌ؛ لأنَّ مَن جاهَرَنا بالطَّعنِ في ديننا، كان ذلك دليلًا على أنَّه لو ظهر لم يَرقُبِ العَهدَ الذي بيننا وبينه؛ فإنَّه إذا كان مع وُجودِ العَهدِ والذِّلَّةِ يفعلُ هذا، فكيف يكونُ مع العِزَّةِ والقُدرةِ؟! خلافًا لِمَن لم يُظهِر لنا مثلَ هذا الكَلامِ؛ فإنَّه يجوزُ أنْ يَفيَ لنا بالعَهدِ لو ظَهَرَ .
3- قال تعالى: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ. إن قيلَ: إنَّ الموصوفينَ بهذه الصِّفةِ كُفَّارٌ، والكُفرُ أقبَحُ وأخبَثُ مِن الفِسقِ، فكيف يَحسُنُ وَصفُهم بالفِسقِ في مَعرِضِ المبالغةِ في الذَّمِّ، وأيضًا الكُفَّارُ كلُّهم فاسِقونَ، فلا يبقى لِقَولِه: وَأَكْثَرُهُمْ فائدةٌ؟ فالجَوابُ: أنَّ الكافِرَ قد يكونُ عَدلًا في دِينِه، له حفظٌ لمراعاةِ الحالِ الحسنةِ مِن التعفُّفِ عمَّا يثلمُ العِرضَ، فلا ينقُضُ العَهدَ، وقد يكونُ فاسِقًا خبيثَ النَّفسِ في دينِه، لا مروءةَ تردعُه، ولا طباعَ مرضيةٌ تزَعُه، فينقُضُه، فالمرادُ بالفِسقِ هنا نَقضُ العَهدِ، وكان في المُشرِكينَ مَن وَفَى بِعَهدِه؛ فلهذا قال: وَأَكْثَرُهُمْ، أي: إنَّ هَؤلاءِ الكُفَّارَ- الذين مِن عادَتِهم نَقضُ العَهدِ- أكثَرُهم فاسِقونَ في دِينِهم وعند أقوامِهم، وذلك يُوجِبُ المُبالغةَ في الذَّمِّ ، وقيل: التعبيرُ بقولِه: وَأَكْثَرُهُمْ لأنَّ منهم مَن قضَى الله له بالإيمانِ ، وقيل: المرادُ بالأكثريةِ: الكلُّ، فمعنَى وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ: وكلُّهم فاسقونَ .

بلاغة الآيتين:

1- قَولُه تعالى: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
- قولُه تعالى: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ استئنافٌ بيانيٌّ، نَشأ عن قولِه: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ عن قُولِهِ: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وعن قولِه: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ، التي كانتْ تَدرُّجًا في إبطالِ ما بينهم وبين المسلمينَ من عُهودٍ سابقةٍ؛ لأنَّ ذلك يُثيرُ سؤالًا في نُفوسِ السَّامعينَ من المسلِمينَ الذين لم يَطَّلِعوا على دَخيلةِ الأَمْرِ؛ فلعلَّ بعضَ قَبائل العربِ من المشركين يَتعجَّب من هذه البَراءةِ، ويسألُ عن سببِها؛ فكان المقامُ مَقامَ بيانِ سَببِ ذلك، وأنَّه أمران: بُعدُ ما بين العقائدِ، وسَبْقُ الغَدْرِ .
- قولُهُ: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ اسْتِفهامٌ بمَعْنى الإنكارِ، والاسْتِبعادِ لِأنْ يكونَ لهم عَهْدٌ ولا يَنْكُثوه مع ضِغنِ صُدورِهم وعَداوتِها، وتوقُّدِها من الغيظِ، أو لأنْ يَفيَ اللهُ تعالى ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالعَهْدِ، وهم نَكَثوه .
- وفي قولِهِ: كَيْفَ يَكُونُ تَوجيهُ الإنكارِ إلى كيفيَّةِ ثُبوتِ العَهْدِ، وفيه من المُبالَغةِ ما ليس في تَوجيهِهِ إلى ثُبوتِهِ؛ لأنَّ كلَّ موجودٍ يَجِبُ أنْ يكونَ وجودُهُ على حالٍ من الأحوالِ قَطْعًا .
- قَولُ اللهِ تعالى: إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ المقصودُ مِن تَخصيصِهم بالذِّكرِ؛ التَّنويهُ بخَصلةِ وَفائِهم بما عاهَدُوا عليه .
2- قَولُه تعالى: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
- قولُه: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ... كَيْفَ هذه مُؤكِّدةٌ لـكَيْفَ التي في الآيةِ قَبْلها، وفي إعادةِ الاسْتِفهامِ إشعارٌ بأنَّ جُملةَ الحالِ لها مزيدُ تَعلُّقٍ بتوجُّه الإنكارِ على دَوامِ العهدِ للمُشركينَ، حتَّى كأنَّها مُستَقِلَّةٌ بالإنكارِ، لا مجرَّدُ قيدٍ للأَمْرِ الذي تَوجَّه إليه الإنكارُ ابتداءً؛ فهي تَكرارٌ لاسْتِبعادِ ثَباتِهم على العَهْدِ، أو بقاءِ حُكْمه، مع التَّنبيهِ على العِلَّةِ .
- وفي قوله: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ أيضًا استأنَفَ هذا الكلامَ، أي: حالُهم في الظَّاهرِ يُخالِفُ باطِنَهم، وهذا كلُّه تَقريرٌ واسْتِبعادٌ لثَباتِ قلوبِهم على العَهْد .
- ونِسبةُ الإرضاءِ إلى الأفواهِ في قولِهِ: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ؛ للإيذانِ بأنَّ كلامَهم مُجرَّدُ ألفاظٍ يَتفوَّهون بها، مِن غيرِ أنْ يكونَ لها مِصداقٌ في قلوبِهم .