موسوعة التفسير

سورةُ الانشِقاقِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ: سورةَ الانشِقاقِ [1] قال ابنُ عاشورٍ: (سمَّاها المفسِّرونَ وكتَّابُ المصاحفِ «سورةَ الانشِقاقِ» باعتبارِ المعنى). ((تفسير ابن عاشور)) (30/217). .
وسُمِّيَت أيضًا سورةَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [2] وَجهُ التَّسميةِ: افتِتاحُها بقَولِه تعالى: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/508)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/217). :
فعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن سَرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رَأْيُ عَينٍ فلْيَقرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)) [3] أخرجه الترمذيُّ (3333)، وأحمدُ (4806). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3333)، وجوَّده ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (8/564)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (8/96)، وحسَّن إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريج ((مسند أحمد)) (8/424). .
وعن أبي رافِعٍ، قال: ((صَلَّيتُ مع أبي هُرَيرةَ العَتَمةَ، فقَرَأَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ فسجَدَ، فقُلتُ له [4] وفي روايةِ مسلم: ((فقُلتُ: تَسجُدُ فيها؟ فقالَ: نَعَمْ)). . قال: سجَدْتُ خَلْفَ أبي القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلا أزالُ أسجُدُ فيها حتَّى ألقاه)) [5] أخرجه البخاريُّ (766) واللَّفظُ له، ومسلمٌ (578). .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((سَجَدْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)) [6] أخرجه مسلم (578) (108). .

فضائل السورة وخصائصها:

1- مَن قَرَأها فكأنَّه يَنظُرُ إلى يومِ القيامةِ رأيَ العَينِ:
كما في حديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما المتقدِّمِ.
2- فيها مَوضِعُ سَجْدةٍ:
لِما تقدَّمَ في حديثِ أبي هُرَيرةَ، وذلك عندَ قوله تعالى: فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ [7] وهذا مذهبُ الجمهورِ مِن الحنفيَّةِ والشَّافعيَّةِ والحنابلةِ، وهو روايةٌ عن مالكٍ، واختاره ابنُ حزم. يُنظر: ((حاشية ابن عابدين)) (2/104)، ((المجموع)) للنووي (4/59)، ((الإقناع)) للحَجَّاوي (1/155)، (شرح مختصر خليل)) للخرَشي (1/350)، ((المحلى)) لابن حزم (3/ 322). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ الانشِقاقِ مَكِّيَّةٌ، نقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحِدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [8] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: الماوَرْديُّ، وابنُ عطيَّةَ، وابنُ الجَوزيِّ، والقُرطبيُّ، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (6/233)، ((تفسير ابن عطية)) (5/427)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/419)، ((تفسير القرطبي)) (19/269)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/171). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ السُّورةِ:
وصفُ يومِ القيامةِ، وأحوالِ النَّاسِ فيه [9] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/217)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (15/331). ويُنظر أيضًا: ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/171). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- ذِكرُ أهوالِ يومِ القيامةِ.
2- الحديثُ عن أحوالِ السُّعَداءِ والأشقياءِ يومَ القيامةِ.
3- تحذيرُ الكافِرينَ مِن سُوءِ عاقِبةِ إصرارِهم على كُفْرِهم وفُسوقِهم.