موسوعة التفسير

سُورة الأنفالِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

 سُمِّيَت هذه السُّورةُ بِسُورةِ الأنفالِ [1] سُمِّيَت بذلك لِذكْرِ لَفظِ الأنفالِ في أوَّلِها، ولم يُذكَر في سورةٍ غَيرِها، ولأنَّها بَيَّنَت حُكمَ الأنفالِ، وهي الغنائِمُ. يُنظَر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/222)، ((تفسير القاسمي)) (5/251)، ((تفسير ابن عاشور)) (9/245). .
فعن سعيدِ بنِ جبيرٍ، قال: (قلتُ لابن عباس: سورةُ الأنفالِ، قال : نزلتْ في بدرٍ) [2] أخرجه البخاري (4645)، ومسلم (3031). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ الأنفالِ مَدَنيَّةٌ [3] يُنظَر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 153)، ((تفسير الثعالبي)) (4/324)، ((تفسير البيضاوي)) (3/49). وقيل: سورةُ الأنفالِ مَدَنيَّةٌ إلَّا سبْعَ آياتٍ، مِن قَولِه: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى آخِرِ سَبعِ آياتٍ؛ فإنَّها نزلت بمكَّةَ. وقيل: غير آيةٍ، وهي قَولُه: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا. وقيل: مَدنيَّةٌ غيرَ قَولِه تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فإنَّها نزَلَت بالبيداءِ في غَزوةِ بَدرٍ قبل القِتالِ. يُنظر: ((تفسير البغوي)) (3/323)، ((تفسير الزمخشري)) (2/193)، ((تفسير ابن عطية)) (2/496)، ((تفسير الرازي)) (15/447). بَدْريَّةٌ [4] يُنظَر: ((تفسير القرطبي)) (7/360). ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك [5] ممَّن حكَى الإجماعَ على ذلك ابنُ الجوزيِّ، والفيروزابادي، والبِقاعي. يُنظَر: ((تفسير ابن الجوزي)) (2/186)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/222)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/144). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ سُورةِ الأنفالِ:
بيانُ أسبابِ النصرِ، وبعضِ أحكامِ الجهادِ [6] يُنظَر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/222)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (8/214)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي(2/146)، ((تفسير القاسمي)) (5/251). .

موضوعات السورة:

من أبرَزِ مَوضوعاتِ سُورةِ الأنفالِ:
1- بَيانُ أحكامِ الأنفالِ- وهي الغَنائِمُ- وقِسمَتِها ومصارِفِها، والأمرُ بِتَقوى اللهِ في ذلك وغَيرِه، والأمرُ بطاعةِ اللَّهِ ورَسولِه في أمرِ الغَنائِمِ وغَيرِها، وأمرُ المُسلمينَ بإصلاحِ ذاتِ بَينِهم، وأنَّ ذلك مِن مُقَوِّماتِ معنى الإيمانِ الكامِلِ.
2- وصفُ المؤمنينَ الصادقينَ، وتبشيرُهم بالدرجاتِ الرفيعةِ والمنازلِ العاليةِ.
3- ذِكرُ الخُروجِ إلى غزوةِ بَدرٍ، وكراهيةِ فريقٍ مِن المؤمنينَ لذلك، وما لَقُيه المؤمنون في هذه الغزوةِ مِن نَصرٍ وتأييدٍ مِن الله، ولُطفِه بهم، وامتنانِه عليهم، والأمرِ بالاستعدادِ لِحَربِ الأعداءِ، والأمرِ باجتماعِ الكَلِمةِ، والنَّهيِ عن التَّنازُعِ، والأمرِ بأن يكونَ قَصدُ النُّصرةِ للدِّينِ نُصْبَ أعيُنِهم، ووصْفِ السَّبَبِ الذي أخرَجَ المسلمينَ إلى بدرٍ، ومَواقِعِ الجيشَينِ، وصفاتِ ما جرى مِن القِتالِ.
4- توجيهُ عدةِ نداءاتٍ لِلمُؤمنينَ؛ وإرشادُهم في كلِّ واحدٍ منها إلى ما فيه خَيرُهم وفَلاحُهم.
5- تذكيرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنِعمةِ اللهِ عليه؛ إذ أنجاه مِن مَكرِ المُشركينَ به بمكَّةَ.
6- ذكرُ ما عليه المشركون مِن جهلٍ وعنادٍ.
7- بيان أنَّ مُقامَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمكَّةَ كان أمانًا لأهْلِها، فلمَّا فارَقَهم فقد حَقَّ عليهم عذابُ الدُّنيا؛ بما اقتَرَفوا مِن الصَّدِّ عن المسجِدِ الحَرامِ.
8- دعوةُ المشركينَ للانتهاءِ عَن مُناوأةِ الإسلامِ، وإيذانُهم بالقتالِ، والتَّحذيرُ مِن المُنافِقينَ.
9- تفصيلُ أمرِ الغنائِمِ، وبيانُ ما أُجمِلَ في أوَّلِ السُّورةِ.
10- ذكرُ أحكامِ العَهدِ بين المُسلمين والكُفَّارِ، وما يترتَّبُ على نَقضِهم العهدَ، ومتى يَحسُنُ السَّلْمُ.
11- بيانُ أحكامِ الأسْرَى، وأحكامِ المُسلِمينَ الذين تخلَّفُوا في مكَّةَ بعد الهِجرةِ، ووَلايَتِهم، وما يترتَّبُ على تلك الوَلايةِ.