موسوعة التفسير

سُورةُ النَّبَأِ
الآيات (31-36)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ

غريب الكلمات:

مَفَازًا: مصدرٌ كالفَوزِ، أي: فَوزًا ونَجاةً مِنَ النَّارِ، أو مكانَ فَوزٍ ونَجاةٍ وخَلاصٍ، أو ظفرًا بما يُريدونَ، يُقالُ: فازَ بالأمرِ، إذا ظَفِرَ به. والفوزُ: الظَّفَرُ، وأصلُ (فوز): يدُلُّ على نجاةٍ [235] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 510)، ((تفسير ابن جرير)) (24/37)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 412)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/459)، ((البسيط)) للواحدي (23/136)، ((المفردات)) للراغب (ص: 648)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 445)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (4/219). .
حَدَائِقَ: أي: بَساتينَ، جَمْعُ حَديقةٍ، وهي كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ يُحدِقُ به، وما لم يكُنْ عليه حائطٌ لم يُقَلْ له حديقةٌ، ويُقالُ للقِطعةِ مِنَ النَّخلِ: حَديقةٌ، وقيل: الحديقةُ قِطعةٌ مِن الأرضِ ذاتُ ماءٍ، سُمِّيَتْ تشبيهًا بحَدَقةِ العَينِ في الهَيئةِ وحُصولِ الماءِ فيها، يُقالُ: حَدَقُوا به وأَحْدَقُوا: أحاطوا به، تشبيهًا بإدارةِ الحَدَقةِ، وأصلُ (حدق): هو الشَّيءُ يُحيطُ بشيءٍ [236] يُنظر: ((معاني القرآن)) للفراء (3/238)، ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 326، 510)، ((تفسير ابن جرير)) (24/38، 116)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 195)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/33)، ((المفردات)) للراغب (ص: 223)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/354). .
وَكَوَاعِبَ: أي: جَوَارِيَ نَواهِدَ قد تَكَعَّبَتْ ثُدِيُّهنَّ، والكاعِبُ: الجاريةُ إذا نَهَد ثَدْيُها، أي: ارتَفَع عن الصَّدْرِ، وأصلُ (كعب): يدُلُّ على نُتُوٍّ وارتفاعٍ في الشَّيءِ [237] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/38)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 393)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/186)، ((المفردات)) للراغب (ص: 713)، ((تفسير البغوي)) (8/316). .
أَتْرَابًا: أي: مُتساوِياتٍ في السِّنِّ، والتِّرْبُ: هو الَّذي مَسَّ التُّرابَ مع تِرْبِه في وَقتٍ واحِدٍ، وأصلُ (ترب): يدُلُّ على تَساوي شَيئَينِ [238] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 449)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/346)، ((تفسير البغوي)) (8/316)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 311)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 39). .
دِهَاقًا: أي: مُتْرَعةً مَملوءةً، وقيل: مُتتابِعةً، وأصلُ (دهق): يدُلُّ على امتلاءٍ [239] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 510)، ((تفسير ابن جرير)) (24/39)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 226)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/307)، ((المفردات)) للراغب (ص: 320). قال ابن جرير: (أصْلُه مِن الدَّهْقِ: وهو مُتابَعَةُ الضَّغْطِ على الإنسانِ بشِدَّةٍ وعُنْفٍ، وكذلك الكأْسُ الدِّهاقُ: مُتابَعَتُها على شارِبيها بكَثرةٍ وامْتِلاءٍ). ((تفسير ابن جرير)) (24/39). .
لَغْوًا: أي: باطِلًا مِن القَولِ، وأصلُه يدُلُّ على الشَّيءِ لا يُعتَدُّ به [240] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 85، 274)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 401)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/255)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 224)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 249). .
حِسَابًا: أي: كافِيًا، يقالُ: شيءٌ حِسابٌ، أيْ: كافٍ، وأحْسَبْتُ فُلانًا، إذا أعطَيْتَه ما يُرْضِيه، وأعطيتُه الكِفايةَ حتَّى قال: حَسْبي، وأصلُ (حسب) هنا: الكِفايَةُ [241] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/60)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 340)، ((الغريبين في القرآن والحديث)) للهروي (2/434)، ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (ص: 233)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 435). .

مشكل الإعراب:

1- قَولُه تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا
حَدَائِقَ: بدَلٌ منصوبٌ مِنْ مَفَازًا بَدَلَ اشتِمالٍ، أو بدَلَ بَعضٍ مِن كُلٍّ باعتِبارِ أنَّه بَعضٌ مِن مَكانِ الفَوْزِ، أو بدَلَ كُلٍّ مِنْ كُلٍّ مُبالَغةً، بأَنْ جُعِلَتْ نفْسُ هذه الأشياءِ مَفازًا [242] يُنظر: ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (10/661)، ((تفسير الألوسي)) (15/218)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/44). .
2- قوله تعالى: جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا
جَزَاءً: مَفعولٌ مُطلَقٌ لفِعلٍ محذوفٍ، تقديرُه: جازى المتَّقينَ بمَفازٍ جزاءً. عَطَاءً بَدَلٌ مِن جَزَاءً مَنصوبٌ مِثلَه.
حِسَابًا نَعتٌ لـ عَطَاءً، والمعنى: كافيًا، فهو مصدرٌ مُؤَوَّلٌ بالمُشتَقِّ، مِنْ قَولِهم: أحسَبَني الشَّيءُ، أي: كَفاني [243] يُنظر: ((إعراب القرآن)) للنحاس (5/86)، ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/1268)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (10/663-665)، ((تفسير الألوسي)) (15/218)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/48). .

المعنى الإجمالي:

يقولُ تعالى مبيِّنًا جزاءَ المتَّقينَ يومَ القيامةِ، وما أعدَّ لهم مِن النَّعيمِ: إنَّ للمُتَّقينَ فَوزًا بالجنَّةِ الَّتي يَظفَرونَ فيها بما يُريدونَ، ونَجاةً مِنَ النَّارِ؛ بَساتينَ وأعنابًا، ونِساءً شابَّاتٍ قد استدارَتْ أثداؤُهنَّ، مُتساوِياتٍ في السِّنِّ، وكُؤُوسًا مَملوءةً مِن خَمرِ الجَنَّةِ، مُتتابِعةً على شارِبيها، لا يَسمَعونَ في الجنَّةِ كَلامًا باطِلًا لا فائدةَ فيه، ولا تَكذيبًا؛ جزاءً مِن رَبِّك -يا محمَّدُ- عَطاءً كثيرًا كافيًا.

تفسير الآيات:

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا ذَكَر اللهُ تعالى شيئًا مِن حالِ أهلِ النَّارِ؛ ذَكَر ما لأهلِ الجنَّةِ [244] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (10/389). .
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31).
أي: إنَّ للَّذين اتَّقَوا سَخَطَ اللهِ وعَذابَه بامتِثالِ أمْرِه واجتنابِ نَهْيِه: فَوزًا بالجنَّةِ الَّتي يَظفَرونَ فيها بما يُريدونَ، ونجاةً مِنَ النَّارِ [245] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/37)، ((تفسير القرطبي)) (19/183)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/209)، ((تفسير السعدي)) (ص: 907)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/43، 44)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 34). قيل: مَفَازًا أي: نجاةً مِن النَّارِ ومِن العذابِ الَّذي أُعِدَّ للكافِرين. وممَّن اختار هذا المعنى في الجملةِ: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، والماتُريديُّ، وابنُ أبي زَمَنِين، والبغويُّ، والخازنُ. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/564)، ((تفسير الماتريدي)) (10/397)، ((تفسير ابن أبي زمنين)) (5/85)، ((تفسير البغوي)) (5/202)، ((تفسير الخازن)) (4/388). ومِن المفسِّرينَ مَن قال: نجاةً مِن النَّارِ إلى الجنَّةِ. ومنهم: السمرقنديُّ، والثعلبي، ومكِّي. يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (3/539)، ((تفسير الثعلبي)) (10/118)، ((الهداية إلى بلوغ النهاية)) لمكي (12/8006). وقيل: مَفَازًا أي: مكانَ فَوزٍ ومَوضِعَه. وممَّن اختاره: ابنُ قُتَيْبةَ، والسمعانيُّ، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وجلال الدين المحلي، والشربيني، وابن عاشور. يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 510)، ((تفسير السمعاني)) (6/141)، ((تفسير ابن عطية)) (5/428)، ((تفسير القرطبي)) (19/183)، ((تفسير أبي حيان)) (10/389)، ((تفسير الجلالين)) (ص: 788)، ((تفسير الشربيني)) (4/473)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/43). وقيل: المرادُ: الفوزُ بالجنَّةِ والنَّعيمِ، والظَّفَرُ بالمطلوبِ، والنَّجاةُ مِن النَّارِ. وممَّن اختاره: الواحديُّ، والشوكاني، والقاسمي. يُنظر: ((الوسيط)) للواحدي (4/415)، ((تفسير الشوكاني)) (5/445)، ((تفسير القاسمي)) (9/392). وقال ابن جرير: (إنَّ للمتَّقينَ مَنْجًى مِن النَّارِ إلى الجنَّةِ، ومَخلَصًا منها لهم إليها، وظَفَرًا بما طَلَبوا). ((تفسير ابن جرير)) (24/37). وقال الواحدي: (والمَفازُ: مصدرٌ كالفَوزِ، والمعنى: أنَّ لهم فَوزًا بالجنَّةِ، ونَجاةً مِن النَّارِ، وهو معنى قولِ المفسِّرينَ). ((البسيط)) (23/136). وقال الرازي: (والفوزُ يحتمِلُ أن يكونَ المرادُ منه فوزًا بالمطلوبِ، وأن يكونَ المرادُ منه فوزًا بالنَّجاةِ مِن العذابِ، وأن يكونَ المرادُ مجموعَ الأمْرَينِ، وعندي أنَّ تفسيرَه بالفوزِ بالمطلوبِ أَولى مِن تفسيرِه بالفوزِ بالنَّجاةِ مِن العذابِ، ومِن تفسيرِه بالفوزِ بمجموعِ الأمْرَينِ -أعني: النَّجاةَ مِن الهلاكِ، والوُصولَ إلى المطلوبِ-؛ وذلك لأنَّه تعالى فسَّر المَفازَ بما بعْدَه، وهو قولُه: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا [النبأ: 32] ، فوجَبَ أن يكونَ المرادُ مِن المَفازِ هذا القدرَ). ((تفسير الرازي)) (31/21). وقال ابن كثير: (يقولُ تعالى مخبِرًا عن السُّعداءِ وما أعَدَّ لهم تعالى مِن الكرامةِ والنَّعيمِ المقيمِ، فقال: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا قال ابنُ عبَّاسٍ والضَّحَّاكُ: مُتنزَّهًا. وقال مجاهِدٌ، وقَتادةُ: فازوا، فنَجَوْا مِن النَّارِ. الأظهرُ هاهنا قولُ ابنِ عبَّاسٍ؛ لأنَّه قال بعدَه: حَدَائِقَ وهي البساتينُ مِن النَّخيلِ وغيرِه). ((تفسير ابن كثير)) (8/308). وقال ابن عثيمين: (المَفازُ هو مكانُ الفَوزِ، وزمانُ الفوزِ أيضًا؛ فهم فائزون في أمْكِنَتِهم، وفائزون في أيَّامِهم). ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 35). وقال البِقاعي: (مَفَازًا أي: فَوزًا، ومَوضِعَ فَوزٍ، وزَمانَ فَوزٍ بالرَّاحةِ الدَّائمةِ مِن جميعِ ما مضى ذِكرُه للطَّاغينَ الَّذين هم أضْدادُهم). ((نظم الدرر)) (21/209). .
كما قال الله تبارك وتعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران: 185] .
حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32).
أي: بساتينَ مُحاطةً بالجُدْرانِ أو غَيْرِها، جامعةً لأصنافِ الأشجارِ المثمرةِ، ومِنها الأعنابُ [246] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/38)، ((تفسير القرطبي)) (19/183)، ((تفسير ابن كثير)) (8/308)، ((تفسير السعدي)) (ص: 907)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/44)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 35). .
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا ذَكَر المساكِنَ النَّزِهةَ المُؤْنِقةَ المُعْجِبةَ؛ ذكَرَ ما يُتمَتَّعُ به [247] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/209). .
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33).
أي: ونِساءً شابَّاتٍ قد استدارَت أثداؤُهنَّ وبَرَزَت دونَ أن تتدلَّى للأسفَلِ، وهنَّ مُتساوِياتٌ في السِّنِّ [248] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/38)، ((تفسير القرطبي)) (19/183)، ((حادي الأرواح)) لابن القيم (ص: 228)، ((تفسير ابن كثير)) (8/308)، ((تفسير السعدي)) (ص: 907)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/44)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 35). .
كما قال تعالى: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ [الواقعة: 35 - 38] .
وَكَأْسًا دِهَاقًا (34).
أي: وكُؤُوسًا مَملوءةً مِن خَمرِ الجَنَّةِ، صافيةً، مُتتابِعةً على شارِبيها [249] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/39)، ((معاني القرآن)) للزجاج (5/275)، ((تفسير القرطبي)) (19/183)، ((تفسير ابن كثير)) (8/308)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/210)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/45)، ((تفسير ابن عثيمين- الفاتحة والبقرة)) (المقدمة/34). قال الشوكاني: (المرادُ بالكأْسِ: الإناءُ المعروفُ، ولا يُقالُ له الكأسُ إلَّا إذا كان فيه الشَّرابُ). ((تفسير الشوكاني)) (5/445). قال ابن الجوزي: (قولُه عزَّ وجلَّ: وَكَأْسًا دِهَاقًا فيه ثلاثةُ أقوالٍ: أحدُها: أنَّها المَلْأَى. رواه أبو صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، وبه قال الحسَنُ، وقَتادةُ، وابنُ زَيدٍ. والثَّاني: أنَّها المُتَتابِعةُ. رواه مجاهِدٌ عن ابنِ عبَّاسٍ، وبه قال ابنُ جُبَيرٍ. وعن مجاهِدٍ كالقولَينِ. والثَّالثُ: أنَّها الصَّافيةُ. قاله عِكْرِمةُ). ((تفسير ابن الجوزي)) (4/390). ويُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (8/308). والقولُ الأوَّلُ -أنَّ المرادَ بالدِّهاقِ: المُتْرَعةُ المُمتَلِئةُ- نسَبَه ابنُ عطيَّةَ إلى الجمهورِ، ونسَبَه الرَّازيُّ إلى أكثرِ أهلِ اللُّغةِ. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/428)، ((تفسير الرازي)) (31/22). وقال ابن جرير: (قولُه: وَكَأْسًا دِهَاقًا يقولُ: وكأسًا مَلْأَى مُتَتابِعةً على شارِبيها بكَثرةٍ وامْتِلاءٍ). ((تفسير ابن جرير)) (24/39). قال ابنُ عثيمين بعدَ أن ذكر الأقوالَ الثَّلاثةَ -مملوءةً، مُتَتابِعةً، صافيةً-: (لا مُنافاةَ بيْنَ هذه الأقوالِ، والآيةُ تحتَمِلُها؛ فتُحمَلُ عليها جميعًا، ويكونُ كُلُّ قَولٍ لنَوعٍ مِن المعنى). ((تفسير ابن عثيمين- الفاتحة والبقرة)) (المقدمة/34). .
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35).
أي: لا يَسمَعُ المتَّقونَ في الجنَّةِ لَغَطًا أو كَلامًا باطِلًا لا فائِدةَ فيه، ولا يَكذِبونَ ولا يُكَذِّبُ بَعْضُهم بعضًا في حَديثِهم [250] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/42)، ((تفسير القرطبي)) (19/184)، ((تفسير ابن كثير)) (8/308)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/210)، ((تفسير السعدي)) (ص: 907)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 35). .
جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36).
أي: وهذا الجَزاءُ المذكورُ للمُتَّقينَ هو عَطاءٌ كافٍ وافِرٌ كثيرٌ مِن رَبِّك- يا محمَّدُ [251] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/43، 44)، ((تفسير القرطبي)) (19/184)، ((تفسير ابن كثير)) (8/309)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/47)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 35). قال الماوَرْدي: (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا فيه ثلاثةُ أقاويلَ: أحَدُها: كافيًا. قاله الكَلْبيُّ. الثَّاني: كَثيرًا. قاله قَتادةُ. الثَّالث: حِسابًا لِما عَمِلوا. فالحِسابُ بمعنى العَدِّ). ((تفسير الماوردي)) (6/189). وممَّن ذهب إلى المعنى الأول: الزَّجَّاجُ، والبَغَويُّ، ونسَبَه ابنُ عطيَّةَ إلى جمهورِ المفَسِّرينَ واللُّغويِّينَ. يُنظر: ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/275)، ((تفسير البغوي)) (5/202)، ((تفسير ابن عطية)) (5/428). وممَّن ذهب إلى المعنى الثَّاني: ابنُ قتيبة، والفيروزابادي. يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 510)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (2/460). قال القرطبي: (حِسَابًا أي: كثيرًا، قاله قَتادةُ، يُقالُ: أحسَبْتُ فُلانًا، أي: كَثَّرْتُ له العطاءَ حتَّى قال: حَسْبي). ((تفسير القرطبي)) (19/184). وممَّن جمَع بيْن المعنيَينِ: الواحديُّ، وابنُ كثير. يُنظر: ((الوجيز)) للواحدي (ص: 1167)، ((تفسير ابن كثير)) (8/309). والمعنى الثَّالثُ هو ظاهِرُ اختيارِ ابنِ جرير. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/44). ويُنظر أيضًا: ((تفسير السعدي)) (ص: 907). .
كما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا [المزمل: 20] .

الفوائد التربوية:

في قَولِه تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا إلى قَولِه تعالى: جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ذَكَر اللهُ عزَّ وجَلَّ ما للمُتَّقينَ مِن النَّعيمِ بعدَ قَولِه: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا؛ لأنَّ القرآنَ مَثَانٍ؛ إذا ذُكِرَ فيه العِقابُ ذُكِرَ فيه الثَّوابُ، وإذا ذُكِرَ الثَّوابُ ذُكِرَ العِقابُ، وإذا ذُكِرَ أهلُ الخيرِ ذُكِرَ أهلُ الشَّرِّ، وإذا ذُكِرَ الحقُّ ذُكِرَ الباطِلُ. مَثَانٍ؛ حتَّى يكونَ سَيْرُ الإنسانِ إلى ربِّه بيْن الخَوفِ والرَّجاءِ؛ لأنَّه إنْ غَلَبَ عليه الرَّجاءُ وَقَعَ في الأمْنِ مِن مِكْرِ اللهِ تعالى، وإنْ غَلَبَ عليه الخَوفُ وَقَعَ في القُنوطِ مِن رحمةِ اللهِ تعالى، وكِلاهما مِن كبائرِ الذُّنوبِ، كِلاهما شَرٌّ؛ قال الإمامُ أحمدُ بنُ حَنبَلٍ رحمه اللهُ: (يَنبغي أنْ يكونَ الإنسانُ في عبادتِه لربِّه بيْن الخَوفِ والرَّجاءِ، فأيُّهما غَلَبَ هَلَكَ صاحِبُه)؛ لذلك تَجِدُ القرآنَ الكريمَ يأتي بهذا وبهذا، ولئلَّا تَمَلَّ النُّفوسُ مِن ذِكْرِ حالٍ واحدةٍ والإسهابِ فيها دونَ ما يُقابِلُها، وهكذا؛ مِن أجْلِ أنْ يكونَ الإنسانُ حينَ يَقرأُ القُرآنَ راغبًا راهبًا، وهذا مِن بلاغةِ القُرآنِ الكَريمِ [252] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 34). ويُنظر أيضًا: ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (5/359)، ((الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف)) للمرداوي (6/10). .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قَولُ اللهِ تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا فيه سُؤالٌ: الخَلاصُ مِنَ الهَلاكِ أهَمُّ مِن حُصولِ اللَّذَّةِ، فلِمَ أُهمِلَ الأهمُّ، وذُكِرَ غيرُ الأهَمِّ؟
الجوابُ: لأنَّ الخلاصَ منِ الهَلاكِ لا يَستَلزِمُ الفَوزَ باللَّذَّةِ والخَيرِ، أمَّا الفوزُ باللَّذَّةِ والخَيرِ فيَستلزِمُ الخلاصَ مِنَ الهَلاكِ؛ فكان ذِكرُ هذا أَوْلى [253] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (31/21). .
2- قَولُ اللهِ تعالى: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا عَبَّرَ عن أشجارِ الأعنابِ بثَمَرتِها؛ إعلامًا بأنَّها لا تُوجَدُ إلَّا مُوقَرةً حِمْلًا، وأنَّ ثَمَرتَها هي جُلُّ مَنفَعتِها [254] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/209). .

بلاغة الآيات :

1- قولُه تعالَى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا شُروعٌ في بيانِ مَحاسنِ أحوالِ المُؤمنينَ، إثرَ بيانِ سوءِ أحوالِ الكفَرةِ [255] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/92). .
وجَرَى هذا الانتقالُ على عادةِ القُرآنِ الكريمِ في تَعقيبِ الإنذارِ للمُنذَرينَ بتبشيرِ مَن هم أهلٌ للتَّبشيرِ، فانتقَلَ مِن ترهيبِ الكافِرينَ بما سيُلاقونَه إلى ترغيبِ المتَّقينَ فيما أُعِدَّ لهم في الآخِرةِ مِن كرامةٍ ومِن سلامةٍ ممَّا وقَعَ فيه أهلُ الشِّركِ؛ فالجُملةُ مُتَّصلةٌ بجُملةِ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا [النبأ: 21- 22] ، وهي مُستأنَفةٌ استئنافًا ابتدائيًّا بمُناسَبةِ مُقْتضي الانتقالِ [256] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/43)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/358). .
- وافتِتاحُ الجُملةِ بحرْفِ (إِنَّ)؛ للدَّلالةِ على الاهتمامِ بالخبرِ؛ لئلَّا يشُكَّ فيه أحدٌ [257] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/43). .
- وتَقديمُ خبرِ (إنَّ) لِلْمُتَّقِينَ على اسمِها مَفَازًا؛ للاهتِمامِ به تنويهًا بالمتَّقينَ [258] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/44). .
- وتَنوينُ مَفَازًا للتَّعظيمِ [259] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/43). .
- والمرادُ بالمَفازِ: الجنَّةُ ونعيمُها، وأُوثرَتْ كلمةُ مَفَازًا على كلمةِ (الجنَّةِ)؛ لأنَّ في اشتقاقِه إثارةَ النَّدامةِ في نُفوسِ المخاطَبينَ بقولِه: فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا [النَّبأ: 18]، وبقولِه: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [260] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/44). [النَّبأ: 30].
2- قولُه تعالَى: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا
- قَولُه: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا التَّنكيرُ في قَولِه تعالى: وَأَعْنَابًا يدُلُّ على تعظيمِ حالِ تلك الأعنابِ [261] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (31/21). .
- قَولُه: وَأَعْنَابًا خَصَّ أشجارَ العِنَبِ؛ لطِيبِها وحُسْنِها وشَرَفِها، وما فيها مِن لذَّةِ الذَّوقِ [262] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/209). .
وفيه وَجهٌ آخَرُ: أنَّه خَصَّها؛ لكَثْرتِها في تلك الحَدائِقِ [263] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 907). .
- قولُه: وَكَأْسًا دِهَاقًا أُريدَ بالكأسِ الجِنسُ؛ إذ المعنى: وأَكْؤُسًا، وعُدِلَ عن صِيغةِ الجمْعِ؛ لأنَّ (كأسًا) بالإفرادِ أخَفُّ مِن أَكْؤُسٍ وكُؤوسٍ، ولأنَّ هذا المركَّبَ جرى مَجرى المَثَلِ [264] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/45). .
3- قولُه تعالَى: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا
- قولُه: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا يجوزُ أنْ يكونَ الضَّميرُ المجرورُ عائدًا إلى الكأسِ، فتكونَ (في) للظَّرفيَّةِ المُفيدةِ تَشبيهَ تَناوُلِ النَّدامى (أي: المُجالسينَ على الشَّرابِ) للشَّرابِ مِن الكأسِ بحُلولِهم في الكأسِ، أو تكون (في) للتَّعليلِ، كما في الحديثِ: ((دَخَلَتِ امرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ )) [265] أخرجه البخاريُّ (3318)، ومسلمٌ (2619) مطوَّلًا مِن حديثِ أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه. الحديثَ، أي: مِن أجْلِ هِرَّةٍ، والمعنى: لا يَسمَعونَ لغوًا ولا كِذَّابًا منها أو عندَها، فتكون الجملةُ صفةً ثانيةً لـ (كأسًا). ويجوزُ أنْ يعودَ ضميرُ (فيها) إلى مَفَازًا باعتبارِ تأويلِه بالجنَّةِ؛ لوُقوعِه في مُقابَلةِ جَهَنَّمَ مِن قولِه: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا [النَّبأ: 21]، أو لأنَّه أَبدَلَ حَدَائِقَ مِن مَفَازًا، وهذا المعنى نشَأَ عن أسلوبِ نَظمِ الكلامِ، حيثُ قُدِّمَ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا إلخ، وأُخِّرَ وَكَأْسًا دِهَاقًا، حتَّى إذا جاءَ ضميرُ (فيها) بعدَ ذلك جازَ إرجاعُه إلى الكأسِ وإلى المَفازِ، وهذا مِن بديعِ الإيجازِ مع وَفْرةِ المَعاني، أي: لا يَسمَعونَ في الجنَّةِ الكلامَ السَّافلَ ولا الكذبَ، فلمَّا أحاطَ بأهلِ جهنَّمَ أشَدُّ الأذَى بجميعِ حواسِّهم مِن جرَّاءِ حرقِ النَّارِ، وسَقْيِهم الحميمَ والغَسَّاقَ؛ لِيَنالَ العذابُ بواطنَهم، كما نالَ ظاهرَ أجسادِهم، كذلك نَفى عن أهلِ الجنَّةِ أقلَّ الأذى، وهو أذى سماعِ ما يَكرَهُه النَّاسُ؛ فإنَّ ذلك أقلُّ الأذى [266] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/45، 46). .
- وكُنِّيَ عن انتفاءِ اللَّغوِ والكِذَّابِ عن شارِبي خمْرِ الجنَّةِ بأنَّهم لا يَسمَعونَ اللَّغوَ والكِذَّابَ فيها؛ لأنَّه لو كان فيها لَغوٌ وكذبٌ لَسَمِعوه، وفيه إيماءٌ إلى أنَّ أهلَ الجنَّةِ مُنزَّهةٌ أسماعُهم عن سَقَطِ القولِ وسُفْلِ الكلامِ [267] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/46، 47). .
4- قولُه تعالَى: جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا
- قولُه: جَزَاءً مَفعولٌ مطلَقٌ لفعلٍ مَحذوفٍ، أي: جَزاهم اللهُ بذلك جزاءً، أو جَزَيْنا المتَّقينَ. وقولُه: مِنْ رَبِّكَ نعتٌ لـ جَزَاءً، وعَطَاءً بدَلٌ مِن جَزَاءً، وفي هذا البدلِ سِرٌّ لطيفٌ، وهو الإلْماعُ إلى أنَّ ذلك تَفضُّلٌ وعَطاءٌ وجَزاءٌ مَبنيٌّ على الاستحقاقِ [268] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/47)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/358). .
- و(مِن) في قولِه: مِنْ رَبِّكَ ابتدائيَّةٌ، أي: صادرًا مِن لَدُنِ اللهِ، وذلك تَنويهٌ بكَرَمِ هذا الجزاءِ، وعِظَمِ شَأنِه [269] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/47). .
- والتَّعرُّضُ لعُنوانِ الرُّبوبيَّةِ المُنْبئةِ عن التَّبليغِ إلى الكَمالِ شيئًا فشيئًا، مع الإضافةِ إلى ضَميرِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ مَزيدُ تشريفٍ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [270] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/92). . وأيضًا إضافةُ (ربّ) إلى ضميرِ المخاطَبِ مُرادًا به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ للإيماءِ إلى أنَّ جَزاءَ المتَّقينَ بذلك يَشتمِلُ على إكرامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ إسداءَ هذه النِّعمِ إلى المتَّقينَ كان مِن أجْلِ إيمانِهم به، وعمَلِهم بما هداهُم إليه [271] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/47). .
- وُصِف الجزاءُ بـ عَطَاءً وهو اسمٌ لِما يُعطى، أي: يُتفضَّلُ به بدونِ عِوَضٍ؛ للإشارةِ إلى أنَّ ما جُوزوا به أَوفَرُ ممَّا عَمِلوه، فكان ما ذُكِر للمتَّقينَ مِن المَفازِ وما فيه جَزاءً شكرًا لهم، وعطاءً كرَمًا مِن اللهِ تعالى وكرامةً لهذه الأُمَّةِ؛ إذ جعَلَ ثوابَها أضعافًا [272] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/47). .
- وقولُه: حِسَابًا نعْتٌ لـ عَطَاءً، والمعْنى: كافيًا، فهو مَصدَرٌ أُقِيمَ مُقامَ الوصْفِ، أو باقٍ على مَصدريَّتِه مُبالَغةً [273] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/92)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/358). .
- وتَنوينُ حِسَابًا للتَّكثيرِ [274] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/47). .