موسوعة التفسير

سُورةُ القَمَرِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (القَمَرِ) [1] سُمِّيَت سورةَ القَمَرِ؛ لاشتِمالِها على ذِكرِ انشِقاقِ القَمَرِ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/445). وتُسمَّى أيضًا: سورةَ اقْتَرَبَتِ حِكايةً لأوَّلِ كَلِمةٍ افتُتِحَت بها. وتُسمَّى اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ لحديثِ أبي واقدٍ في ((صحيح مسلم)) (891). يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/615)، ((الإتقان)) للسيوطي (1/194)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/93). .

فضائل السورة وخصائصها:

مِنَ السُّنَّةِ قِراءةُ سُورةِ القَمَرِ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِن صَلاةِ العِيدِ:
عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ: أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ سأل أبا واقِدٍ اللَّيْثيَّ: ((ما كان يَقرَأُ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الأضحَى والفِطرِ؟ فقال: كان يَقرَأُ فيهما بـ ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ [ق: 1] واقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر: 1])) [2] أخرجه مسلم (891). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ القَمَرِ مَكِّيَّةٌ [3] وقيل: مَكِّيَّةٌ إلَّا ثلاثَ آياتٍ؛ مِن قَولِه تعالى: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ [القمر: 44] إلى قَولِه تعالى: وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ [القمر: 46]؛ فمَدَنيَّةٌ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/103)، ((تفسير الماوردي)) (5/408)، ((تفسير الزمخشري)) (4/430). ، نَقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحِدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [4] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عطية، وابن الجوزي، والفيروزابادي، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/192)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/196)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/445)، ((مصاعد النظر)) (3/39). قال القرطبي: (سُورةُ القَمَرِ مَكِّيَّةٌ كُلُّها في قَولِ الجُمهورِ). ((تفسير القرطبي)) (17/125). .

مقاصد السورة:

مِن أهمِّ مَقاصِدِ هذه السُّورةِ:
الحَديثُ عن سُنَنِ اللهِ تعالى في خَلْقِه، الَّتي مِن أبرَزِ مَظاهِرِها نَصرُ المؤمِنينَ، وخِذْلانُ الكافِرينَ [5] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/94). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ مَوضوعاتِ هذه السُّورةِ:
1- الإنذارُ باقترابِ القيامةِ، وتَسجيلُ مُكابَرةِ المُشرِكينَ في الآياتِ البَيِّنةِ، وجُحودِهم للحَقِّ بعدَ إذ جاءَهم.
2- أمْرُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم بالإعراضِ عنهم حتَّى يأتيَ قَضاءُ اللهِ فيهم.
3- إنذارُ المُشرِكينَ بما سيَكونونَ عليه يومَ القيامةِ مِن ذِلَّةٍ ونَدامةٍ وحَسْرةٍ.
4- ذِكرُ قَصَصِ المُكَذِّبينَ مِن سالِفي الأُمَمِ؛ كقَومِ نُوحٍ، وعادٍ، وثَمودَ، وقَومِ فِرعَونَ، وما لاقَوه مِن الجزاءِ على تكذيبِهم، وما حَلَّ بهم مِن هَلاكٍ ودَمارٍ.
5- توبيخُ المُشرِكينَ على عَدَمِ الاعتِبارِ بهذه النُّذُرِ، وذِكرُ ما يُلاقُونَه مِنَ الجَزاءِ في الآخِرةِ إهانةً وتحقيرًا لهم.
6- بيانُ مَظاهِرِ قُدرةِ اللهِ تعالى، وبَليغِ حِكمتِه، وأنَّ كُلَّ شَيءٍ بقَضائِه وقَدَرِه، وأنَّ مَشيئتَه نافِذةٌ فى الكَونِ، وأنَّه قد أحاط عِلمًا بأفعالِهم وبكُلِّ شَيءٍ.
7- خُتِمَت السُّورةُ بتبشيرِ المتَّقينَ بحُسنِ العاقبةِ، وما يُؤتَونَه مِنَ الكَرامةِ.