موسوعة التفسير

سُورَةُ آل عِمْرانَ
الآيات: (116-117)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ

غريبُ الكَلِمات:

صِرٌّ: أي: بَرْدٌ شديد، وأصْل الصِّرِّ: الشَّدُّ؛ وأطلِقَ على البردِ الشَّديد؛ لِمَا في البُرودةِ من التَّعقُّد. أو الصرُّ: هو صَوتُ الرِّيحِ الشَّديدة، أو: صوتُ لهبِ النَّارِ التي كانتْ في تِلك الرِّيح، وأصلُه مِن الصَّرير الذي هوَ الصَّوتُ، من قولهم: صرَّ الشَّيءُ، ومنه: الرِّيح الصَّرصر يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 109)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 311)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/283، 284)، ((المفردات)) للراغب (ص: 580- 581)، ((تفسير ابن عطية)) (1/495). .
حَرْثَ: أي: زَرْع، والحَرْث: إلقاءُ البَذْر في الأرض وتهيُّؤها للزَّرع، ويُسمَّى المحروث حَرْثًا، وأصْل الحَرْث: الجَمْع والكَسْب يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 84، 109)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/49)، ((المفردات)) للراغب (ص: 226). .

المَعنَى الإجماليُّ:

يُخبِر تعالى أنَّ الكُفَّارَ لا يُفيدهم ما معهم من أموالٍ وأولادٍ من عذابِ الله تعالى، بل هم أصحابُ النَّار المُلازِمون لها أبدًا، وأنَّ ما يُنفِقه هؤلاء الكُفَّار في الدُّنيا من أموال ولا يَستفيدون منه شيئًا، وأنَّ مَثَلهم كمَن زرَعَ زرعًا يَرجو منفعتَه، لكن أصابتْه رِيحٌ عاصِفٌ شديدةُ البرودة، فأهلكتْ ذلك الزَّرعَ، فلم يَستفِدْ سوى المشقَّةِ التي بذلها والتحسُّر على ما فات، ولم يَظلِمِ اللهُ هؤلاء الكُفَّارَ بإحباطه لأعمالهم، لكن هم مَن ظلَم نَفْسَه بكُفْرهم وحِرْصِهم على إطفاءِ نورِ الله.

تفسير الآيات:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
لَمَّا وصَف الله تعالى مَن آمَن مِن الكفَّارِ بما تقدَّم من الصِّفات الحسنة أَتْبَعه تعالى بوعيدِ الكفَّار، فذكَر شيئًا من أحوالِ المؤمنين بعدَ ذِكْر شيءٍ من أحوال الكافرين؛ ليتَّضِح الفَرقُ بينهما يُنظر: ((تفسير الرازي)) (8/335)، ((تفسير أبي حيان)) (3/314)، ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
أي: إنَّه لا يَرُدُّ بأسَ الله عن الكفَّار شيءٌ؛ فلا تدفعُ عنهم أموالُهم ولا أولادُهم التي حسبوها نافعةً لهم في الشَّدائد والمكاره شيئًا من عذابِ الله تعالى في الدُّنيا والآخرة، ولا تكون سببًا في رَحْمتهم يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/702-703)، ((تفسير ابن كثير)) (2/105)، ((تفسير السعدي)) (ص: 144، 973). .
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
أي: سيَظَلُّون مُلازِمين لنار جَهنَّمَ ما كِثين فيها بلا نهايةٍ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/703)، ((تفسير السعدي)) (ص: 144). .
مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
لَمَّا بيَّن الله تعالى أنَّ أموالَ الكفَّار لا تُغْني عنهم شيئًا، ثم إنَّهم ربَّما أَنفَقوا أموالهم في وجوه الخيرات، فيَخطُر ببالِ الإنسان أنهم يَنتفِعون بذلك، فأَزال اللهُ تعالى بهذه الآية تلك الشُّبْهةَ، وبيَّن أنَّهم لا يَنتفِعون بتلك الإنفاقات، وإنْ كانوا قد قصَدوا بها وجهَ الله يُنظر: ((تفسير الرازي)) (8/336). ، فقال:
مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ
أي: إنَّ ما يُنفِقه الكفَّارُ من صَدَقاتٍ، وما يُنفِقونه من أموالٍ للصدِّ عن سبيل الله تعالى، نفقاتٌ باطِلة، وثوابها الذي يَرْجونه مُضمَحِلٌّ عند الله عزَّ وجلَّ، وشَبَّه الله تعالى ذلك بهُبوب ريحٍ عاصفٍ شديدةِ البرودةِ، قويَّة الصَّوت، قد سُلِّطتْ على زرع أُناسٍ استَحقُّوا أنْ يُعذِّبَهم الله تعالى بها، فدمَّرت زرعَهم وأصبح يابسًا، بعد أن أَمَّلوا حصادَه، ورَجوا الاستفادةَ من خيراتِه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/703-705)، ((إعلام الموقعين)) لابن القيم (1/143)، ((تفسير ابن كثير)) (2/105-106)، ((تفسير السعدي)) (ص: 144، 973)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/87-89). .
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال: 36] .
وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
أي: إنَّ ما فعَله الله تعالى بهؤلاء الكفَّار، من إحباطِ ثواب أعمالِهم، وإبطالِ أُجوِرها إنَّما وضَعَه في مَوضِعه، وفعَل بهم ما هم أهلُه، وهم الذين نقَصُوا أنفسَهم في الحقيقةِ، ووضَعوها في غيرِ موضِعها الذي يَليق بها يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/707)، ((تفسير ابن كثير)) (2/106)، ((تفسير السعدي)) (ص: 144، 973)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/89-90). .

الفَوائِدُ التربويَّة:

1- معرفةُ تمام قُدْرة الله وسُلْطته على العباد؛ حيث إنَّ الكفار العُتاةَ لا يستطيعون أنْ يدفعوا شيئًا بأموالهم وأولادهم ممَّا قضاه الله عزَّ وجلَّ، يُبيِّن ذلك قولُه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/90). .
2- الحَذَرُ من الاغترارِ بالنِّعم، فالمغرورُ إنَّما يَصُدُّه عن اتِّباع الحقِّ أو النَّظر في دليلِه الاستغناءُ بما هو فيه من النِّعم، وأعظمُها الأموالُ والأولاد، فالذي يرَى نَفْسه مُستغنيًا بمِثْل ذلك قلَّما يُوجِّه نظرَه إلى طلبِ الحقِّ أو يُصْغي إلى الدَّاعي إليه، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا... يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (4/62)، ((تفسير السعدي)) (ص:144). .
3- الحذرُ من الكفر؛ فإنَّ الكافرَ لن ينتفعَ بما عمِل في الآخرة، فلا خيرَ إلَّا أن يكون موصولًا بالإيمان، ونابعًا من الإيمان؛ يُبيِّن ذلك قولُه تعالى: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/92). .
4- نَفْسُ الإنسانِ عنده أمانةٌ يَلحَقها ظُلمُه وغشمُه، ويلحقها برُّه وإحسانُه؛ فيجب أن يرعى هذه الأمانةَ حقَّها؛ يُبيِّن ذلك قولُه تعالى: وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/94). .

الفوائِدُ العِلميَّةُ واللَّطائِف:

1- في قول الله عزَّ وجلَّ: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ خَصَّ اللهُ تعالى الأموالَ والأولاد بالذِّكر؛ لأنَّهما من أشد الأشياء نفعًا للإنسان، فالغَناء في مُتعارَف النَّاس يكون بالمال والولد، فالمالُ يدفعُ به المرءُ عن نَفْسِه في فِداءٍ أو نحوه، والولدُ يَنصُر أباه ويُدافِع عنه، فإذا لم يُغنِ عنه ولدُه لصُلْبه ومالُه الذي هو نافِذُ الأمر فيه؛ فغير ذلك أبعدُ مِن أن يُغني عنه مِن الله شيئًا يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/703)، ((تفسير الرازي)) (8/336)، ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). .
2- قول الله تعالى: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فيه إثباتُ القياس؛ ووجْه ذلك: أنَّ المَثَل إلحاقٌ للأصل بالفرع، وإلحاقٌ للمُشبَّه بالمُشبَّه به، وهذا هو أصلُ القياس- إلحاق فرعٍ بأصلٍ في حُكْمٍ لِعَلَّةٍ جامعة- فكلُّ مِثالٍ ضربَه الله في القرآن ففيه دليلٌ على القياس؛ إذ إنَّه إلحاق المُشبَّه بالمُشبَّه به يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/92). .

بلاغة الآيات:

1- قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ: استئنافٌ ابتدائيٌّ؛ للانتقالِ إلى ذِكْر وعيدِ المشركين بمناسبةِ ذِكر وعْدِ الذين آمَنوا مِن أهل الكتاب يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). .
- وإنَّما عطَف الأولادَ هنا؛ لأنَّ الغَنَاء في مُتعارَف النَّاس يكون بالمال والولد يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). .
- وكرَّر حرْفَ النَّفي مع المعطوف في قوله: وَلَا أَوْلَادُهُمْ؛ لتأكيدِ عدم غَناءِ أولادِهم عنهم؛ لدفع توهُّم ما هو مُتعارَف من أنَّ الأولاد لا يَقعُدون عن الذَّبِّ عن آبائهم يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). .
- وتنكيرُ قوله: شَيْئًا؛ للتَّقليل يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). ، وهي نَكِرة في سياق النَّفي، والنَّكرة في سياق النَّفي تُفيد العمومَ، فالمعنى: أيُّ شيء كان سواءً كان هذا الشَّيء شديدًا أو ضعيفًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/88). .
- وفيه تحقيقُ مضمون الجملة بـ: التَّأكيدِ بـ(إِنَّ)، ومَوقِع اسم الإشارة، وضمير الفصل (هُمْ)، ووصْف (خَالِدُونَ)، وجُملة (وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ الْنَّارِ) عطْف على جملة (لَنْ تُغْنِي عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمِ وَلَا أَوْلَادُهُمْ)، وجيء بالجملةِ معطوفةً، على خلافِ الغالبِ في أمثالها أنْ يكون بدون عطفٍ؛ لقصْدِ أن تكون الجملةُ مُنصبًّا عليها التَّأكيدُ بحرف (إِنَّ) يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/60). ، ووقوعها جملةً اسميَّة؛ للدَّلالةِ على الدَّوام والثُّبوت يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/91). .
2- قوله: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ استئنافٌ بيانيٌّ، وفي الآية: تشبيهٌ تَمثيليٌّ، حيث شبَّه سبحانه ما أَنفَقوه في عدمِ جدواه، وقِلَّة غَنائه بالحَرْث الذي عصفَتْ به الرِّيحُ الصِّرُّ، والتَّقدير: مَثَل ما يُنفِقون في هذه الحياةِ الدنيا كمَثَل حَرْثِ قومٍ ظلَموا أنفسَهم فأصابتْه ريحٌ فيها صِرٌّ؛ جاء النَّظم هكذا؛ لفائدةِ جليلة، وهي تقديمُ ما هو أهمُّ؛ لأنَّ الرَّيحَ التي هي مِثْل العذاب ذِكْرها في سياقِ الوعيدِ والتَّهديدِ أهمُّ مِن ذِكْر الحَرْث، فقُدِّمت عِنايةً بذِكْرها يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (1/405)، ((تفسير البيضاوي)) (2/34)، ((تفسير أبي السعود)) (2/75)، ((تفسير ابن عاشور)) (4/61)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لمحيي الدين درويش (2/33-34). .
- وفي قوله: فِيهَا صِرٌّ ما يُعرَف بالتَّتْميم؛ إذ أَفادَتِ المبالغةَ، كما أفادتِ التَّجسيدَ والتَّشخيص، كما تقول: بَرْدٌ بارِد، وليلةٌ ليلاء، ويوم أيوم، ثم قُيِّد الصِّرَّ بالظَّرفيَّة (فيها)؛ لأنَّ الرَّيح مُطلَقة ثم قيَّدها بالظَّرفيَّة، وكلُّ مُقيَّد ظَرْف لمُطلَقه؛ لأنَّ المُطلَق بعض المُقيَّد، فحصل التَّجسيد والتَّشخيص يُنظر: ((إعراب القرآن وبيانه)) لمحيي الدين درويش (2/33-34). .
وأيضًا كأنَّ جِنْسَ الصِّرِّ مَظروفٌ في الرِّيح، وهي تَحمِله إلى الحَرْث، فيُفيد شِدَّةَ بَرْد هذه الرِّيح يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/61). .
3- قوله: وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فيه تقديمُ المفعول أَنْفُسَهُمْ على الفِعل وفاعِلِه يَظْلِمُونَ، وفائدة التَّقديم: الحصرُ، فالمعنى: أنَّهم ما ظلَموا اللهَ عزَّ وجلَّ، والله- أيضًا- ما ظلَمهم، ولكنَّهم ظلموا أنفسَهم دون غيرِها، ودون أن يَظلِمَهم أحدٌ يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (4/65)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2/90). .