موسوعة التفسير

سُورةُ الإِخْلاصِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ الإِخْلاصِ [1] قال الفيروزابادي: (سُمِّيت سورةَ الإخلاصِ؛ لأَنَّها خالصُ التَّوحيدِ؛ وسببُ خلاصِ أهْلِه). ((بصائر ذوي التمييز)) (2/173). وقال ابن عاشور: (واشْتُهِرَ هذا الاسمُ؛ لاختِصارِه، وجَمْعِه مَعانيَ هذه السُّورةِ؛ لأنَّ فيها تعليمَ النَّاسِ إخلاصَ العبادَةِ لله تعالَى، أي: سلامةَ الاعتقادِ مِن الإشراكِ باللهِ غيرَه في الإلَهِيَّةِ). ((تفسير ابن عاشور)) (30/609). وقال ابنُ عثيمين: (سُمِّيت به؛ لأنَّ اللهَ تعالى أخلَصَها لنَفْسِه، فلَمْ يَذكُرْ فيها إلَّا ما يَتعَلَّقُ بأسمائِه وصِفاتِه، ولأنَّها تُخَلِّصُ قارِئَها مِن الشِّركِ والتَّعطيلِ). ((مذكرة على العقيدة الواسطية)) (ص: 13). وسُمِّيت أيضًا: الأساسَ، والمقشقِشةَ [أي: المبرئة، وهو مِن قَشْقَشَ المريضُ: إذا صحَّ وبَرِئَ]، والتَّوحيدَ، والتَّجريدَ... إلى غيرِ ذلك، وقد ذكروا لها أكثرَ من عِشرينَ اسْمًا. يُنظر: ((تفسير الرازي)) (32/357)، ((تفسير الألوسي)) (15/503)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/609). .
وسُمِّيت أيضًا بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؛ فعن أبي الدَّرْداءِ رضِيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ((أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَقرأَ في لَيلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قالوا: وكيف يَقرأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ)) [2] أخرجه مسلم (811). وأخرجه البخاري (5015) من حديث أبي سعيد الخدري. .
ويُطلَقُ عليها مع سورتَيِ (الفَلَقِ) و(النَّاسِ): (المُعَوِّذاتُ):
عن عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رضِيَ الله عنه، قال: ((أمَرَني رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن أَقرأَ بالمُعَوِّذاتِ [3] قال ابنُ حجر: (المُعَوِّذاتِ أي: السُّوَرِ الثَّلاثِ، وذكَر سورةَ الإخلاصِ معهما تغليبًا؛ لِما اشتمَلَت عليه مِن صفةِ الرَّبِّ، وإن لم يصرَّحْ فيها بلَفظِ التَّعويذِ). ((فتح الباري)) (9/62). في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ)) [4] أخرجه أبو داودَ (1523)، والنَّسائيُّ (1336)، وأحمدُ (17417) واللَّفظُ لهم، والترمذيُّ (2903) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (2004)، وابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/290)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (1523)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (28/ 634). وذكر ابنُ باز في ((الفوئد العلمية)) (6/335) أنَّ له طرقًا جيِّدةً. .

فضائل السورة وخصائصها:

1- أنَّها تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ:
عن أبي الدَّرْداءِ رضيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ((أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَقرأَ في لَيلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قالوا: وكيف يَقرأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ)) [5] أخرجه مسلم (811). وأخرجه البخاري (5015) من حديث أبي سعيد الخدري. قال ابن تيميَّةَ: (القُرآنُ باعتبارِ معانيه ثلاثةُ أثلاثٍ: ثُلُثٌ توحيدٌ، وثُلُثٌ قَصَصٌ، وثُلُثٌ أمْرٌ ونَهْيٌ؛ لأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، والكلامُ: إمَّا إنشاءٌ، وإمَّا إخبارٌ، والإخبارُ: إمَّا عن الخالقِ، وإمَّا عن المخلوقِ، والإنشاءُ: أمرٌ ونهيٌ وإباحةٌ؛ فـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فيها ثُلُثُ التَّوحيدِ، الَّذي هو خَبَرٌ عن الخالقِ). ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (2/393). وقال ابن عثيمين: («تعدلُ ثلثَ القرآنِ» يعني أجرها كأجرِ ثلثِ القرآنِ، لكنَّها لا تجزئُ عن القرآنِ، ولهذا لو قرَأها الإنسانُ مثلًا ثلاثَ مرَّاتٍ بدلَ قراءةِ الفاتحةِ في الصلاةِ لا تجزئُ). ((شرح رياض الصالحين)) (4/676). ويُنظر: ((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص: 92). .
وعن أبي سعيد الخدري رضيَ الله عنه: ((أنَّ رجلًا سمِع رجلًا يقرأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يردِّدُها، فلمَّا أصبَح جاء إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فذكَر ذلك له، وكأنَّ الرَّجلَ يتقالُّها، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: والذي نَفْسي بيدِه إنَّها لتعدلُ ثلثَ القرآنِ)) [6] أخرجه البخاري (5013). .
2- أَمَر الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم بقِراءةِ المُعَوِّذاتِ (ومنها سورةُ الإخلاصِ) في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ:
كما في حديثِ عُقْبةَ بنِ عامرٍ رضِيَ الله عنه، وقد تقدَّم.
3- ما أُنزِلَ مِثلُ المُعَوِّذاتِ (ومنها سورةُ الإخلاصِ) في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفُرقانِ:
عن عُقْبةَ بنِ عامرٍ رضِيَ الله عنه، قال: ((... لَقِيتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال لي: يا عُقْبةُ بنَ عامِرٍ، ألَا أُعَلِّمُك سوَرًا ما أُنزِلَتْ في التَّوراةِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُهُنَّ؟ لا يأتِيَنَّ عليك لَيلةٌ إلَّا قَرَأْتَهُنَّ فيها: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. قال عُقْبةُ: فما أَتَتْ علَيَّ لَيلةٌ إلَّا قَرأْتُهُنَّ فيها، وحُقَّ لي ألَّا أَدَعَهُنَّ وقد أَمَرَني بهِنَّ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم [7] أخرجه أحمدُ (17452) واللَّفظُ له، وهَنَّادٌ في ((الزهد)) (2/493)، وابنُ أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (20) كلاهما مختصرًا. صحَّح إسنادَه الألبانيُّ في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (6/859)، وحسَّن إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (28/655)، ووثَّق رجالَه الهَيْثَميُّ في ((مجمع الزوائد)) (7/151)، والشَّوكانيُّ في ((تحفة الذاكرين)) (ص: 444). .
4- مَن قَرأَ المعوِّذاتِ (ومنها سورةُ الإخلاصِ) صباحًا ومَساءً ثلاثًا تَكْفِيه مِن كلِّ شَيءٍ:
عن عبدِ الله بنِ خُبَيبٍ رضِيَ الله عنه، قال: ((خرَجْنا في لَيلةٍ مَطِيرةٍ وظُلْمةٍ شديدةٍ نَطلُبُ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُصَلِّي لنا، فأدرَكْتُه فقال: قُلْ. فلمْ أَقُلْ شيئًا، ثمَّ قال: قُلْ. فلمْ أقُلْ شيئًا، ثمَّ قال: قُلْ. قلتُ: ما أقولُ؟ قال: قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمُعَوِّذَتَينِ حينَ تُمْسي وحينَ تُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ مِن كلِّ شَيءٍ [8] قيل: المعنى: تَكفيك مِن كلِّ شَيءٍ تَخْشى منه كائنًا ما كان، وتَدفَعُ عنك كلَّ سوءٍ. ويحتملُ أن يكونَ معناه: تُغْنيك عمَّا سِواها. يُنظر: ((شرح المشكاة)) للطِّيبي (5/1671)، ((مرقاة المفاتيح)) لعليٍّ القاري (4/1485)، ((تحفة الذاكرين)) للشوكاني (ص: 97). ) [9] أخرجه أبو داودَ (5082)، والترمذيُّ (3575) واللَّفظُ له، والنَّسائيُّ (5428)، وعبدُ الله بنُ أحمدَ في ((زوائد المسند)) (22664). صحَّحه ابنُ دقيقِ العيدِ في ((الاقتراح)) (ص: 128)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/345)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (5082)، وصحَّح إسنادَه النوويُّ في ((الأذكار)) (ص: 107)، وحسَّنه ابنُ باز في ((مجموع فتاواه)) (26/26). .
5- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا اشتكى رقَى نفْسَه بالمعوِّذاتِ (ومنها سورةُ الإخلاصِ):
عن عائشةَ رَضِيَ الله عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا اشْتَكى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ [10] النَّفثُ: هو نفخٌ لطيفٌ مِن الفَمِ معه ريقٌ خفيفٌ أو بلا ريقٍ. يُنظر: ((شرح المشكاة)) للطِّيبي (5/1651)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/209)، ((إرشاد الساري)) للقَسْطَلَّاني (8/393). ، فلمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أقرَأُ عليه وأمْسَحُ بيَدِه؛ رجاءَ بَرَكَتِها )) [11] أخرجه البخاري (5016)، ومسلم (2192). .
6- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعَوِّذُ نفْسَه بالمعوِّذاتِ (ومنها سورةُ الإخلاصِ) إذا أَوَى إلى فِراشِه:
عن عائشةَ رضيَ الله عنها: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا أوَى إلى فِراشِه كُلَّ لَيلةٍ جَمَع كَفَّيْه، ثُمَّ نَفَث فيهما فقَرَأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمسَحُ بهما ما اسْتَطاع مِن جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أقْبَلَ مِن جَسَدِه، يَفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ)) [12] أخرجه البخاري (5017). .
7- مَن دَعا بما تَضَمَّنَتْه مِن أسماءٍ فقد دَعا الله باسمِه الأعظَمِ:
عن بُرَيْدةَ رضيَ الله عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سَمِعَ رجُلًا يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّكَ أنتَ اللهُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ، ولم يَكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: لَقد سألَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ، الَّذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجا بَ)) [13] أخرجه أبو داودَ (1493)، والترمذيُّ (3475)، والنسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (7666)، وابنُ ماجه (3857)، وأحمدُ (23041) واللَّفظُ له. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (891)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1493)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (1493)، وصحَّح إسنادَه ابنُ باز في ((فتاوى نور على الدرب)) (2/132). .
8- مَن أحَبَّها دخَل الجنَّةَ:
عن أنَسٍ رضيَ الله عنه، قال: ((كان رجُلٌ مِن الأنصارِ يَؤُمُّهم في مَسجدِ قُباءٍ، وكان كُلَّما افتتَح سورةً يَقرأُ بها لهم في الصَّلاةِ ممَّا يُقرأُ به افتتَح بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى يَفرُغَ منها ثمَّ يَقرأُ سورةً أخرى معها، وكان يَصنعُ ذلك في كلِّ ركعةٍ، فكلَّمهُ أصحابُه فقالوا: إنَّك تَفتَتِحُ بهذه السُّورةِ ثمَّ لا ترى أنَّها تُجزئُكَ حتَّى تَقرأَ بأخرى، فإمَّا أنْ تَقرأَ بها وإمَّا أنْ تَدَعَها وتَقرأَ بأخرى. فقال: ما أنا بتارِكِها، إنْ أحبَبْتُم أنْ أَؤُمَّكم بذلك فعَلْتُ، وإنْ كَرِهْتُم تَرَكْتُكم، وكانوا يَرَوْنَ أنَّه مِن أفضَلِهم، وكَرِهوا أنْ يَؤُمَّهم غيرُه، فلمَّا أتاهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أخبَروه الخبَرَ، فقال: يا فُلانُ، ما يَمْنَعُك أنْ تَفعلَ ما يأمُرُك به أصحابُك؟ وما يَحمِلُك على لُزومِ هذه السُّورةِ في كلِّ ركعةٍ؟ فقال: إنِّي أُحِبُّها. فقال: حُبُّكَ إيَّاها أدخَلكَ الجنَّةَ)) [14] أخرجه البخاري (774م). .
9- مَن أَحَبَّ القِراءةَ بها أَحَبَّه اللهُ، وهي صِفَةُ الرَّحمنِ:
عن عائشةَ رضيَ الله عنها: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعَثَ رجُلًا علَى سَرِيَّةٍ [15] السَّرِيَّة: هي طائفةٌ مِن الجَيشِ يَبلُغُ أَقْصاها أربَعَمِئةٍ تُبعَثُ إلى العَدوِّ، وجَمْعُها: السَّرايا، سُمُّوا بذلك؛ لأنَّهم يَكونُون خُلاصةَ العَسْكرِ وخيارَهم، مِنَ الشَّيءِ السَّرِيِّ النَّفيسِ. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/363). ، وكان يَقرأُ لأصْحابِه في صَلاتِهم فيَختِمُ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فلَمَّا رَجَعوا ذَكَروا ذلك للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: سَلُوهُ لأيِّ شَيءٍ يَصنَعُ ذلك، فسَأَلوه، فقال: لأنَّها صِفةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحِبُّ أنْ أقرَأَ بها، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّه)) [16] أخرجه البخاري (7375)، ومسلم (813). .
10- سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجُلًا يقرأُ بها فقال: ((وَجَبَتْ له الجنَّةُ)):
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم سمِعَ رجُلًا يقرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى ختَمها، فقال: وَجَبَتْ، قيل: يا رسولَ اللهِ، ما وجبَتْ؟ قال: الجنَّةُ، قال أبو هُرَيرةَ: فأرَدْتُ أنْ آتيَه فأُبَشِّرَه، فآثَرْتُ الغَداءَ معَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وفَرِقْتُ أن يَفوتَني الغداءُ معَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ رجَعْتْ إلى الرَّجُلِ، فوجَدْتُه قد ذهَبَ)) [17] أخرجه الترمذيُّ (2897)، والنَّسائيُّ (994)، وأحمدُ (10919) واللَّفظُ له. صحَّحه ابنُ عبدِ البَرِّ في ((التمهيد)) (7/254)، وابنُ العربيِّ في ((عارضة الأحوذي)) (6/40)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (2897). .
11- سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجُلًا يَقرأُ بها في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِن رَكعَتَيِ الفَجرِ فقال: ((هذا عَبْدٌ آمَنَ برَبِّه)):
عن جابرٍ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رجُلًا قام فرَكَعَ رَكْعَتَيِ الفَجرِ... وقرأَ في الآخِرةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى انقَضَت السُّورةُ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هذا عَبدٌ آمَنَ برَبِّه)) [18] أخرجه الطَّحاويُّ في ((شرح معاني الآثار)) (1774)، وابنُ حِبَّانَ (2460)، والبَيْهَقيُّ في ((شُعَب الإيمان)) (2524). صحَّحه ابنُ حِبَّانَ، وحسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/489)، وقوَّى إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (2460)، وجوَّد إسنادَه الألبانيُّ في ((أصل صفة الصلاة)) (2/456). .
12- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها في رَكعةِ الوِتْرِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُوتِرُ بثلاثٍ، يقرأُ في الأُولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثَّانيةِ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثَّالثةِ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [19] أخرجه الترمذيُّ (462)، والنَّسائيُّ (1702) واللَّفظُ له، وابنُ ماجه (1172)، وأحمدُ (2720). صحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((الخلاصة)) (1/556)، وابنُ الملقِّنِ في ((البدر المنير)) (4/338)، وصحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن النسائي)) (1702). .
13- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها في سنَّةِ الفجرِ:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلِّي... ركعتينِ قبلَ الفجرِ، وكان يقولُ: نِعْمَ السُّورَتانِ هُما، تَقرَؤُونَهما في الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [20] أخرجه ابن ماجه (1150)، وأحمد (26022) واللفظ له، وابن حبان في ((صحيحه)) (2461). صحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح ابن ماجه)) (950 ) وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((المسند)) (43/149). .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الإخلاصِ مكِّيَّةٌ، وقيلَ: مَدَنيَّةٌ [21] ونسَب القولَ بأنَّها مكيةٌ للجمهورِ: النَّسَفيُّ، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير النسفي)) (3/693)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/611). وقيل: مَدَنيَّةٌ. وممَّن اختاره: السمعانيُّ، والسيوطيُّ. يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (6/302)، ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/55). قال القُرطُبيُّ: (سورةُ الإخلاصِ مكِّيَّةٌ في قولِ ابنِ مسعودٍ، والحسَنِ، وعَطاءٍ، وعِكْرِمةَ، وجابرٍ. ومَدَنيَّةٌ في أحَدِ قَولَيِ ابنِ عبَّاسٍ، وقَتادةَ، والضَّحَّاكِ، والسُّدِّيِّ). ((تفسير القرطبي)) (20/244). ويُنظر: ((تفسير الماوردي)) (6/369)، ((تفسير ابن عطية)) (5/502). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
بيانُ ما يَجِبُ لله تعالَى مِن صِفاتِ الكمالِ، وبيانُ ما يَجِبُ تَنْزيهُه عنه مِن النَّقائصِ والأمثالِ [22] يُنظر: ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) لابن القيم (2/94). ويُنظر أيضًا: ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/280). .

موضوعات السورة :

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها هذه السُّورةُ:
1- إثباتُ وَحدانيَّةِ الله تعالى.
2- أنَّ لله تعالى صِفاتِ الكمالِ، ولا يُقصدُ في الحوائجِ غيرُه.
3- إبطالُ أن يكونَ اللهُ والدًا، أو أن يكونَ مولودًا.
4- تنزيهُ الله عن النَّظيرِ والمثيلِ.