يَنقَسِمُ المُفرَدُ باعتِبارِ أنواعِه إلى ثَلاثةِ أقسامٍ :
1- الحَرفُ: وهو اللَّفظُ المُفرَدُ الذي لا يَستَقِلُّ بمَعناه، مِثلُ: لا، وفي، وعلى؛ فإنَّ كُلًّا منها لا يُفهَمُ مَعناه إلَّا باعتِبارِ لَفظٍ آخَرَ دالٍّ على مَعنًى هو مُتَعَلِّقُ مَعنى الحَرفِ.
2- الفِعلُ: وهو اللَّفظُ المُفرَدُ الذي يَستَقِلُّ بمَعناه -أي: يُفهَمُ مَعناه الذي وُضِعَ اللَّفظُ له بدونِ اعتِبارِ لَفظٍ آخَرَ دالٍّ على مَعنًى- ويَدُلُّ على أحَدِ الأزمِنةِ الثَّلاثةِ: الماضي، والمُستَقبَلِ، والحالِ، مِثلُ: قَرَأ، واقرَأْ، ويَقرَأُ.
3- الاسمُ: وهو اللَّفظُ المُفرَدُ الذي يَستَقِلُّ بمَعناه، ولا يَدُلُّ على أحَدِ الأزمِنةِ، وهو:
- إمَّا ألَّا يَدُلَّ على زَمانٍ أصلًا، مِثلُ: السَّماءِ، والأرضِ، وزَيدٍ.
- أو دَلَّ ولَكِن لا بهَيئَتِه بَل بذاتِه، وهذا إمَّا أن يَكونَ مَدلولُه نَفسَ الزَّمانِ، مِثلُ: اليَومِ، والأمسِ، والآنَ، والمُستَقبَلِ. أو يَكونَ الزَّمانُ جُزءَ مَدلولِه، مِثلُ: الصَّبوحِ، وهو أوَّلُ النَّهارِ، والغَبوقِ، وهو آخِرُ النَّهارِ.
أقسامُ الاسمِ:
يَنقَسِمُ الاسمُ إلى: جُزئيٍّ، وكُلِّيٍّ:
1- الجُزئيُّ: وهو الذي يَمنَعُ نَفسُ تَصَوُّرِ مَعناه مِن وُقوعِ الاشتِراكِ في مَفهومِه؛ لأنَّ مَفهومَه غَيرُ صالِحٍ لاشتِراكِ كَثيرينَ فيه، مِثلُ: زَيدٍ، وغَيرِه مِنَ الأعلامِ؛ فإنَّه لا يُشارِكُه فيه غَيرُه .
ويَنقَسِمُ الجُزئيُّ إلى: عَلَمٍ، ومُضمَرٍ.
فالعَلَمُ: هو الاسمُ الظَّاهرُ الذي يَستَقِلُّ في دَلالَتِه على المَعنى الجُزئيِّ، مِثلُ: زَيدٍ.
والمُضمَرُ: لا يَستَقِلُّ في دَلالَتِه على المَعنى الجُزئيِّ، بَل يَحتاجُ إلى قَرينةِ تَكَلُّمٍ أو خِطابٍ أو غَيبةٍ، مِثلُ: أنا، وأنتَ، وهو .
2- الكُلِّيُّ: وهو الذي لا يَمنَعُ تَصَوُّرُ مَعناه مِن وُقوعِ الاشتِراكِ فيه، مِثلُ: الحَيَوانِ، والإنسانِ .
ويَنقَسِمُ الكُلِّيُّ إلى عِدَّةِ أقسامٍ، وذلك باعتبارَينِ:
الاعتِبارُ الأوَّلُ: أقسامُ الكُلِّيِّ بحَسَبِ حُصولِ المَعنى في أفرادِه.
يَنقَسِمُ الكُلِّيُّ بهذا الاعتِبارِ إلى: مُتَواطِئٍ، ومُشَكِّكٍ:
1- المُتَواطِئُ: هو الذي يَحصُلُ مَعناه في أفرادِه على التَّساوي، ولا يوجَدُ اختِلافٌ في مَدلولِه بشِدَّةٍ ولا ضَعفٍ، ولا تَقدُّمٍ وتَأخُّرٍ، مِثلُ: دَلالةِ لَفظِ (الإنسانِ) على زَيدٍ وعَمرٍو ونَحوِه؛ إذ كُلُّ فَردٍ مِن أفرادِه لا يَزيدُ على الآخَرِ في الإنسانيَّةِ؛ فإنَّ الإنسانيَّةَ التي في زَيدٍ مَثَلًا ليست بأسدَّ ولا أَولى ولا أقدَمَ منها في عَمرٍو. وسُمِّيَ بذلك؛ لموافَقةِ كُلِّ واحِدٍ مِن أفرادِه لمَعناه .
2- المُشَكِّكُ: هو الذي يَكونُ حُصولُ ذلك المَعنى في بَعضِ أفرادِه بتَفاوُتٍ في مَفهومِه؛ لشِدَّةٍ أو ضَعفٍ، أو تَقدُّمٍ أو تَأخُّرٍ، مِثلُ: إطلاقِ لَفظِ (الأبيَضِ) على الثَّلجِ والعاجِ ونَحوِهما؛ فإنَّ البَياضَ الذي في الثَّلجِ أشَدُّ منه في العاجِ. وسُمِّيَ مُشَكِّكًا؛ لأنَّ النَّاظِرَ في مَفهومِه يَشُكُّ فيه: هَل هو مُتَواطِئٌ؛ لوَحدةِ الحَقيقةِ فيه، أو مُشتَركٌ؛ لاستِواءِ الأفرادِ في حُصولِ مَعناه لها، وتَفاوُتِها في مَفهومِه بالأولَويَّةِ وغَيرِها ؟
الاعتِبارُ الثَّاني: أقسامُ الكُلِّيِّ بحَسَبِ دَلالَتِه على الماهيَّةِ وصِفتِها
يَنقَسِمُ الكُلِّيُّ بهذا الاعتِبارِ إلى: اسمِ جِنسٍ، ومُشتَقٍّ :
1- اسمُ الجِنسِ: هو أن يَدُلَّ على الماهيَّةِ، مِثلُ: الإنسانِ، والفرَسِ، إذا كانتِ الألِفُ واللَّامُ لتَعريفِ الماهيَّةِ.
2- المُشتَقُّ: هو دَلالةُ الاسمِ على مَوصوفيَّةِ الماهيَّةِ بصِفةٍ، ويُسَمَّى بالصِّفةِ في اصطِلاحِ النُّحاةِ، مِثلُ: الأسودِ؛ فإنَّه يَدُلُّ على ذاتٍ مُتَّصِفةٍ بالسَّوادِ.