المَسألةُ الأولى: تَعريفُ الاستِثناءِ
                                         
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                                                        
                                        أوَّلًا: تَعريفُ الاستِثناءِ لُغةً الاستِثناءُ لُغةً: استِفعالٌ مِن ثَنَيتُ الشَّيءَ أثنيه ثَنيًا، مِن بابِ رَمى: إذا عَطَفتَه ورَدَدتَه. وثَنَيتُه عن مُرادِه، إذا صَرَفتَه عنه، وثَناه، أي: كَفَّه 
 [2028] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/2294)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/85).   .
ثانيًا: تَعريفُ الاستِثناءِ اصطِلاحًا الاستِثناءُ اصطِلاحًا: عِبارةٌ عن لَفظٍ مُتَّصِلٍ بجُملةٍ، لا يَستَقِلُّ بنَفسِه، دالٍّ بحَرفِ (إلَّا) أو إحدى أخَواتِها على أنَّ مَدلولَه غَيرُ مُرادٍ مِمَّا اتَّصَلَ به، ليس بشَرطٍ ولا صِفةٍ ولا غايةٍ 
 [2029] يُنظر: ((الإحكام)) للآمدي (2/287).   .
وقيلَ: ما دَلَّ على مُخالَفةٍ بإلَّا غَيرِ الصِّفةِ وأخَواتِها 
 [2030] يُنظر: ((بيان المختصر)) لشمس الدين الأصفهاني (2/251).   .
وقيلَ: الاستِثناءُ: قَولٌ مُتَّصِلٌ يَدُلُّ على أنَّ المَذكورَ مَعَه غَيرُ مُرادٍ بالقَولِ الأوَّلِ 
 [2031] يُنظر: ((شرح مختصر الروضة)) للطوفي (2/581).   .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ وبَيانُ مُحتَرَزاتِه  [2032] يُنظر: ((الإحكام)) للآمدي (2/287)، ((شرح مختصر الروضة)) للطوفي (2/580)، ((بيان المختصر)) لشمس الدين الأصفهاني (2/251).   :  - كَلِمةُ: "لَفظٍ":  احتِرازٌ عنِ الدَّلالاتِ العَقليَّةِ والحِسِّيَّةِ الموجِبةِ للتَّخصيصِ.
 - عِبارةُ "مُتَّصِلٍ بجُملةٍ":  احتِرازٌ عنِ المُخَصِّصاتِ المُنفصِلةِ.
فالمُستَثني في كَلامِه يُثَنِّي الجُملةَ، أي: يَأتي بجُملةٍ ثانيةٍ في كَلامِه، نَحوُ: قامَ القَومُ إلَّا زَيدًا، ففُهِمَ منه قيامُ القَومِ، وعَدَمُ قيامِ زيدٍ، فهيَ جُملَتانِ، أو مِن: ثَنى الفارِسُ عِنانَ فرَسِه: إذا عَطَفه؛ لأنَّ المُستَثنيَ يَعطِفُ على الجُملةِ، فيُخرِجُ بَعضَها عنِ الحُكمِ بالِاستِثناءِ.
قال الإسنَويُّ: (التَّعبيرُ بالجُمَلِ قد وقَعَ على الغالِبِ، وإلَّا فلا فَرقَ بَينَها وبَينَ المُفرَداتِ) 
 [2033] ((التمهيد)) (ص: 399).   .
 - عِبارةُ: "لا يَستَقِلُّ بنَفسِه":  احتِرازٌ عن مِثلِ قَولِنا: قامَ القَومُ ولَم يَقُمْ زَيدٌ.
 - كَلِمةُ: "دالٍّ":  احتِرازٌ عنِ الصِّيَغِ المُهمَلةِ.
- عِبارةُ: "على أنَّ مَدلولَه غَيرُ مُرادٍ مِمَّا اتَّصَلَ به":  احتِرازٌ عنِ الأسماءِ المُؤَكَّدةِ والنَّعتيَّةِ. كقَولِ القائِلِ: جاءَني القَومُ العُلَماءُ كُلُّهم.
- عِبارةُ: "بحَرفِ (إلَّا) أو إحدى أخَواتِها":  مِثلُ: لَيسَ، ولا يَكونُ، وعَدا، وخَلا، وما خَلا، وما عَدا، وحاشا، وسِوى، وغَيرِ. وفيه احتِرازٌ عن قَولِ القائِلِ: قامَ القَومُ دونَ زَيدٍ. وقَولُه: جاءَني القَومُ ولَم يَجِئْ زَيدٌ، وقامَ زَيدٌ لا عَمرٌو.
- عِبارةُ: "ليس بشَرطٍ":  احتِرازٌ عن قَولِ القائِلِ لعَبدِه: مَن دَخَلَ داري فأُكرِمُه إن كان مُسلِمًا.
- عِبارةُ: "ولا صِفةٍ":  احتِرازٌ مِن قَولِ القائِلِ: جاءَني بَنو تَميمٍ الطِّوالُ.
- عِبارةُ: "ولا غايةٍ":  احتِرازٌ عن قَولِ القائِلِ: أكرِمْ بَني تَميمٍ أبَدًا إلى أن يَدخُلوا الدَّارَ.
                                        
                                        
     
 
                                     
                                    
                                        
                                        
                                    
                                     انظر أيضا: 
                                    
                                    
                                        عرض الهوامش