الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1338 العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

عندما بدأ الاحتلالُ الإيطالي لليبيا وتخلَّت عنهم الدولة العثمانية، بقي المجاهدون وحدهم في ميدان القتال، فالتقَوا في عدة معارك مع الطليان، وكان الليبيون قد دحروا القواتِ الإيطاليةَ حتى حاولوا الهجومَ على الإنجليز بمصرَ، لكنهم فشلوا، وتنازل أحمد شريف عن زعامة الحركة السنوسية لابن عمه محمد إدريس، الذي هزم الطليان في عدة معارك، واضطروا إلى إبرام اتفاقيةٍ معه اعترفوا له فيها بنفوذه على المناطق، وتعهَّدوا بإبقاء المحاكم الشرعية والعناية بالقرآنِ، وعدم التعرض للزوايا السنوسية، والسماح بالمبادلات التجارية، ثم عُقِد مؤتمر في مدينة غريان ضمَّ ممثِّلين عن جميع أبناء البلاد عدا البربر، واتفقوا على توحيد الجهاد، فخاف الطليان من نتائج هذا المؤتمر، فاضطروا للاعتراف بمحمد إدريس السنوسي أميرًا على المناطق الداخلية؛ حرصًا منهم على كسب الوقت للاستعداد وحشد القوات، فعقد الليبيون مؤتمرًا آخر في العام التالي في سِرْت حضره ممثِّلون عن السنوسيين وعن طرابلس، وتمت البيعة فيه لمحمد إدريس السنوسي، وعاد القتال ولم يستطع المجاهدون مقاومةَ الحشود الجرَّارة، فاحتل الطليان طرابلس وقضوا على جمهورية ليبيا الأولى عام 1342هـ / 1923م أما برقة فكانت قيادتها تحت عمر المختار الذي أحرز كثيرًا من الانتصاراتِ في الجبل الأخضر الذي احتله الطليان أخيرًا.

العام الهجري : 1338 العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

عندما اندلعت الحرب العظمى انسحب الأتراك من عسيرٍ، أصبح الأمير حسن آل عائض حاكمًا لعسير، لكِنَّ قبائل قحطان وزهران نفرت منه بسبب استبداده، فأرسلوا إلى الملك عبدالعزيز يستعينون به عليه، فأرسل لهم علماء يعلِّمون الناس العلم وينشرون التوحيد، لكنَّ ابن عائض لم يحسِنْ استقبالهم واستمَرَّ في سياسته، فأرسل الملك عبدالعزيز حملةً بقيادة ابن عمه عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل ومعه قحطان وزهران، فهزموا ابن عائض وابن عمه محمد آل عائض في معركة حجلا؛ فأُسِرَا وأرسلا إلى الرياض، ثم أفرج عنهما وعادا إلى عسير كعمَّال للملك عبدالعزيز.

العام الهجري : 1338 العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

كانت موريتانيا محلَّ أطماع الأوروبيين منذ القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث وصلها البرتغال والهولنديون، وأقاموا مراكز تجارية علي سواحلها بغيةَ الحصول علي الصمغ العربي الذي اشتهرت موريتانيا بإنتاجه، وفي القرن (17م) دخل الفرنسيون والإسبان والإنجليز هذا الصراع، فكانت معاركُ وصدامات بين الأوروبيين من أجل السيطرة علي تجارة الصمغ العربي، وقد أطلق على تلك الحروب اسم حروب الصمغ العربي، التي انتهت بسيطرة الفرنسيين على موريتانيا. بعد الحرب العالمية الأولى شعر الفرنسيون أن الوضعَ قد استقَرَّ لهم فعدُّوا موريتانيا جزءًا من إفريقيا الغربية الفرنسية وأصبحت تحت حمايتها.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

في عام 1919م اتَّفق عددٌ من الوطنيين السوريين على اختيار إبراهيم هنانو لتأليف قواتٍ من المجاهدين، تمكَّنَت من احتلال مدينة أنطاكية، وكان أولُ صدام مسلح بين قوات هنانو والفرنسيين في أكتوبر، ثم قامت بعضُ القوات التابعة لهنانو بالهجومِ على الفرنسين والانتصار عليه، فذاع صيتُه وكثُر مؤيدوه، وبعد توقيع الأمير فيصل بن الحسين على معاهدة الانتداب عام 1920م أصبح وضعُ هنانو صعبًا؛ لحاجته للسلاح، فحصل عليه من تركيا، فواصل في هجومه على الفرنسيين حتى كبَّدهم خسائِرَ فادحةً، واستطاع أسْرَ جنود فرنسيين, واستردادَ مناطِقَ واسعة من الفرنسيين. ولَمَّا دخل الفرنسيون دمشقَ ثمَّ حلب؛ لقَمعِ ثورته، أعلن هنانو دولةَ حلب بإدارته، فبدأت مفاوضاتٌ بينه وبين الفرنسيين. تعرَّض هنانو لكمين قُربَ جبل الشعر بالقرب من حماة يوليو 1921م حيث فقَدَ مُعظَمَ قوَّاته. ونجا هو بنفسه، ثم تمكَّن الفرنسيون من القبضِ عليه وتقديمه إلى محكمةٍ عسكريةٍ فرنسيةٍ بتهمةِ الإخلالِ بالأمنِ والقيام بأعمالٍ إجرامية، فحُكِمَ عليه بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ أطلق سراحَ هنانو مُعتبرًا ثورتَه ثورةً سياسيةً مشروعة، معلنًا استقلاليَّةَ السلطة القضائية الفرنسية عن السُّلطةِ العسكرية!!

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

اعترفت دولة بلجيكا بالإسلام كدينٍ رسمي، وفي عام 1998م بعد ربع قرن على هذا الاعتراف حقَّق المسلمون نجاحًا آخر عندما خاضوا انتخاباتٍ على مستوى الأقلية لاختيار هيئة موحَّدة تمثِّلُهم لدى الحكومة، وتكون بمثابة المُحاوِرِ الرسمي للسلطات البلجيكية في شؤون المسلمين.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

عُصبةُ الأمم منظَّمةٌ دولية تمَّ تأسيسُها بعد الحرب العظمى (العالمية الأولى) والهدف من إنشائها -كما يزعمون- هو التقليل من عملية التسلح العالميَّة، وفكُّ النزاعات قبل أن تتطور لتصبِحَ نزاعًا مسلَّحًا، كما حدث في الحرب العالمية الأولى. وأثبتت المؤسَّسةُ فشلها في مواجهة القوى الفاشية في العالم، وفشَلَها في منع وقوع الحرب العالمية الثانية؛ مما تطلَّب أن يُستبدَلَ بها هيئةُ الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. نشأت فكرةُ عصبة الأمم أساسًا على يد وزير الخارجية البريطاني "إدوارد جراي" وتبنَّاها بشكل كبير الرئيس الأمريكي "وودرو وِيلْسون" الذي أراد أن يرى معاهدة فرساي تتضمَّن نصًّا يدعو لإنشاء هذه المؤسسة الأممية، وقد تم بالفعل إدراجُ نص التأسيس في 25 يناير 1919 من الجزء الأول من المعاهدة. وكان "إنشاء منظمة عامة للأمم ذات مواثيق توفِّر ضماناتٍ متبادلة للاستقلال السياسي واحترام وحدة تراب الأمم الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء"، وهي إحدى النقاط الأربعة عشرة للسلام لوودرو ويلسون. عقدت عصبة الأمم أولَ اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيَّرت من معاهدة فرساي لتصبح النهايةَ الرسمية للحرب العالمية الأولى. وبالرغم من تأييد الرئيس ويلسون لفكرة عصبة الأمم إلا أن الولايات المتحدة، بقيادة الكونجرس الجمهوري، رفضت التصديقَ على ميثاق العصبة أو الانضمام لها؛ فقد رأت الولايات المتحدة أنَّ في النظام التأسيسي لعصبة الأمم محاولةً من الدول الأوروبية الاستعمارية الكبرى للاستئثارِ بغنائم الحرب العالمية الأولى. وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ العُصبةَ كانت قد تمكَّنت من حلِّ النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين، ولكنَّها وقفت عاجزةً عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية؛ مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها عشيَّةَ الحرب العالمية الثانية في 18 إبريل 1946م والاستعاضة عنها لاحقًا بمنظمة الأمم المتحدة. وكان للعصبة مجلس يتكوَّنُ من 4 مقاعد دائمة لبريطانيا، إيطاليا، فرنسا، واليابان، بالإضافة إلى مقاعد أخرى غير دائمة، وكانت الاجتماعات تُمثَّل بمندوبين عن دول العصبة. وتمثَّل الإشكال في التصويت على القرارات بشكل جماعي، الأمر الذي لم يكن واردًا على أرض الواقع، ناهيك عن عدم اكتمال النصاب من قِبَل الدول الأعضاء بعدم التمثيل الدائمِ في جنيف مقَرِّ العصبة، بالإضافة إلى انشغال العصبة في أمور دولية أخرى، كالمحكمة الدولية.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد من فخذ آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، عاشر حكام إمارة جبل شمر في حائل، خلال الفترة من 1908 إلى 1920م. ولِدَ بحائل عام 1898م تولى سعود حكم حائل وعمُرُه 11 سنة تحت وصاية خاله الأمير حمود بن سبهان السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة إلى أن تولَّى الأمير سعود آل عبد العزيز الحكم رسميًّا في حائل 1914م وفي عام 1915 خاض معركة جراب ضِدَّ الملك عبدالعزيز وانتصر فيها. لقي سعود مصرعه على يد ابن عمه عبد الله بن طلال، ثم تولى بعده حكم حائل عبد الله بن متعب بن عبد العزيز.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

احتَلَّ الحلفاءُ استانبول بالكامل، وكانت القواتُ الإنجليزية فقط هي التي احتلَّتْها، وأظهر الإنجليزُ عداءً ظاهريًّا لمصطفى كمال حتى يصنعوا منه بطلًا؛ فبعد سقوط الحكومة التي شُكِّلَت في ظل الاحتلال جرت انتخاباتٌ ونجح مصطفى (أتاتورك) عن أنقرة، فجمع النواب فيها، وشكَّل حكومةً برئاسته، وأظهر التدينَ والتمسُّكَ بالإسلام!!

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

اندلعت ثورة 1920 في فلسطين احتجاجًا على وعد بلفور، وبدأت أحداثها في القدس، ثم امتدت إلى مختلف المدن الفلسطينية؛ فقد سارت جموعٌ حاشدة في مظاهرات صاخبة طافت شوارعَ القدس، وهي رافعة صورة فيصل بن الحسين بصفته ملكًا لسوريا وفلسطين. وحينما وصلت المظاهرة باب يافا في القدس وقع انفجارٌ قوي تبعه قذفُ الحوانيت اليهودية بالحجارة، واشتبك المتظاهرون مع اليهود، ثم مع الإنجليز الذين هُرعوا لحمايتهم. وكانت تلك الأحداثُ بداية الهبَّة الشعبية التي استمرت أسبوعًا لم تستطع السلطاتُ البريطانية إخمادَها رغم إعلان الأحكام العُرفية، وبلغت حصيلةُ القتلى والجرحى من الفلسطينيين تسعة قتلى و251 جريحًا. وتعتبر ثورة 1920 بدايةَ الانتفاضات الشعبية الكبرى على الوجود البريطاني والتغلغل الصهيوني منذ العشرينات من القرن العشرين، وللتعبير عن شعورهم بخيبة آمالهم وإحباط مطالبِهم التي وعدهم بها الحُلَفاءُ مقابِلَ الثورة ضد الدولة العثمانية!!

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

تغيَّرت سياسةُ الحكومة البريطانية في حَجمِ دَعمِها للشريف حسين بعد نهاية الحرب العظمى، فأصبح الدعمُ مرهونًا بالمحافظة على ميزان القوى داخل الجزيرة العربية، والتي يمثِّلُ الشريف حسين أحد أطرافها في الحجاز، مع أطراف أخرى منهم الملك عبدالعزيز في نجد، وابن رشيد في حائل، وغيرهم. ففي هذا العام حدثت أزمةٌ مالية للشريف حسين عندما قلَّصت بريطانيا دعْمَها الماديَّ الذي كان قد بلغ وقت الحرب ما يزيد على 200 ألف جنيه استرليني إلى 27 ألف جنية هذا العام، فأدَّى هذا إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الحجاز؛ لذلك أخذ الشريف يبحث عن مواردَ مالية، مثل: فرض الضرائب على التجار والأهالي، وقطع المعونة التي كان يقدِّمُها للقبائل البدوية الخاضعة لسلطانه، فأثار هذا حالةً من عدم الاستقرار والفوضى في الحجاز، وأخذت القبائل تقطع الطرقَ على قوافل الحجِّ والتجَّار وتقوم بالسلب والنهب؛ مما أدى إلى ضعف سلطان الشريف حسين على الحجاز!

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

انعقد المؤتمر السوري واتخذ عدةَ قراراتٍ تاريخية تنصُّ على إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية استقلالًا تامًّا بما فيها فلسطين، ورفْض ادِّعاء الصهاينة في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وإنشاء حكومةٍ مسؤولة أمام المؤتمر السوري الذي هو مجلس نيابي، وكان يضم ممثِّلين انتخبهم الشعب في سوريا ولبنان وفلسطين. وتنصيب الأمير فيصل حسين ملكًا على سوريا الكبرى، فاستقبلت الجماهيرُ المحتشدة في ساحة الشهداء هذه القراراتِ بكل حماس بالغ وفرحةٍ طاغية باعتبارها محقِّقةً لآمالهم ونضالِهم من أجل التحرر والاستقلال. وتمَّ تشكيلُ الحكومة برئاسة رضا باشا الركابي، وضَمَّت سبعةً من الوزراء، من بينهم فارس الخوري، وساطع الحصري -فيلسوف القومية العربية ومنظِّرها- ولم يَعُد فيصل في هذا العهد الجديد المسؤولَ الأول عن السياسة، بل أصبح ذلك منوطًا بوزارة مسؤولة أمام المؤتمر السوري، وتشكَّلت لجنة لوضع الدستور برئاسة هاشم الأتاسي، فوضعت مشروعَ دستور من 148 مادة على غرار الدساتير العربية. لم يلقَ هذا استحسانَ وقبول الحلفاء، ورفضت الحكومتان: البريطانية والفرنسية قراراتِ المؤتمر في دمشق، واعتبرت فيصل أميرًا هاشميًّا لا يزال يدير البلاد بصفته قائدًا لجيوش الحلفاء في الشام، لا ملكًا على دولة. ودعته إلى السفر إلى أوروبا لعرض قضية بلاده؛ لأن تقريرَ مصير الأجزاء العربية لا يزال بيد مؤتمر السلم المنعقد في "سان ريمو" الإيطالية، والذي جاءت قراراته مخيِّبةً لآمال العرب.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ودخول الدولة العثمانية في تحالفٍ إلى جانب ألمانيا ضِدَّ دول الحلفاء بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، أدى ذلك إلى قطع خطوط المواصلات الاستراتيجية لبريطانيا مع مستعمراتها؛ مما أدى بالتالي إلى انقطاع شريانِ الإمدادات الحيوي للحرب والحياة العامة البريطانية. فقامت بريطانيا باعتمادِ خطةٍ سريعة، كان من بين أهدافها احتلالُ العراق، في الوقت الذي كان الجهدُ العسكري في المواجهات مع ألمانيا وحلفائها منصَبًّا على الجبهات الرئيسية في قلب أوروبا، وبعد تمكن القطاعات البريطانية التابعة لحكومة الهند الشرقية البريطانية من احتلال العراق بصعوبةٍ بسبب الهجمات العثمانية المضادَّة مع المتطوعين، وبعد إتمام احتلال العراق وُضِع تحت انتداب عصبة الأمم،وتحت الإدارة البريطانية، وذلك عام 1918. وبعد بسط النفوذ البريطاني على مجمَل الأراضي العراقية عزمت بريطانيا على تأسيسِ بعض الدوائر والمؤسَّسات المدنية لتسهيل هيمنَتِها على العراق. وبعد انتهاء الأعمال الحربية ناقشت عصبةُ الأمم موضوعَ انتدابها للعراق؛ حيث قررت أن يكون منتدبًا من قِبَل عصبة الأمم وأن تديره المملكة المتحدة مباشرةً، وليست حكومة الهند الشرقية، إلا أن بريطانيا أوكلت لقادتها الميدانيين من جيشِ حكومة الهند البريطانية بتشكيل الإدارة المدنية تحت الإدارة الظاهرية للمملكة المتحدة. وقد ترأَّسها السير برسي كوكس حتى مايو/ أيار عام 1918 فتبعه السير أرنولد وِلْسون، الذي ألغى العديدَ من المؤسسات الإدارية العثمانية، وأنشأ محَلَّها مؤسسات عسكرية خُصِّصَت لإدارة الشؤون المدنية، ووضع على رأسها ضباطًا من رتب عالية لإدارتها بشكلٍ إداري صارم. وقد جلبت الإدارة المدنية عددًا كبيرًا من الكَتَبة والإداريين وأرباب الأعمال الصغيرة من الهنودِ مع عوائلهم إضافةً إلى الأعداد الغفيرة للجنود في جيش الليفي، الذين جلب قسم منهم عوائلهم معه. حيث مارست الحكومةُ المؤقتة البريطانية – الهندية سياسةَ التهنيد من خلال فرض القانون الهندي لحين صياغةِ الدستور العراقي عام 1925؛ بغيةَ إلحاق العراق وضمِّه بالتاج البريطاني. وبعد خسارة بريطانيا حربَها في العراق على أعقاب ثورة العشرين انسحبت تلك القوات تاركةً خلفها تلك الأعداد من الهنود التي بقيت في العراق وذابت مع المجتمع العراقي على مرِّ الزمن. واجه العراقيون العربُ في الوسط والجنوب، والأكرادُ في الشمال بضراوةٍ الاحتلالَ البريطانيَّ وسياساتِ التهنيد وغير ذلك.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

نتيجةً لموقف إنجلترا وفرنسا من مقرَّرات المؤتمر السوري الذي انعقد في مارس تمَّ عقدُ مؤتمر سان ريمو الذي حُدِّدت فيه مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، فانعقد المجلس الأعلى للحلفاء، الذي يعتبَرُ امتدادًا لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية، في المدة ما بين التاسع عشر والخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1920؛ للبحث في شروط الحلفاء للصلحِ مع تركيا طبقًا لمعاهدة سيفر والمصادقة عليها، وذلك بعد إعلان المجتَمِعين في المؤتمر السوري -الذي عُقِدَ في مارس- استقلال سوريا ومناداتهم بفيصل ملكًا عليها. وقد قرر الحلفاء: استقلال سوريا تحت الانتدابِ الفرنسي. واستقلال العراق تحت الانتداب البريطاني. ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها. ولم يكن قرارُ الانتداب في سان ريمو إلَّا تطبيقًا لاتفاقية سايكس بيكو المشهورة، وإصرارًا قويًّا من فرنسا على احتلال سوريا. وكان قرار المؤتمر ضربةً شديدة لآمال الشعب في استقلال سوريا ووحدتها، فقامت المظاهراتُ والاحتجاجات، واشتعلت النفوسُ بالثورة، وأجمع الناسُ على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعاتُ بين زعماء الأمة والملك فيصل، وأبلغوه تصميمَ الشعب على مقاومةِ كُلِّ اعتداء على حدود البلاد واستقلالها.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

صدر قرارٌ بإنشاء المجمَع العِلميِّ العربي بدمشق، والذي عُرِفَ فيما بعد بـ "مجمع اللغة العربية". وقد نهض المجمَعُ بأمور اللغة في سوريا، وأحياها في دواوين الحكومة، وقام بجَمعِ الكتب والمخطوطات، وقد ضَمَّ المجمَعُ بين صفوفه عددًا من أعيان اللغة في العالم العربي. كانت الدولُ الاستعمارية منذ الوهلة التي يضعُ المستعمِرُ قدمَه في أي بلدٍ يستعمِرُه يبدأ بالتنقيب عن آثار البلد لربطِ سكانه بتاريخهم القومي بدَلَ دينِهم وعقيدتِهم التي يمكِنُ أن يكونَ لها أعظَمُ الأثر في مواجهة مخطَّطاته الاستعمارية؛ لذلك عمل الفرنسيون على تشجيع السوريين من خلال هذا المجمَعِ العلمي على الاهتمام باللغة العربية والآثار التاريخية؛ ففي مجال اللغة أخذ المجمَعُ على نفسه في إصلاحِ اللغة العربية، ووضْعِ ألفاظ للمستحدثات العصرية، وتنقيحِ الكتب، وإحياء المهمِّ مما خلَّفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والترجمة، وشراء الكتب، وجلْب كتب بلغة المستعمِر سواء كانت فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية، وأما في مجال الآثار فلم تكن عنايةُ المجمع بجمع الآثار للمتحف بأقَلَّ من اهتمامه باللغة. فجمع أُلوفًا ما بين تماثيل حجرية وأوانٍ معدنية وزجاجية وخزفية، ومجاميع نقود ذهبية وفضية ونحاسية، وأسلحة وصفائح حجارة عليها كتابات، وأدواتٌ أخرى مختَلِفة. ومن هذه الآثار ما هو ذو شأنٍ عظيم قد لا يوجَدُ نظيره في كثيرٍ مِن المتاحف، وقد ألَّفَ المجمَعُ من أعضائه لجنتين: لجنة لُغَوية أدبية تبحَثُ في لغة العرب وآدابها وطرُقِ ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيعِ دائرة العلوم والفنون في البلاد السورية. وألَّف أيضًا لجنة من المختصِّين في معرفة الآثار، ولجنتين أخيرتين، إحداهما لتتَبُّع الآثار القديمة والبحث عنها خارج دمشق من جهات سورية، وجلْب ما يمكِنُ جلبه منها، فذهبت إلى تدمر وجلبت منها ومن حمص بعضَ القِطَع الحجرية القديمة. وكتبت تقريرًا بشأن الآثار والملاحظات التي رأتها في رحلتها. أما اللجنة الأخرى فلتتبُّعِ الآثار القديمة في دمشق، وكتَبَ المجمَعُ منشورًا باللغتين العربية والفرنسية ضمَّنه ملخَّصًا من أخباره وأعماله في هذه المدة، ووزَّعه على المجامِعِ العلمية ودُورِ الكتب والجامعات وأمَّهات المجلات في أوروبا وأمريكا وغيرهما.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

انتهت الحربُ العالمية الأولى ووُضِعَت العراق تحت الانتداب البريطاني، فأظهر الإنجليزُ الفساد من مجاهرة لشرب الخمور، وممارسة الزنا والاختلاط والسير في الطرقات بدون حشمة، بالإضافة لنظرة الاستعلاء بزعمهم أنَّهم جاؤوا ليرفعوا مستوى السكَّان والأخذ بأيديهم نحو الاستقلالِ، ولكن العراقيين (غير اليهود والنصارى الذين صاروا يصِرُّون على أن يبقوا تحت رعاية بريطانيا) كانوا ينظرون إلى الإنجليز نظرةَ ازدراء وكراهية ورغبة في الانتقام والثورة، فحدثت في بعض المناطق هنا وهناك عملياتٌ مثل ما حدث في النجف؛ حيث قُتِلَ مارشال قائد القوات الإنجليزية، وقُتِلَ في إقليم زاخو في الشمال النقيب بعسن الذي أراد رفع النصارى فوق المسلمين، وقُتِلَ الحاكم الإنجليزي في العمادية وتكَرَّرت مثل هذه العمليات، وخاصة بين العشائر، سواء في الشمال في منطقة الأكراد، أو في الجنوب في لواء المنتفق، حتى كانت بعضُ الاحتفالات يُلقى فيها الخطب الحماسية أو بعض الأشعار الحماسية التي تُشعِلُ نار الثورة فتتحَرَّك، وبقيت هكذا تغلي نفوس العراقيين حتى اندلعت ثورةُ العشرين حين اعتُقِل الشيخ شعلان أبو الجون شيخ قبائل بني حجيم، فهاجمت القبيلة مقرَّ الحاكم وخلَّصت الشيخ شعلان منهم، وكانت هذه الحادثة الشرارةَ لاندلاع الثورة العراقية. مرت الثورة في مراحل ثلاث: أولاها: تتمثل في الأحداث التي مهَّدت للثورة، وهي الأحداث التي جرت في بغداد وكربلاء ودير الزور وتلعفر والموصل، والثانية: تتمثل في الثورة المسلَّحة التي انطلقت في الرميثة في الثلاثين من حزيران 1920 ثم عمَّت منطقة الفرات الأوسط. أما الثالثة: فتتمثل في انتشار الثورة في مناطِقِ العراق الأخرى كديالي والغراف وغيرهما. وتعَدُّ الثورة في منطقة الفرات الأوسط بمثابة العمود الفقري لثورة العشرين كلها؛ ففي هذه المنطقة حصلت الانتصاراتُ الكبرى للثورة، كما أنَّ هذه المنطقة هي التي تحمَّلت العبءَ الأكبر من التضحيات في الأنفس والأموال، وصمدت للقتال فترة طويلة نسبيًّا نحو ثلاثة أشهر، وبعد أن عمَّت الثورة منطقةَ الفرات الأوسط أقام العراقيون سلطاتٍ محلية، ثم انتقلت إلى بعقوبة وديالي وأربيل وكركوك وخانقين، وقد تمكن الإنجليز من القضاء عليها بسهولة وفي خلال وقت قصير. هاجم رجال القبائل الكوفةَ واستولوا على قرية الكفل، وقتل الثوارُ مئةً وثمانين مستعمرًا وأسَروا مئة وستين، كما استولوا على عتادٍ حربيٍّ وذخيرة، وأغرقوا الباخرةَ فلاي في شطِّ الكوفة، كما سيطر رجالُ القبائل على المسيب وكربلاء والنجف وسدة الهندية، والجديرُ بالذِّكرِ أنَّ هذه الثورة التي عمَّت أرجاء القطر العراقي شارك فيها على السواء السُّنَّة والشيعة. أخذت النجدات الإنجليزية تصِلُ إلى العراق حتى وصل من القوات الغازية 133 ألف مقاتل، وبدأت تستعيد المدن شيئًا فشيئًا حتى أنهوا تلك الثورةَ، وبعد ثلاثة أشهر أعلِنَ العفوُ العامُّ.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

وقَّعت الدولةُ العثمانية معاهدةَ سيفر مع الحلفاء بعد هزيمتها في الحربِ العالمية الأولى واحتلالِ معظَمِ أراضيها، في مدينة سيفر الفرنسية، وكانت هذه المعاهدةُ بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة العثمانية وتفكُّكِها ثم انهيارها؛ بسبب شروطها القاسية والمُجحِفة، والتي كانت بدافع النِّقمةِ مِن هزيمة الحُلَفاء في معركة غاليبولي، وضخامة الخسائر التي تكبَّدها الحلفاء على يد القوات العثمانية؛ فقد نصَّت المعاهدة على التالي: أن تكون سوريا وفلسطين وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليًّا) دُولًا مستقلَّةً، تتولى الوصايةَ عليها القواتُ المنتدَبة من عُصبةِ الأمم. تَخلِّي الدولةِ العثمانية عن كلِّ سلطاتها الإقليمية في شمال إفريقيا. تخلِّي الدولة العثمانية عن تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون سميرنا (أزمير حاليًّا) والإقليم الأيوني تحت حكمِ اليونان لمدة خمس سنوات. الاعترافُ باستقلال أرمينيا، ويُضمُّ إليها جزءٌ كبير من شرق تركيا. منحُ حريةِ الملاحة في كلِّ المياه التي حول الدولة العثمانية لسفن جميع الدول. تقلُّصُ القوات التركية المسلَّحة إلى قوة شرطة فقط. هيَّأت معاهدةُ سيفر أن يكون الاقتصادُ التركي محكومًا من قِبَل لجنةٍ للحلفاء. وكان من النتائج المباشِرة لتلك الاتفاقية سقوطُ هيبة الدولة العثمانية، وكانت الضربةُ قبل الأخيرة في إلغائِها؛ حيث وقَّعت الحكومة العثمانية هذه المعاهدةَ، فكانت خسارة فادحة للاتحاديين الأتراك لذلك لم يُقِرُّوها، بينما كانت نصرًا لمصطفى كمال الذي أطاح بالحكومة العثمانية الضعيفة، وأقام كيانًا تركيًّا علمانيًّا مستقلًّا، عاصمته أنقرة.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

تقدَّم اللورد ملنر وزير المستعمرات الألماني إلى الوفدِ المصري بنصِّ مشروع معاهدة تتكوَّن من عدة مواد، ومنها: (المادة الأولى) تتعهد بريطانيا بضمان سلامة أرضِ مِصرَ واستقلالها كمملكةٍ ذات أنظمة دستورية. (المادة الثانية) تتعهَّدُ مصر من جانبها ألَّا تَعقِدَ أيَّ معاهدة سياسية مع أي دولة أخرى بدون رضا بريطانيا. (المادة الثالثة) نظرًا للمسؤولية الملقاة على عاتق بريطانيا بمقتضى الفقرة المتقدمة، ونظرًا لِما لها من المصلحة الخاصة في حفظ مواصلاتها مع ممتلكاتها في الشرق والشرق الأقصى، فمِصرُ تعطيها حقَّ إبقاء قوة عسكرية بالأراضي المصرية، وحقَّ استعمال الموانئ والمطارات المصرية لغَرَضِ التمكن من الدفاع عن القُطرِ المصري، ومن المحافظة على مواصلاتها مع أملاكها المذكورة، أما المكان أو الأمكنة التي تعسكِرُ فيها تلك الجنود البريطانية فإنها تعَيَّن بعد اتفاق الطرفين، إلى غير ذلك من المواد. كما أن الوفد المصري قدَّم مشروعَ معاهدة إلى لجنة اللورد ملنر، والتي تتكوَّنُ مواده من: (المادة الأولى) تعترف بريطانيا باستقلال مصر. وتنتهي الحماية التي أعلنتها بريطانيا على مصر في 18 ديسمبر سنة 1914 هي والاحتلال العسكري الإنجليزي، وبذلك تستردُّ مصرُ كامِلَ سيادتها الداخلية والخارجية، وتكونُ دولةً مَلَكيةً ذات نظام دستوري. (المادة الثانية) تُجلي بريطانيا جنودَها عن القطر المصري بدءًا من تاريخ العمل بهذه المعاهدة. (المادة الخامسة) في حالة إلغاء المحاكم القُنصلية وإحالة محاكمة الأجانب على ما يقع منهم من الجنايات والجُنَح إلى المحاكم المختلطة تَقبَل مصر أن تعَيِّن أحدَ رجال القانون من التبعية الإنجليزية في وظيفة النائبِ العمومي لدى المحاكمِ المختلطة.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

قامت الحكومةُ البريطانية بتعيين هربرت صموئيل الصهيوني مندوبًا ساميًا لحكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، وقد وضع الانتداب موضِعَ التنفيذ رسميًّا في 29 سبتمبر 1923م بعد أن وقَّعت تركيا على معاهدة لوزان.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

أعلن المؤتمرُ الوطني في تركيا بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى"الميثاق الوطني" الذي تضمَّن عِدَّةَ مبادئ تشمل: حقَّ تقرير المصير. تأمينَ القسطنطينية، فتحَ المضايق، حقوقَ الأقليَّات. إلغاءَ الامتيازات الأجنبية. وقد يلاحَظُ أنَّه يحتوي على الحد الأدنى من شروط السلام التي وافقت عليها تركيا في معاهدة السلام التي ستنتهي بها الحربُ العالمية الأولى. ومن بين القراراتِ التي خرجت من الاجتماع وخاصة اعتماد الميثاق الوطني "التذكار الوطني" الذي أعِدَّ مِن قِبَل مصطفي كمال أتاتورك مسبقًا في جلسة سرية بجهود مكثَّفة لنواب أعضاء جمعية قانون الدفاع في يناير 1920م، ثم أُعلِنَت الجمهورية في فبراير، وقد شكَّلت حدود تركيا وفقًا لمبادئ الميثاق الوطني إلى حدٍّ كبير.

العام الهجري : 1339 العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

تم توقيعُ معاهدة الصداقة "الأفغانية - السوفيتية الأولى" وهي أول معاهدة تعقِدُها أفغانستان بعد إعلان استقلالها في عام 1919؛ حيث نصَّت المعاهدة على إعادة منطقة "بنجده" -وهي التي كان الروس قد استولوا عليها في عام 1885م- والاعتراف باستقلال الولايات الإسلامية (بخارى وكييف) وعدم الاعتداء بين الطرفين 25 سنة، الأمر الذي لم يفعَلْه الاتحاد السوفيتي حتى سقوطِه في عام 1991. وقد عقَدَ هذه المعاهدةَ الملكُ أمان الله الذي ضاعف حجمَ التبادُلِ التجاري السوفيتي الأفغاني 9 مرات.