الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

كان وزيرُ المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل قد اتَّفق مع الملك فيصل ابن الشريف حسين قبل تسَلُّمِه المُلْك أن تكون معاهدةٌ بين الطرفين تحُلُّ مكانَ الانتداب، غيرَ أن الإنجليز قد فهموا من هذه العبارة أنَّ الاستقلالَ صورةٌ، والواقِعَ انتدابٌ؛ فالمَلِك ليس أكثَرَ مِن اسمٍ؛ فالمتصَرِّفُ الفعلي والحقيقي هو المعتمد السامي البريطاني، والوزراء ليس لهم سوى التوقيع على قراراته، وصاحِبُ الكلمة هو المستشار البريطاني، وأما الملِكُ فيصل والعراقيون ففَهِموا أنَّ المعاهدةَ ستُلغي الانتداب وتبيِّن العلاقات المتبادلة بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية! ونتيجةً لهذا التباين تأخَّر توقيعُ المعاهدة حتى قُدِّمت للدراسة والتوقيعِ عليها، وكانت تضمُّ بنودًا عديدةً، منها: أن يوافق مَلِك العراق على أن يستدِلَّ بما يقدِّمُه ملك بريطانيا من المشورة بوساطةِ المعتمد السامي جميع الشؤون المهمة التي تمسُّ بتعهدات ومصالح مَلِك بريطانيا، ويستشير ملك العراق المعتمدَ السامي الاستشارةَ التامة فيما يؤدي إلى سياسة مالية ونقدية سليمة، ومنها: أنَّ مَلِكَ العراق لا يعيِّنُ مدة المعاهدة موظفًا دون موافقة ملك بريطانيا، ومنها: أن يتعهَّد مَلِكُ العراق بقَبول الخطة الملائمة التي يشير بها مَلِك بريطانيا، ومنها: لا تُتَّخَذ وسيلةٌ ما في العراق لمنع أعمال التنصير أو للمُداخلة فيها أو لتمييز منَصِّر ما على غيره بسبب اعتقاده الديني أو جنسيته! ولم يكن في نصوص المعاهدة أيُّ ذكرٍ لانتهاء الانتداب، وأكثَرُ بنودها هو ترسيخ للوجود البريطاني والوصاية الواضحة على الملِك، ولم يوافِقِ الوزراء على المعاهدة، فاستقال الوزراءُ كُلُّهم واحدًا تلوَ الآخر، ولم توقَّعْ هده المعاهدة المعروفة بمعاهدة 1922م إلا في الحكومة الثالثة في ليلة 9 ذي القعدة 1342ه بعد منتصف الليل في جلسةٍ غيرِ اعتياديةٍ، وبعد أن بطش المعتمد السامي بالحركة الوطنية، فوُقِّعت المعاهدة، ثم ألحِقَ بند بالمعاهدة بأنَّ المعاهدة ينتهي مفعولها حين دخول العراق عُصبةَ الأمم المتَّحِدة، وألَّا يتجاوَزَ ذلك مدة أربع سنوات، ويُذكَرُ أنَّ بريطانيا أصلًا بعد أن دخلت العراقُ عُصبةَ الأمم كانت قد أفرغت كلَّ الخزائن في الولايات التي كانت تابعةً للعثمانيين، ونهبت كلَّ ما تستطيع نهْبَه حتى الأوقاف، ووضعت يدَها عليها، فلم يعُدْ لها أي مصلحةٍ كبيرة في البقاء بالعراق من الناحية الاقتصادية!!! حتى إن بعض المسؤولين فكَّر بالانسحاب نهائيًّا فور تنصيب المَلِك، ولكِنْ هناك من يرى أن المصالح البريطانية أبعَدُ من مجرد المال الذي انتهى من العراقِ، وإنما محاولة إبقاء التبعيَّة والوصاية من أجل أن تبقى العراقُ تحت السيطرةِ.

العام الهجري : 264 العام الميلادي : 877
تفاصيل الحدث:

توفِّيَ أماجور والي دمشق، فتولى ابنُه مكانَه، فتجهَّزَ ابنُ طولون ليسيرَ إلى الشام فيَملِكَه، فكتب إلى ابن أماجور له أنَّ الخليفة قد أقطعه الشَّامَ والثغور، فأجابه بالسَّمعِ والطاعة، وسار أحمد، واستخلف بمصرَ ابنَه العباس، فلقيه ابن أماجور بالرملة، فأقره عليها وسار إلى دمشق فمَلَكَها وأقرَّ أماجور على أقطاعِهم، وسار إلى حمص فملَكَها وكذلك حماة، وحلب. وراسلَ سيما الطويل بأنطاكية يدعوه إلى طاعتِه ليُقِرَّه على ولايته، فامتنع، فعاوده فلم يُطِعْه، فسار إليه أحمد بن طولون، فحَصَره بأنطاكيَّة، وكان سيئَ السيرة مع أهل البلد، فكاتبوا أحمد بن طولون، ودلُّوه على عورة البلد، فنصَبَ عليه المجانيقَ وقاتَلَه، فمَلَك البلدَ عَنوةً، والحِصنَ الذي له، وركب سيما وقاتلَ قتالًا شديدًا حتى قُتِل ولم يعلَمْ به أحدٌ، فاجتاز به بعضُ قوَّاده، فرآه قتيلًا فحمَلَ رأسَه إلى أحمد، فساءه قَتلُه. ورحل عن أنطاكية إلى طرسوس، فدخلها وعزم على المُقام بها وملازمة الغُزاة، فغلا السِّعرُ بها وضاقت عنه وعن عساكِرِه، فركب أهلُها إليه بالمخيم وقالوا له: قد ضَيَّقْتَ بلَدَنا وأغليتَ أسعارَنا؛ فإمَّا أقمْتَ في عددٍ يَسيرٍ، وإمَّا ارتحلْتَ عنَّا، وأغلظوا له القولَ، وشَغَّبوا عليه، فقال أحمد لأصحابه: لتنهَزِموا من الطرسوسيين، وترحلوا عن البلد، ليظهَرَ للنَّاسِ وخاصةً العدُوَّ أنَّ ابن طولون على بُعدِ صِيتِه وكثرةِ عَساكِرِه لم يقدِرْ على أهل طرسوس؛ وانهزم عنهم ليكونَ أهيبَهم في قلبِ العَدُو، وعاد إلى الشام. فأتاه خبَرُ ولده العباس- وهو الذي استخلفه بمصرَ- أنه قد عصي عليه، وأخذ الأموالَ وسار إلى بُرقة مُشاقًّا لأبيه، فلم يكتَرِثْ لذلك، ولم ينزعِجْ له، وثبتَ وقضى أشغاله، وحَفِظَ أطراف بلاده، وتَركَ بحرَّانَ عسكرًا وبالرِّقَّة عسكرًا مع غلامِه لؤلؤ، وكان حرَّان لمحمد بن أتامش، وكان شجاعًا فأخرجه عنها وهزمه هزيمةً قبيحةً، فلمَّا بلغ خبَرُه أخاه موسى بن أتامش، وكان شُجاعًا بطلًا فجمع عسكرًا كثيرًا وسار نحو حَرَّان، وبها عسكَرُ ابن طولون، ومُقَدَّمُهم أحمد ابن جيعويه، فلما وصله خبَرُ مسيرِ موسى أقلقَه ذلك وأزعجه، ففَطِنَ له رجلٌ مِن الأعرابِ، يقال له أبو الأغر، فقال له: أيُّها الأميرُ، أراك مفكِّرًا منذ أتاك خبَرُ ابن أتامش، وما هذا محلَّه؛ فإنَّه طيَّاشٌ قَلِقٌ، ولو شاء الأميرُ أن آتيَه به أسيرًا لفعلتُ، فغاظه قولُه، وقال: قد شئتُ أن تأتيَ به أسيرًا؛ قال: فاضمُمْ إليَّ عشرينَ رجلًا أختارُهم، قال: افعَلْ، فاختار عشرينَ رجلًا وسار بهم إلى عسكر موسى، فلمَّا قاربَهم كَمَنَ بعضُهم، وجعل بينه وبينهم علامةً إذا سَمِعوها ظهروا. ثم دخل العسكرَ في الباقينَ في زي الأعرابِ، وقارب مُضارَب موسى، وقصد خيلًا مربوطةً فأطلَقَها وصاح هو وأصحابُه فيها فنَفَرت، وصاح هو ومَن معه من الأعراب، وأصحابُ موسى غارُّون، وقد تفَرَّق بعضُهم في حوائجهم، وانزعج العسكَرُ، ورَكِبوا ورَكِبَ موسى، فانهزم أبو الأغَرِّ من بين يديه، فتَبِعَه حتى أخرجه من العسكرِ، وجاز به الكمينَ، فنادى أبو الأغَرِّ بالعلامة التي بينهم، فثاروا من النواحي، وعطفَ أبو الأغرِّ على موسى فأسَروه، فأخذوه وساروا حتى وصلوا إلى ابنِ جيعويه، فعَجِبَ الناس من ذلك، فسيَّرَه ابن جيعويه إلى ابن طولون، فاعتَقَله وعاد إلى مصر.

العام الهجري : 354 العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

هو شاعِرُ الزَّمانِ المَشهورُ، أبو الطَّيِّب أحمَدُ بنُ حُسَين بن حسن الجعفي الكوفي, الأديبُ الشهيرُ بالمتنبي. ولد سنة 303 بالكوفة في مَحلَّةٍ تسمى كندة فنُسِبَ إليها، وليس هو من كِندَةَ القبيلة، بل هو جعفيٌّ. قَدِمَ الشامَ في صباه, ثم أقام بالبادية يقتَبِسُ اللغة والأخبار, واشتغل بفنونِ الأدب ومَهَر فيها، وكان من المُكثِرينَ مِن نقلِ اللغة والمطَّلِعينَ على غَريبِها وحواشيها، ولا يُسألُ عن شَيءٍ إلَّا واستشهد فيه بكلامِ العَرَبِ مِن النَّظمِ والنَّثرِ، وكان من أذكياءِ عَصرِه. بلغ الذِّروةَ في النَّظمِ، وأربى على المتقَدِّمين, وسار ديوانُه في الآفاق، واعتنى العُلَماءُ به فشرحوه في أكثَرَ مِن أربعينَ شرحًا ما بين مُطَوَّلات ومُختصَراتٍ، ولم يُفعَلْ هذا بديوانٍ غَيرِه. كما أنَّ له حِكمًا وأمثالًا ومعانيَ مُبتكَرةً, وإنَّما قيل له المتنبِّي؛ لأنَّه ادَّعى النبُوَّةَ في باديةِ السَّماوة، وافتَتَن به بعضُ ضِعافِ العُقولِ، وكَذَب عليهم أنَّه يُوحى إليه قرآنٌ يُؤَلِّفُه مِن نَفسِه وشَيطانِه، وكان لؤلؤ أميرُ حمص من قِبَل الإخشيد قبض عليه ثمَّ أطلقه بعدما استَتابه، وقيل: إنَّه قال: أنا أوَّلُ مَن تنبَّأ بالشِّعرِ. تنقَّلَ في البلاد يمدحُ الأمراءَ مقابِلَ المال، لازم سيفَ الدولةِ كثيرًا ومدح كافور متولِّيَ أعمالِ مِصرَ ثمَّ هجاه ومدح مُعِزَّ الدَّولة البويهي, وقد نال بالشِّعرِ مالًا جليلا, يقال: وصل إليه من ابنِ العميدِ ثلاثون ألف دينار، وناله مِن عَضُدِ الدولة مثلها. كان المتنبي يركَبُ الخيلَ بزِيِّ العَرَب، وله شارةٌ وغِلمانٌ وهَيئةٌ. مدح كافورَ وفي رجليه خُفَّان وفي وسَطِه سيفٌ ومِنطَقةٌ ويركَبُ بحاجبين من مماليكِه وهما بالسُّيوفِ والمناطق، ولَمَّا لم يُرضِه كافور هجَاه وفارَقَه ليلةَ عيدِ النَّحرِ سنة 350، ووجَّهَ كافور خَلْفَه رواحِلَ إلى جِهاتٍ شَتَّى فلم يُلحَقْ، وكان كافور وعده بولايةِ بعضِ أعمالِه، فلمَّا رأى تعاليَه في شِعرِه وسُمُوَّه بنَفسِه، خافه، وعوتِبَ فيه فقال كافور: يا قومِ، مَن ادَّعى النبوَّةَ بعدَ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم، أمَا يدَّعي المملكةَ مع كافور؟! فحَسْبُكم! والمتنبي هو القائِلُ: لولا المشقَّةُ ساد الناسُ كُلُّهم... الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قتَّالُ, وله عِدَّةُ أبياتٍ فائقة يُضرَبُ بها المثَلُ. وكان مُعجَبًا بنَفسِه, كثيرَ الفَخرِ والتَكبُّرِ, فمُقِتَ لذلك. يقال: إنَّ أبا المتنبِّي كان سَقَّاءً بالكوفةِ، وإلى هذا أشار بعضُ الشُّعَراءِ في هجو المتنبِّي، حيث قال: أيُّ فَضلٍ لشاعرٍ يطلُبُ الفضلَ مِن النَّاسِ بُكرةً وعَشِيَّا * عاش حينًا يبيعُ في الكوفةِ الماءَ، وحينًا يبيعُ ماءَ المُحَيَّا. وخبَرُ قَتْلِه أنَّ فاتِكَ الأسدي في جماعةٍ مِن الأعرابِ اعتَرَضوا المتنبِّي ومَن معه وكانوا متَّجِهينَ إلى بغدادَ قافلينَ مِن شيراز، عند النُّعمانيَّة مِن دير العاقول قُربَ النهروان. فقُتِلَ المتنبي ومعه ابنُه مُحَسَّد وغلامُه مُفلِح, وقيل: لَمَّا فَرَّ أبو الطيِّب حين رأى الغَلَبة، قال له غلامُه: لا يتحَدَّثُ النَّاسُ عنك بالفِرارِ أبدًا وأنت القائِلُ: فالخَيلُ واللَّيلُ والبَيداءُ تَعرِفُني... والحَربُ والضَّربُ والقِرطاسُ والقَلَمُ. فكَرَّ راجعًا حتى قُتِلَ، وكان هذا البيتُ سبَبَ قَتلِه.

العام الهجري : 150 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 767
تفاصيل الحدث:

هو الإمام، فقيه الملة، أبو حنيفة النُّعمانُ بنُ ثابت بن زوطى التيميُّ ولاءً، فقيهُ العراقِ إمامُ الحنفيَّة، أحد الأئمة الأربعة المشهورين أصحاب المذاهب المعروفة، يقال: إنه من أبناء الفرس ولد سنة 80, وكان حسن الوجه حسن المجلس، شديد الكرم حسن المواساة لإخوانه، وكان ربعة من الرجال، وقيل كان طوالا تعلوه سمرة،. أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم وهم: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحداً منهم ولا أخذ عنه، وأصحابه يقولون: لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولم يثبت ذلك عند أهل النقل. أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وسمع عطاء بن أبي رباح وهو أكبر شيخ له, وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافعاً مولى عبد الله بن عمر، وكان معروفًا بالزهد والورَع وكثرة العبادة، والوقار والإخلاص وقوة الشخصيَّة، كثير التعطر، لا يتكلم إلا جوابا، ولا يخوض فيما لا يعنيه. قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة. كان خزازا يبيع الخز. قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة فقال: نعم، رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. لم يرضَ أن يليَ القَضاءَ لأحدٍ، وطلبه المنصورُ للقضاء فأبى، وكان منها حبسُه، وقيل: مات في الحبسِ ببغداد، قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: "مررت مع أبي بالكناسة – موضع بالكوفة- فبكى، فقلت له: يا أبت ما يبكيك فقال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط، على أن يلي القضاء، فلم يفعل". وقيل: إنَّه توفِّيَ وهو يصلِّي.

العام الهجري : 300 العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

سببُ ذلك أنَّ محمَد بن هُرمُز، المعروفُ بالمولى الصندليِّ، كان خارجيَّ المذهب، وكان قد أقام ببُخارى وهو من أهلِ سِجِستان جنوب غرب أفغانستان، وكان شيخًا كبيرًا، فجاء يومًا إلى الحُسين بن عليِّ بنِ محمَّد العارض يَطلُبُ رِزقَه، فقال له: إنَّ الأصلحَ لِمِثلِك من الشيوخِ أن يلزمَ رباطًا يَعبُدُ الله فيه، حتّى يوافيَه أجلُه، فغاظه ذلك، فانصرف إلى سِجِستان والوالي عليها منصورُ بنُ إسحاق، فاستمال جماعةً من الخوارج، ودعا إلى الصَّفَّار، وبايع في السرِّ لِعَمرو بن يعقوب بن محمَّد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسُهم محمَّد بن العبّاس، المعروف بابن الحَفَّار، وكان شديدَ القوَّة، فخرجوا، وقبضوا على منصورِ بن إسحاقَ أميرِهم وحبَسَوه في سجن أرك، وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلَّموا إليه سجستان، فلمَّا بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سيَّرَ الجيوشَ مع الحسين بن عليٍّ، مرّةً ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعةَ أشهر، فصعد يومًا محمَّدُ بن هُرمُز الصندليُّ إلى السور، وقال: ما حاجتُكم إلى أذى شيخٍ لا يصلُحُ إلَّا لِلُزومِ رِباطٍ؟ يُذَكِّرُهم بما قاله العارضُ ببخارى؛ واتَّفق أنَّ الصندليَّ مات، فاستأمن عمرُو بن يعقوب الصَّفَّار وابن الحفَّار إلى الحسين بن عليٍّ، وأطلقوا منصور بن إسحاق، وكان الحسينُ بن عليٍّ يُكرِمُ ابن الحفَّار ويقرِّبُه، فواطأ ابن الحفَّار جماعة على الفتك بالحسين، فعَلِمَ الحسين بذلك، وكان ابنُ الحفَّارِ يدخُلُ على الحسين، لا يُحجَبُ عنه، فدخل إليه يومًا وهو مُشتَمِلٌ على سيف، فأمر الحُسَينُ بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بُخارى، ولَمَّا انتهى خبر فتح سِجِستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجورَ الدواتيَّ، وأمر الحسينَ بالرجوعِ إليها فرجع ومعه عمرُو بن يعقوب وابن الحفّار وغيرهما، وكان عَودُه في ذي الحجَّة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمدُ منصورًا ابنَ عمِّه إسحاق على نَيسابور وأنفَذَه إليها، وتوفِّي ابنُ الحفّار.

العام الهجري : 324 العام الميلادي : 935
تفاصيل الحدث:

هو عليُّ بنُ إسماعيلَ بنِ إسحاق بنِ سالم بن إسماعيلَ بنِ عبد الله بن موسى ابنِ أمير البصرةِ بلال بن أبي بُردة ابن صاحبِ رَسولِ اللهِ- صلَّى الله عليه وسلَّم- أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري، اليماني، البصري. أبو الحسَن الأشعريُّ المتكلِّم المشهور، وُلِدَ بالبصرة سنة 260، وقيل: ولد سنة سبعين. كان عجبًا في الذَّكاء وقُوَّةِ الفَهمِ. يقولُ الذهبي: "لأبي الحسن ذكاءٌ مُفرِطٌ، وتبحُّرٌ في العِلمِ، وله أشياءُ حَسَنةٌ، وتصانيفُ جمَّة تقضي له بسَعةِ العلم" كان أوَّلَ أمرِه مع المعتزلةِ وتعَلَّم معهم، وعنهم أخذ حتى برع وصار إمامًا فيهم، حتى كان يتولَّى الجدلَ عن شيخِه الجُبَّائي، ولَمَّا برع في معرفةِ الاعتزال، كَرِه الجبَّائي وتبرَّأ منه، فأعلن رجوعَه عن الاعتزالِ وعمَّا كان يعتَقِدُه من معتقداتِهم، فمال إلى الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين ثم أخذ يرُدُّ على المعتزلة، ويهتك عَوارَهم. قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: "كانت المعتزلةُ قد رفعوا رؤوسَهم، حتى نشأ الأشعريُّ فحَجَرَهم في أقماعِ السِّمسِم" ولكنَّه لم يكُنْ كذلك على مِثلِ ما كان عليه المحَدِّثون من الاعتقادِ، فأصبح يشكِّلُ لنَفسِه مذهبًا مستقلًّا عُرِفَ إلى اليوم بالأشعريَّة، ثم بعد أن ظَلَّ فترةً على هذا المنوال مال بالكليَّة إلى مذهب المحَدِّثين كالإمام أحمد، والبربهاري، وغيرهم في الاعتقاد، ورجع عمَّا كان عليه, وألَّفَ لذلك كتابه الشهيرَ ((الإبانة عن أصول الدِّيانة))، فكانت مراحِلُه ثلاثة: الاعتزالُ، ثم الأشعريَّة، ثم رجع إلى أهل الحديثِ والأثَرِ، ومن مؤلَّفاتِه أيضًا: مقالات الإسلاميين، والرد على المجسمة وغيرها. قال زاهر بن أحمد السرخسي: "لَمَّا قَرُبَ حضورُ أجَلِ أبي الحسن الأشعري في دارِي ببغداد، دعاني فأتيتُه، فقال: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكَفِّرُ أحدًا من أهل القِبلةِ؛ لأنَّ الكُلَّ يشيرونَ إلى معبودٍ واحدٍ، وإنَّما هذا كُلُّه اختلافُ العبارات" قلت- والكلام للذهبي-: "وبنحو هذا أدينُ، وكذا كان شيخُنا ابنُ تيميَّةَ في أواخِرِ أيَّامِه يقول: أنا لا أكَفِّرُ أحدًا مِن الأمَّةِ"

العام الهجري : 688 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1289
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصور شهاب الدين محمود بن الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل. وقد توفِّيَ يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان، وصلي عليه بالجامع الأموي، ودفِنَ مِن يومِه.

العام الهجري : 889 العام الميلادي : 1484
تفاصيل الحدث:

كان الإسبان قد أسروا الملك أبا عبد الله محمد الصغير، وفي هذه السنة تم فك أسره بسعاية أمِّه الأميرة عائشة الحرة، بعد مفاوضات انتهت بعقد معاهدة مع ملك قشتالة تقتضي دفع غرامة مالية باهظة، والإفراج عن الأسرى الإسبان، وأن يكون الملك أبو عبد الله الصغير تحت حكم قشتالة وحكم ملكها فرديناند إلى غير ذلك من شروط مهينة، تحقِّقُ سياسة الاستيلاء على غرناطة.

العام الهجري : 677 العام الميلادي : 1278
تفاصيل الحدث:

استولى ملك غرناطة الفقيه محمد الثاني بن الأحمر على مالقة وضمها إلى مملكته، وكان المنصورُ يعقوب ملك بني مرين يطمع فيها فساءت بذلك العلاقةُ بينه وبين ملك غرناطة، فعَزَم على قتلِه.

العام الهجري : 635 العام الميلادي : 1237
تفاصيل الحدث:

قوي المجاهِدُ أسد الدين شيركوه الأصغر صاحب حمص بعد موت الكامل، وأغار على حماة وحصرها واستعدَّ أهل حلب، واستنجدوا عسكرًا من الخوارزمية، وعسكرًا من التركمان، كان قد صار إليهم عِدَّة من أصحاب الملك الكامل، فأكرموهم، وبَعَثوا إلى السلطان غياث الدين كيخسرو بن كيقباذ، ملك الروم، يسألونه إرسالَ نجدة، فأمدَّهم بخيار عسكره، وخرجوا فمَلَكوا المعرَّة، ونازلوا حماة، وقاتلوا المظفَّر صاحبَها، فثبت لهم وامتنع عليهم وقاتلهم، وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل على الرحبةِ منازلًا لها، فلما بلغه موتُ أبيه الملك الكامل رحل عنها، فطَمِعَ فيها مَن معه من الخوارزمية، وخرجوا عن طاعته، وهموا بالقَبضِ عليه، فقصد سنجار، وامتنع بها مُدَّة، وترك خزائنَه وأثقاله، فانتهبها الخوارزميَّة، وتحكموا في البلاد الجزرية، وطَمِعَ فيه السلطان غياث الدين كيخسرو بن كيقباذ ملك بلاد الروم، وبعث إلى الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف صاحب حلب توقيعًا بالرَّها وسروج، وكانا مع الصالحِ نجم الدين أيوب، وأقطع المنصورُ ناصر الدين الأرتقي، صاحب ماردين، مدينةَ سنجار ومدينة نصيبين، وهما من بلاد الصالحِ أيضًا، وأقطع المجاهِدُ أسد الدين شيركوه، بلدة عانة وغيرها من بلاد الخابور، وعزم السلطانُ غياث الدين كيخسرو على أن يأخذ لنَفسِه من بلاد الصالح أيضًا آمد وسميساط، وصار الملك الصالح محصورًا بسنجار، فطمع فيه الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وحصره بسنجار في ذي القعدة، وأراد حمْلَه إلى بغداد في قفص حديد؛ كراهةً فيه، لِما كان عنده من التجبر والظلم والتكبر، فلما أشرف بدر الدين لؤلؤ على أخذ سنجار بعث الصالح إليه القاضي بدر الدين يوسف بن الحسن الزرزاري قاضي سنجار، بعد ما حَلَق لحيته، ودلَّاه من السور، وكان القاضي الزرزاري متقدمًا في الدولةِ الأشرفية، فتوجه القاضي في خفيةٍ إلى الخوارزمية، واستمالهم وطيَّبَ خواطِرَهم، بكثرة ما وعدهم به فمالوا إليه، بعد ما كانوا قد اتفَقوا مع صاحب ماردين، وقصدوا بلاد الملك الصالح نجم الدين أيوب، واستولوا على العُمَّال، ونازلوا حران وكان الملك الصالح قد ترك بها ولده المغيث فتح الدين عمر بن الصالح فخاف من الخوارزمية، وسار مختفيًا حتى فرَّ إلى قلعة جعبر، فساروا خَلْفَه، ونهبوا ما كان معه، وأفلَتَ منهم في شرذمة يسيرةٍ إلى منبج، فاستجار بعمة أبيه، الصاحبة ضيفة خاتون، أم الملك العزيز، صاحب حلب، فلم تقبَلْه، ففَرَّ إلى حران، وفيها أتاه كتابُ أبيه يأمره بموافقة الخوارزمية، والوصولِ بهم إليه لدفع بدر الدين لؤلؤ صاحبِ الموصل، فاجتمع المغيثُ عمر، والقاضي بدر الدين قاضي سنجار بالخوارزمية، والتزم لهم القاضي أن يُقطَعوا سنجارَ وحران والرها، فطابت قلوبُهم، وحلفوا للملك الصالح، وقاموا في خدمةِ ابنه الملك المغيث، وساروا معه إلى سنجار، فأفرج عنها عسكر الموصِل، يريدون بلادهم، وأدركهم الخوارزميَّة، وأوقعوا بهم وقعةً عظيمة، فر فيها بدر الدين لؤلؤ بمفردِه على فرس سابق، ثم تلاحقَ به عسكره، واحتوت الخوارزميَّة على سائرِ ما كان معه، فاستغنوا بذلك، وقوِيَ الملك الصالح بالخوارزميَّة وبالفتح قوةً زائدة، وعظُمَ شأنه، وسيَّرَ الخوارزمية إلى آمد، وعليها عسكر السلطان غياث الدين كيخسرو صاحب الروم، وبها المعظم غياث الدين تورانشاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو محصورٌ منهم، فأوقعوا بهم ورحَّلوهم عن آمد فخرج الصالح من سنجار إلى حصن كيفا، وبعث الملكُ العادل بن الملك الكامل من مصرَ إلى أهل حلبٍ يريد منهم أن يجروا معه على ما كانوا عليه مع أبيه الملك الكامل من إقامة الخطبة له على منابر حلَب، وأن تُضرَبَ له السكة فلم يُجِبْ إلى ذلك، وقَدِمَ رسول غياث الدين كيخسرو ملك الروم، فزوج غازية خاتون ابنة العزيز السلطان غياث الدين، وأنكح الملك الناصر صاحب حلب أخت السلطان غياث الدين، وتولى العقدَ الصاحِبُ كمال الدين بن أبي جرادة بن العديم، وخرجَ في الرسالة إلى بلاد الروم، وعقد للملك الناصرِ صاحِبِ حلب على ملكة خاتون أخت السلطان غياث الدين، فبعث غياثُ الدين رسولًا إلى حلب، فأُقيمَت له بها الخطبة، وخرج الملكُ الجواد من دمشق في أول ذي الحجة، يريد محاربةَ النَّاصِرِ داود بن الملك المعَظَّم صاحب كرك، بأذنبا بالقرب من نابلس، فانكسر الناصر كسرةً قبيحة، في يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة، وانهزم إلى الكرك، فغَنِمَ الجواد ما كان معه، وعاد إلى دمشقَ، وفرَّقَ ستَّمائة ألف دينار وخمسة آلاف خلعة، وأبطل المكوس والخمور، ونفى المغاني، وعاد من كان في دمشق من عسكر مصرَ ومعهم الأميرُ عماد الدين بن شيخ الشيوخ إلى القاهرة، بسناجق الناصر، في السادس والعشرين من ذي الحجة، فلم يعجب الملك العادل ذلك، وخاف من تمكُّن الملك الجواد.

العام الهجري : 810 العام الميلادي : 1407
تفاصيل الحدث:

هو محمد السابع المستعين بن أبي الحجاج يوسف الثاني ملك بني نصر -بني الأحمر- في غرناطة بالأندلس، وقام بالأمر بعده أخوه أبو الحجاج يوسف الثالث الناصر، وكان معتقَلًا في سجن قلعة شلوبانية الحصينة القريبة من ثغر المنكب، والذي كان قد حبسه هو أخوه الملك محمد السابع هذا، وقام الملك الجديد أبو الحجاج بتجديد الهدنة مع ملك قشتالة لمدة تنتهي سنة 813.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي الله تعالى عنه في ثلاثين رجلًا إلى عَجُزِ هَوازِنَ -مَحِلٌّ بينه وبين مكَّةَ أربعُ ليالٍ بطَريقِ صَنعاءَ يُقالُ له: تُرَبَةُ-. وأَرسلَ صلى الله عليه وسلم دليلًا مِن بني هِلالٍ فكان يَسيرُ اللَّيلَ ويَكْمُنُ النَّهارَ، فأتى الخبرُ لِهَوازنَ فهَربوا، فجاء عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي الله تعالى عنه مَحالَّهُم فلم يَجِدْ منهم أحدًا فانصرَف راجعًا إلى المدينةِ فلمَّا كان بِمَحِلٍّ بينه وبين المدينةِ سِتَّةُ أميالٍ قال له الدَّليلُ هل لك جَمْعٌ آخرُ مِن خَثْعَمَ؟ فقال له عُمَرُ رضِي الله تعالى عنه: لم يَأمُرْني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بهم، إنَّما أَمرَني بقِتالِ هَوازِنَ.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا احْتَرَقت الكَعبةُ حين غَزا أهلُ الشَّامِ عبدَ الله بن الزُّبير أيَّام يَزيدَ تَرَكها ابنُ الزُّبير يُشَنِّع بذلك على أهلِ الشَّام، فلمَّا مات يَزيدُ واسْتَقَرَّ الأمرُ لابنِ الزُّبير شرَع في بِنائِها، فأَمَر بِهَدْمِها حتَّى أُلْحِقَت بالأرضِ، وكانت قد مالت حيطانُها مِن حِجارَةِ المَنْجنيقِ، وجَعَل الحَجَرَ الأسودَ عنده، وكان النَّاسُ يَطوفون مِن وراءِ الأساسِ، وضرَب عليها السُّورَ وأدخل فيها الحِجْرَ، واحْتَجَّ بأنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعائشةَ: (لولا حَدَثانُ عَهْدِ قَومِك بالكُفْرِ لرَدَدْتُ الكَعبةَ على أساسِ إبراهيمَ، وأَزيدُ فيها الحِجْرَ). فحفَر ابنُ الزُّبير فوجَد أساسًا أمثال الجِمالِ، فحَرَّكوا منها صَخرةً فبَرِقَت بارِقَة، فقال: أَقِرُّوها على أساسِها وبِنائِها، وجعَل لها بابَيْنِ يُدْخَل مِن أحدِهما ويُخْرَج مِن الآخر.

العام الهجري : 112 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

هو أبو عُقْبَة الجَرَّاح بن عبدِ الله الحَكَمي مُقَدِّم الجُيوش، فارِس الكَتائِب. وَلِيَ البَصْرَة من جِهَة الحَجَّاج، ثمَّ وَلِيَ خُراسان وسِجِسْتان لعُمَر بن عبدِ العزيز. وكان بَطلًا، شُجاعًا, عابِدًا، قارِئًا, كَبيرَ القَدْرِ, مَهيبًا طُوالًا، كان إذا مَرَّ في جامِع دِمَشق يَميلُ رَأسَه عن القَنادِيل مِن طُولِه. قال الجَرَّاح: تَرَكتُ الذُّنوبَ حَياءً أربعين سَنة، ثمَّ أَدْرَكَنِي الوَرَعُ. كان أَميرًا على أرمينية، فقَتَلَتْهُ الخَزَرُ، ففَزِعَ النَّاسُ لِقَتْلِه في البُلدان, ولمَّا قُتِلَ طَمِعَ الخَزَرُ في المسلمين وأَوْغَلوا في البِلادِ، وغَلَبَت الخَزَر على أذربيجان، حتَّى بَلَغوا قَريبًا مِن المَوْصِل. كان البَلاءُ بِمَقْتَلِه على المسلمين عَظيمًا، بَكَوا عليه في كُلِّ جُنْدٍ. كان رَحِمَه الله خَيِّرًا فاضِلًا صالِحًا، رَثاهُ كَثيرٌ مِن الشُّعَراء.

العام الهجري : 129 العام الميلادي : 746
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة وَجَّه إِبراهيمُ بن محمَّدِ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس الإمامُ أبا مُسلِم الخُراساني، واسمُه عبدُ الرَّحمن بن مُسلِم، إلى خُراسان، وعُمُره تِسع عَشرة سَنَة، وكتَبَ إلى أَصحابِه: إنِّي قد أَمَّرتُه بأَمري فاسمعوا له وأَطيعوا، فإنِّي قد أَمَّرتُه على خُراسان وما غَلَب عليه بعدَ ذلك. فأتاهم، فلم يَقبَلوا قوله وخَرَجوا مِن قابِل فالْتَقوا بمكَّة عند إبراهيم، فأَعلَمَه أبو مُسلِم أنَّهم لم يُنَفِّذوا كِتابَه وأَمْرَه. فقال إبراهيمُ قد عَرَضتُ هذا الأمرَ على غيرِ واحدٍ وأَبَوْهُ عليَّ. فأَعلَمَهم أنَّه قد أَجمَع رَأيَه على أبي مُسلِم، وأَمرَهم بالسَّمعِ والطَّاعة له، ثمَّ قال له: إنَّك رَجلٌ مِنَّا أهل البيتِ، احْفَظ وَصِيَّتي، انظُر هذا الحيَّ مِن اليَمَن فالْزَمهُم واسْكُن بين أَظهُرِهم، فإنَّ الله لا يُتِمُّ هذا الأمرَ إلَّا بهم.