حَسَن نصر اللَّه هو الأمينُ العامُّ الثَّالِثُ لحِزبِ اللَّه اللُّبنانيِّ، بَعدَ اغتيالِ عَبَّاس الموسَويِّ.
وُلِدَ في بَلدةِ بُرجِ حَمُّود في يَومِ 9 رَبيعٍ الأوَّلِ 1380هـ، لعائِلةٍ شيعيَّةٍ مِنَ البازوريَّةِ قُربَ صُور، وكانَ التَّاسِعَ بَينَ عَشَرةِ أبناءٍ. والِدُه تاجِرُ خُضارٍ وفَواكِهَ، والعائِلةُ لَم تَكُنْ مُتَدَيِّنةً، لَكِنَّ نَصر اللَّه اهتَمَّ مُبَكِّرًا بالدِّراسةِ الدِّينيَّةِ. تَعَلَّمَ في مَدارِسِ النَّجاحِ وسِنِّ الفيلِ، ثُمَّ عادَ مَعَ أُسرَتِه إلى البازوريَّةِ عامَ 1395هـ/ 1975م بسَبَبِ الحَربِ الأهليَّةِ؛ حَيثُ أكمَلَ دِراسَتَه في صُورٍ، وانضَمَّ لحَرَكةِ أمَل، وأصبَحَ مَندوبَها في بَلدَتِه، في صُورٍ تَعَرَّفَ على مُحَمَّدٍ الغرويِّ الذي ساعَدَه على السَّفَرِ إلى النَّجَفِ للدِّراسةِ بالحَوزةِ العِلميَّةِ، وهُناكَ التَقى بعَبَّاس الموسَويِّ الذي شارَكَه لاحِقًا تَأسيسَ حِزبِ اللَّه. عادَ إلى لُبنانَ بَعدَ أربَعِ سَنَواتٍ، ودَرَّسَ بالحَوزةِ الدِّينيَّةِ في بَعلَبَك، وأصبَحَ عُضوًا في المَكتَبِ السِّياسيِّ المَركَزيِّ لحَرَكةِ أمَل. ثُمَّ انشَقَّ لاحِقًا بَعدَ الخِلافاتِ العَقائِديَّةِ والسِّياسيَّةِ، وشارَكَ في تَأسيسِ حِزبِ اللَّه بَعدَ الاجتياحِ الإسرائيليِّ للُبنانَ عامَ 1402هـ.
قادَ ما يُسَمَّى بـ"المُقاومةِ" التي أفضَت إلى انسِحابِ إسرائيلَ مِن جَنوبِ لُبنانَ عامَ 1420هـ.
كانَت خُطَبُه الحَماسيَّةُ مِنَ العَوامِلِ التي أكسَبَته شَعبيَّةً في العالَمَينِ العَرَبيِّ والإسلاميِّ، غَيرَ أنَّ هذه الشَّعبيَّةَ سُرعانَ ما تَدَهورَت بَعدَ وُقوفِ حِزبِ اللَّه إلى جانِبِ النِّظامِ السُّوريِّ في قَمعِ الثَّورةِ السُّوريَّةِ، التي اندَلَعَت عامَ 1433هـ/2011م وطالَبَت بإسقاطِ الرَّئيسِ بَشَّار الأسَد.
فمُنذُ عامِ 1433هـ، دَعَمَ نَصر اللَّه النِّظامَ السُّوريَّ القَمعيَّ في حَربِه الأهليَّةِ التي أزهَقَت آلافَ الأرواحِ ودَمَّرَتِ البِلادَ؛ مما أثارَ جَدَلًا واسِعًا، وزادَ مِنَ الانقِساماتِ السِّياسيَّةِ والطَّائِفيَّةِ في لُبنانَ والمِنطَقةِ.
قُتِلَ في غارةٍ جَوِّيَّةٍ إسرائيليَّةٍ استَهدَفَت مَقَرَّ قيادةِ الحِزبِ في الضَّاحيةِ الجَنوبيَّةِ في بَيروتَ.
اللغة