الموسوعة الحديثية


- إذا دُعِي أحدُكم إلى الطَّعامِ فليُجِبْ فإن شاء طعِم وإن شاء ترك
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : موفق الدين ابن قدامة | المصدر : الكافي لابن قدامة | الصفحة أو الرقم : 3/118 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (1430)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا عَلى حُسنِ العِشرَةِ بينَ المُسلمينَ، وعَلى التَّأليفِ بينَ قُلوبِهم، وإدامَةِ المَوَدَّةِ بينَهم؛ ولذلك جعَل إجابةَ الدَّعوَةِ حقًّا للمُسلِمِ عَلى أخيهِ المُسلِمِ؛ حتَّى يكونَ بين المُسلِمينَ تواصُلٌ واجتِماعٌ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا دُعِيَ أحدُكم إلى الطَّعامِ"، أي: إذا وُجِّهَتْ إليه دَعوَةٌ لِحُضورِ طَعامٍ كعُرسٍ ونَحوِه، "فلْيُجِبْ"، أي: فلْيُجِبْ هذه الدَّعوَةَ وليَذهَبْ إلى صاحِبِ الدَّعوةِ في المكانِ الذي دَعاه فيه إذا لم يكُنْ فيه مُنكَرٌ ظاهرٌ لا يستطيعُ تغييرَه، وفي هذا حَضٌّ على إجابَةِ الدَّعوَةِ، وقد خرَّج البُخاريُّ عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه كان يقولُ: "ومَن ترَك الدَّعوَةَ، فقد عَصَى اللهَ ورسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فإنْ شاءَ طَعِمَ"، أي: أَكَلَ من الطَّعامِ الذي يُقدَّمُ له، "وإنْ شاءَ ترَك"، أي: ترَك الأكْلَ، ولم يأكُلْ؛ فالأهَمِّيَّةُ هنا للحُضورِ وإجابَةِ الدَّعوَةِ التي فيها التَّعارُفُ والتَّوادُّ بين النَّاسِ( ).