الموسوعة الحديثية


- عن عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ أنه قال : من أدرَكه المساءُ في اليومِ الثاني من أيامِ التشريقِ فليقمْ إلى الغدِ حتى ينفرَ معَ الناسِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير | الصفحة أو الرقم : 6/310 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
في هذا الحديثِ يقولُ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضِيَ اللهُ عنه: "مَن أدرَكَه"، أي: مَن كان حاجًّا وأدرَكَه "المَساءُ" وهو يكونُ بغُروبِ الشَّمسِ، "في اليومِ الثاني مِن أيامِ التَّشريقِ" وهي الأيامُ الثلاثةُ التاليةُ بعدَ عيدِ الأضحى، والمرادُ به اليوم الثاني عَشرَ مِن ذي الحَجَّةِ، "فلْيَقُمْ إلى الغَدِ" بأنْ يَبيتَ في مِنًى، "حتى يَنفِرَ مع الناسِ"؛ وذلك بعدَ رَمْيِ الجَمَراتِ في اليومِ الثالثَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ، ثم يَرجِعُ ويَرحَلُ من مِنًى مع جَميعِ الحُجاجِ، وهو النَّفرُ الأخيرُ، وأصلُ النَّفْرِ مُفارَقةُ مكانٍ إلى مكانٍ لأمرٍ هامٍّ، وهذا كما قال تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ}، أي: استَعْجَلَ في رَمْيِ الجِمارِ؛ لِيَخرُجَ مِن مِنًى، فيكونَ رَمْيُه في اليومَيْنِ الحادِي عَشَرَ والثَّاني عَشَرَ، {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}، أي: إنَّ في الأمرِ سَعَةً، ولا ذَنبَ عليه، {وَمَنْ تَأَخَّرَ}، أي: مَن جَعَلَ رميَ الجِمارِ في اليومِ الثَّالِثَ عَشَرَ، وأخَّر خُروجَه مِن مِنًى إلى ذلك اليومِ، {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 203]، أي: لا ذَنبَ ولا حَرَجَ عليه في ذلك.